يسود محافظة لحج جنوب اليمن توتر شديد، حيث أرسلت تعزيزات عسكرية بعد مقتل ناشط جنوبي الخميس في مواجهات عنيفة مع الجيش. وتظاهر مئات من أنصار الحراك الجنوبي الانفصالي في مدينة الحبيلين بمحافظة لحج أمس للتنديد بمقتل عباس طنباج، الناشط الجنوبي، الذي قتل في مواجهات بين المتمردين والجيش. وذكر مصدر أمني لوكالة “فرانس برس” أن السكان عثروا أمس الأول على جثة جندي في حبيلين ملقاة على مقربة من الطريق العام، مما يرفع حصيلة القتلى في الاشتباكات إلى ستة. وكان مسؤول أمني تحدث في حصيلة سابقة الجمعة عن سقوط خمسة قتلى. ووقعت الاشتباكات في المدينة بين قوات الجيش ومسلحين ينتمون إلي الحراك الجنوبي خلال محاولة لاعتقال طنباج. وأوضح شهود عيان أن قوة عسكرية ضخمة تضم عدداً من الدبابات والمصفحات وعشرات الجنود قدمت من محافظة تعز إلي مثلث العند في محافظة لحج وبدأت بالزحف نحو مدينة الحبيلين. وأضافوا أن مسؤولين محليين ووجهاء عشائر منطقة الحبيلين يتفاوضون مع القيادات العسكرية لمنع اقتحام الجيش المدينة لملاحقة المسلحين. لكن مصدراً أمنياً أكد تصميم السلطات الأمنية والعسكرية على وضع حد للفلتان الأمني في مديريات ردفان الأربع وبينها الحبيلين. وقالت مصادر محلية إن عشرات المسلحين توافدوا من مدينة الضالع وجبال يافع القريبتين إلى مدينة الحبيلين للمشاركة والتصدي لقوات الجيش.
وقالت مصادر محلية يمنية لـ«الاتحاد» إن المتظاهرين “أحرقوا الإطارات التالفة وسط الشارع الرئيسي بالمدينة”، التي شهدت خلال اليومين الماضيين اشتباكات عنيفة بين القوات الحكومية ومسلحين انفصاليين.
وذكرت المصادر أن “التوتر” يخيم حالياً على الوضع بمدينة الحبيلين “خصوصاً مع وصول المزيد من التعزيزات العسكرية قادمة من مدينة الحوطة” عاصمة لحج، لافتة إلى أن المسلحين الانفصاليين “انتشروا” على الجبال المحيطة بمدينة الحبيلين “تحسباً لمواجهات محتملة”.
بدوره، قال مدير عام مديرية الحبيلين محمود مقبل لـ «الاتحاد» إن “هناك توجهاً لدى السلطة المحلية والشخصيات السياسية والاجتماعية إلى تهدئة الوضع في المديرية”، مشيراً إلى اجتماع جمع السلطة المحلية والمعارضة وقيادات من الحراك الليلة قبل الماضية، أقر التهدئة، وإنهاء المظاهر المسلحة بالمدينة. وأضاف :”اتفق الجميع على الحفاظ على المواطن بدرجة أساسية ومنع تطور الأحداث وإثارة النزاعات”، معتبراً أن “الكثير” من المسلحين الانفصاليين “يستغلون موجة الحراك لتحقيق مصالح شخصية”.
وأقرت اللجنة الأمنية بمحافظة أبين إعادة ترتيب النقاط والدوريات الأمنية في المحافظة. وذكرت وزارة الداخلية أن اللجنة الأمنية برئاسة نائب وزير الداخلية اللواء الركن صالح الزوعري أقرت أيضاً تشكيل لجنة تحقيق في ملابسات الهجوم، الذي استهدف نقطة أمنية بمدينة زنجبار، أمس الأول، مشيرة إلى أن الهجوم أسفر عن مقتل جندي واحد وإصابة 8 آخرين. وأكد نائب وزير الداخلية اليمني ضرورة التصدي بحزم وقوة لكل العناصر الإرهابية والتخريبية التي تحاول العبث بالأمن والاستقرار، مشدداً على أهمية تحلي قوات الأمن باليقظة العالية لمواجهة مختلف الاحتمالات.
إلى ذلك، دعت السفارة الأميركية في صنعاء رعاياها في اليمن إلى توخي الحذر، وذلك بعد يومين من إحباط السلطات الأمنية اليمنية بالعاصمة هجوماً كان يستهدف موظفين في السفارة. وقالت السفارة في بيان لها، نشرته على موقعها الإلكتروني، إنها تحث “المواطنين الأميركيين على البقاء متيقظين بشأن أمنهم الخاص”.
سياسياً، واصلت الكتل البرلمانية لأحزاب “اللقاء المشترك” المعارضة، اعتصامها داخل البرلمان اليمني احتجاجاً على إقرار الكتلة النيابية لحزب المؤتمر الشعبي الحاكم تعديلات في قانون الانتخابات الأسبوع الماضي. وذكرت مصادر صحفية تابعة للمعارضة، أن الكتل البرلمانية لأحزاب “اللقاء المشترك” تدرس عدداً من الخيارات التصعيدية “سيُعلن عنها قريباً”.
عدد اليوم
