الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

شيخ العرب «ابن همام»

19 ديسمبر 2010 00:14
في الوقت الذي تعاني فيه أمتنا العربية كلها من غياب واضح وكبير على صعيد وجودها في المناصب والمواقع الدولية الكبيرة التي يشغلها كل من هو غربي ويغيب عنها كل من هو عربي، يقف محمد بن همام العبد الله رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم علامة بارزة ومميزة على الساحة العالمية يملؤها بكل جدارة واقتدار وبكفاءة وحنكة بدون واسطة أو مال. قد يقول قائل: لدينا بعض العرب في عدة مناصب دولية هنا أو هناك وهذا صحيح.. لكنني أتحدث هنا عن الفعالية والإيجابية.. عن القوة والثقل الذي يمثله الرجل في منصبه وما يحدثه حوله من شد وجذب، وما يشكله من قوة تحسب لها مراكز القوة الغربية التقليدية القائمة ألف حساب. كل هذا يمثله ابن همام وربما أكثر حتى بات الآن هو المرشح الأبرز والأقوى لتولي منصب رئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم بعد انتهاء ولاية الداهية جوزيف بلاتر، وهو ترشيح يأتي عن جدارة وأحقية وليس عن مجاملة أو ترتيبات إقليمية، وأتمنى أن يحدث في يوم قريب بإذن الله. أنا لا أعرف بالتحديد متى بدأت موهبة ابن همام القيادية البارعة تتكشف أو متى بدأ ظهور “كاريزما” شخصيته القيادية، حتى استطاع أن يمسك بخيوط اللعبة كلها في يده يحركها كيف يشاء ومتى أراد، لكن ما أعرفه أنه بنى نفسه بنفسه، وصنع فكره بمثابرة وعزم حديد، وأعرف أنه آمن بقدرته كعربي على أن يكون على القمة فسعى لها حتى وصل إليها. أعرف أن ابن همام يعيش كل يوم قصة كفاح ويخوض حربا مريرة ضد الفساد، ويتخطى كل يوم جبلا من الصعاب شرقا وغربا من القريب قبل الغريب لكنه دوما ينظر إلى نقطة الوصول والهدف الذي وضعه أمامه مسلحا بإيمان عميق، مرده أنه مسلم عربي يعمل بصدق وإخلاص. هذه الزاوية ليست لمدح ابن همام وإظهار محاسنه أو مجاملته، فهو لا يحتاج منا هذا وأنا أيضا لا أحتاج لهذا، ولكني أكتبها لكي أعطي الرجل بعض حقه علينا وأقول له شكرا من كل عربي يشعر أنك تمثلنا جميعا خير تمثيل وأنك نموذج نحب أن نراه. أكتب لأقول إنه ما كان يمكن لقطر أن تنظم كأس العالم بعد 12 سنة من الآن لولا وجودك في الحقل الدولي ممسكا بأدوات التحكم عالما بدروبه المتشابكة والمعقدة، وأكتب لأقول للجيل الجديد من الشباب إننا قادرون إذا ما أردنا.. قادرون إذا عرفنا ما هي أدوات العصر وأخذنا بها علما وفهما، وهذا نموذج أمامكم يمكن السير عليه، والتعلم منه. هذا تحديدا مضمون ما أردت أن أصل إليه في حديثي عن محمد بن همام العبد الله الذي يمثل بقعة ضوء ناصعة في طريق التمثيل العربي في الساحة الرياضية العالمية.. ابن همام رجل بسيط بساطة الثلج جاء من بيئة عربية بسيطة ثقف نفسه، وتعلم، وآمن بقدراته ونفسه، فبات مثلا، ولا أخفي أبدا إعجابي الشديد به حين أراه من قريب أو من بعيد. البعد الخامس: “في أي مجال يوجد عظماء كثيرون.. وجدوا لكي نحاول أن نستلهم العظمة منهم ونحاول أن نلهم الآخرين بها. يعقوب السعدي | Yakoob.Alsaadi@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©