الأربعاء 17 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

شركات الغاز الروسية تهدد مجدداً بقطع الإمدادات عن جيرانها

23 ديسمبر 2006 01:34
إعداد - أيمن جمعة: عاودت روسيا تهديداتها بقطع إمدادات الغاز عن جورجيا وروسيا البيضاء ما لم توافقا ''خلال أيام'' على زيادات سعرية كبيرة تصل الى أربعة أضعافها في أسعار الشحنات المقرر تسليمها خلال ،2007 وهو ما أعاد القارة الاوروبية الى أجواء الذعر التي عاشتها قبل شهور قليلة بشأن ضمان ''امدادات الطاقة'' عندما قامت جازبروم الروسية ولفترة قصيرة بقطع الامدادات عن أوكرانيا في اطار نزاع سعري مماثل· وحاولت التحليلات الاقتصادية اضفاء صبغة سياسية على الأزمة بالقول إن موسكو تحاول استخدام مصادرها من الطاقة كأداة سياسية تستخدمها في اطار ''سياسة العصا والجزرة''· وتقول صحيفة ''فاينانشال تايمز'' في تقرير إن الازمة الجديدة تزيد قوة المطالب التي تدعو روسيا للتصديق على اتفاقية ''ميثاق الطاقة الاوروبي'' التي تدعو لحل مثل هذه الخلافات عبر التحكيم والوساطة· ولا تتوقف حدود الازمة الجديدة عند روسيا وجيرانها، ومن المرجح أن تمتد لتصل باقي دول القارة الاوروبية وفي مقدمتها بولندا والمانيا، وذلك لأن خطوط الانابيب التي تنقل الغاز الى هذه الدول تمر عبر أراضي جورجيا وروسيا البيضاء· وقبل شهور أثارت شركة جازبروم التي تهيمن على صناعة الغاز في روسيا، أزمة كبيرة عندما اتهمت اوكرانيا بسرقة كميات من الغاز المار بهذه الانابيب· وفي اطار هذه التكتيكات اقترحت جازبروم تقليص نسبة الزيادة المقترحة على أسعار الغاز مقابل الحصول على حصص في شبكات توزيع الغاز في جورجيا وروسيا البيضاء· وهي تضغط الآن للحصول على 50 % من شركة بيلترانز جاز في روسيا البيضاء والتي تسيطر على خطوط انابيب الغاز الخاصة بالتصدير في الدولة·· لكن الجانبين مختلفان بشدة حول قيمة الشركة· ورفض ديمتري ميدفيديف رئيس جازبروم والنائب الاول لرئيس الوزاء الروسي، التعليق عما إذا كانت الشركة قد استعدت بالفعل لقطع إمداداتها عن روسيا البيضاء وجورجيا، لكنه وصف مفاوضات الحل بأنها ''ليست سهلة''· ويقول كبار المسؤولين الروس إن الزيادات المقترحة تستهدف أساسا التخلص من نظام الإعانات الذي اعتادت عليه الجمهوريات السوفيتية السابقة والتوجه الى آليات السوق وهو ما تأمل جازبروم ان تحققه بحلول عام ·2008 ورغم أن روسيا البيضاء كانت سعيدة بأن تظل داخل الفلك الروسي، فإن جورجيا التي تميل الى الغرب ترى ان التهديد بقطع الامدادات يحمل طابعا سياسيا· وتقول ان مطالب روسيا برفع السعر الى أكثر من الضعف ليقفز من 110 دولارات لكل ألف متر مكعب حاليا الى 230 دولارا (مقتربا بذلك من المستويات الاوروبية)، هي أمر يتجاوز النواحي الاقتصادية· ويقول مسؤولو جورجيا ان الغاز الذي تحصل عليه بلادهم يجيء من حقول قريبة في آسيا الوسطى ولذا فمن المنطقي أن يدفعوا سعرا أقل مما يدفعه باقي المستهلكين الاوروبيين· وتصاعدت حدة الازمة مع اعلان جورجيا ان بوسعها التخلي عن امدادات الغاز الروسية والاعتماد على امدادات من دول اخرى مجاورة مثل اذربيجان وايران· واذا كان بوسع المحللين اعطاء بعد سياسي لسياسة الغاز الروسية مع جورجيا فإن الامر يصعب تفسيره سياسيا مع روسيا البيضاء التي لها علاقات وثيقة مع موسكو، وهو ما ظهر بجلاء في يناير الماضي عندما استمرت جازبروم في تزويد روسيا البيضاء بالغاز بسعر 47 دولارا في حين طلبت 230 دولارا من اوكرانيا ذات التوجهات الغربية· واليوم فإن روسيا تريد رفع أسعار صادراتها من الغاز الى روسيا البيضاء الى أربعة أضعافها تقريبا لتصل الى 200 دولار· وبرر البعض هذه الزيادة بأنها عقاب للرئيس الكسندر لوكاشينكو بسبب فشله في الالتزام بوعوده الخاصة بزيادة التكامل مع روسيا· ويحاول لوكاشينكو الحصول على سعر عند 130 دولارا، لكن المحللين يؤكدون انه حتى لو وافقت روسيا على هذا السعر فإنه سيضر بشدة باقتصاد الدولة· وأيا ما كانت الزيادة التي سيتفق عليها الجانبان فإنها ستوجه ضربة عنيفة الى رئيس روسيا البيضاء وهو الرجل الذي تصفه اميركا بأنه ''آخر ديكتاتور في اوروبا''· فإضافة الى رفع أسعار الغاز، فإنها تعتزم أيضا فرض ضريبة تصدير على صادرات النفط الروسية المعفية الآن من الجمارك لتصل الى 180,7 دولار للطن بداية من العام المقبل· واعترض بشدة لوكاشينكو على رفع سعر الغاز قائلا ''هذه الخطوة تعادل قطع العلاقات الثنائية بالكامل''·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©