الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أزواج يفضلون «تمثيل» الحب على إذاعة مشاكلهم

أزواج يفضلون «تمثيل» الحب على إذاعة مشاكلهم
9 أكتوبر 2014 23:56
على الرغم من صعوبة العيش في علاقة زوجية جامدة، إلا أن الزوجين، خاصة الزوجة تقبل الوضع حفاظاً على الأبناء من عواقب التفكك الأسري ومن نظرة الأهل والمجتمع لها، لتدخل الحياة الزوجية عند البعض في حالة «موت سريري» يختفي فيها الشعور بالحب والاهتمام والانسجام والأمان، ويسكن الصمت في كل زوايا الحديث ليمثلا الحب بدلاً من أن ينشروا غسيل حياتهم الزوجية. زوج برتبة موظف بعد أن يحل الجمــود بحيــاة أزواج نتيجــة كثرة الخلافات وتدخلات الأهل، يصبح البعض منهم كموظفين فـي الحيــاة الزوجية ليس بينهم سوى لقاءات عابرة والتزامات مادية للحفاظ على شكلهم الاجتماعي والأسري أمام الآخرين. وبعد أن عانت كثيراً الخلافات مع زوجها وخيانته، وبعد أن مرت علاقتهما بالصمت الذي يستمر أياماً وأحياناً شهوراً، وجدت شيخة عيسى (26 سنة) أن التمثيل من أنجح الأساليب في حفظ خصوصيات حياتها، وإبقاء الخلافات في دائرة ضيقة، تقديراً واحتراماً لتلك العلاقة، لافتةً إلى أنّه حينما يكون بينها وبين زوجها أي خلاف يتصرفان بشكل طبيعي أمام الأهل، حتى وإن كانت ليست بارعة بالتمثيل مثل زوجها، إلاّ أنّها تجتهد بقدر استطاعتها على مجاراته، حفاظاً على خصوصيات علاقتهما. في المقابل، تلفت وفاء البدري (متزوجة وأم لثلاثة أبناء) إلى أن حياتها الزوجية لا تخلو من الخلافات التي تصل أحياناً إلى الهجر المؤقت، أو عدم الحديث، لكن رغم ذلك الشقاق الذي يطول بينهما اتفقا على أن يكونا أمام الجميع «سمنا على عسل»، مؤكدة أن تلك العقبات لا بد أن تكون سراً بين الأزواج وليست عرضة للنشر بين الأهل والأقارب، حتى إن وصل الأمر إلى الهجر. وتقول «لا بد من إخفاء الخلافات بين الأهل والأصدقاء تحت غطاء تمثيل الطرفين بأنهما على أفضل حال، منعاً لتدخلات قد لا تحمد عقباها». لباقة ودبلوماسية في هذا الإطار، يؤكد خبراء في الحياة الزوجية أن إتقان الزوجة فن التمثيل يجنبها مشاكل لا حصر لها، لذلك لا بد لها أن تكون أكثر لباقة ودبلوماسية حرصاً على علاقتها مع أهلها وأهل زوجها. في السياق ذاته، تؤيد هند البدواوي، استشارية أسرية، تمثيل الحب أحياناً أمام الآخرين، حتى لا يؤدي ذلك إلى تفاقم المشكلات بين الزوجين، ما يولد الكثير من الكره والحقد. وتقول «على الزوجة هنا أن تتصف بالحكمة، فهي من أجل ألا يتدخل أحد في حياتها الخاصة لا بد أن تحتوي المشكلة، وأن يكون لديها مهارة التمثيل في إخفاء ما يعصف بحياتها الزوجية من مشاكل، حتى لا تنفصم عرى الأسرة، وتتفكك. ويتعرض الأولاد لحالة من القلق وربما الشعور بانعدام الأمن حين يرون الخلافات بين والديهما»، مشيرة إلى أنه من الأفضل عدم إبداء أي خلاف أمامهم، بل إظهار سلوك الحب من ابتسامات وكلمات عاطفية. وتؤكد أن المرأة لديها مهارة التمثيل والاحتواء والتعبير أكثر من الرجل. لبس الأقنعة من جانبه، يرفض جاسم محمود تمثيل الحب أمام أهله في حالة مرور حياته الزوجية بمشاكل، مبيناً أن الخلافات إن وقعت لا يعني ذلك الكراهية والقطيعة، وإنما يفضل مغادرة المكان بدلاً من التصنع والتمثيل بأن حياته الزوجية على ما يرام، مؤكداً أن هذا التصرف أفضل بكثير من التناقض بين المشاعر والسلوك، فليس هناك أسوأ من تزييف المشاعر ولبس الأقنعة لمجرد البعد عن مواقف من الطبيعي حدوثها. ونوّه الشاب فيصل خالد (متزوج، وموظف حكومي) بأن إخفاء الخلافات عن المقربين لا يقوى عليها سوى من لديه المهارة في التمثيل، ويملك شخصية قوية، مضيفاً أن بعض الأزواج يتقن مهارة إخفاء المشاكل والخلافات العائلية، وهذا الأمر لا يكون تمثيلاً بقدر ما هو تناس متعمد لحقيقة خلافهما، لرفضهما الظهور بصورة سيئة من خلال التباعد والتنافر، لافتاً إلى أنّ ما يعيب ذلك الأسلوب هو تعليق المشكلة لإشعار ما يسبب الضغينة، ويترك فجوة كبيرة قد لا تردم مع مرور الزمن.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©