الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الكبير».. الموصوف بالمجد والكبرياء

«الكبير».. الموصوف بالمجد والكبرياء
19 سبتمبر 2013 20:42
أحمد محمد (القاهرة) ــ «الكبير» سبحانه هو العظيم في كل شيء عظمة مطلقة، الذي كبر وعلا في ذاته، (... وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ...)، «سورة البقرة: الآية، 255»، وهو الكبير في أوصافه فلا سمي له ولا مثيل، وهو الكبير في أفعاله ،فعظمة الخلق تشهد بكماله وجلاله، هو سبحانه وتعالى الموصوف بصفات المجد والكبرياء، والعظمة والجلال، الذي هو أكبر من كل شيء، وأعظم من كل شيء، وأجل وأعلى، وله التعظيم والإجلال في قلوب أوليائه وأصفيائه، قد ملئت قلوبهم من تعظيمه وإجلاله والخضوع له والتذلل لكبريائه. نقيض الصغر والكبير من أسماء الله الحسنى، وهو مشتق من الكبر، وهو نقيض الصغر، ومعنى الكبير العظيم ذو الكبرياء، المتعالي عن صفات الخلق، والكبرياء هي العظمة والملك وكمال الذات والوجود، ولا يوصف بها إلا الله جل جلاله، ومعنى اسم الله الكبير، العظيم الجليل ذو الكبرياء في صفاته وأفعاله فلا يحتاج إلى شيء ولا يعجزه شيء (... لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)، «سورة الشورى: الآية، 11». وذكر اسم الله «الكبير» ست مرات في القرآن العظيم في قوله تعالى: (... فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا)، «سورة النساء: الآية، 34»، وقوله: (عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ)، «سورة الرعد: الآية، 9»، وقوله سبحانه: (ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ)، «سورة الحج: الآية، 62»، وقوله: (ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ)، «سورة لقمان: الآية، 30»، وقوله عز وجل: (... قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ)، «سورة سبأ: الآية، 23»، وقوله: (فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ)، «سورة غافر: الآية، 12». الاستعاذة بالكبير وورد في السنة المطهرة، عن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان يعلمهم أن يقولوا: «بسم الله الكبير نعوذ بالله العظيم من شر كل عرق نعار ومن شر حر النار»، وعن ابن عمر قال: بينما نحن نصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ قال رجل من القوم الله أكبر كبيراً والحمد له كثيراً وسبحان الله بكرة وأصيلاً، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من القائل كلمة كذا وكذا قال رجل من القوم أنا يا رسول الله قال عجبت لها فتحت لها أبواب السماء، قال ابن عمر فما تركتهن منذ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ذلك». قال الطبري، الكبير يعني العظيم الذي كل شيء دونه، ولا شيء أعظم منه، وقال الحليمي في معنى الكبير إنه المصرف عباده على ما يريده منهم من غير أن يروه، وقال أبو سليمان الخطابي، الكبير هو الموصوف بالإجلال وكبر الشأن، فصغر دون جلاله كل كبير، وهو الذي كبر عن شبه المخلوقين، وقال السعدي، الكبير هو الذي له الكبرياء في ذاته وصفاته، وله الكبرياء في قلوب أهل السماء والأرض، وقال ابن كثير في تفسيره، الكبير هو الذي هو أكبر من كل شيء، وقال الشوكاني، هو العظيم الذي كل شيء دونه. عظمة مطلقة ويقول الدكتور محمود عبد الرازق الرضوانى، في كتابه «أسماء الله الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة»، الكبير سبحانه هو العظيم في كل شيء، عظمته مطلقة، هو الذي كبر وعلا في ذاته، وهو الكبير في أوصافه فلا سمي له ولا مثيل، ولا شبيه ولا نظير، وهو الكبير في أفعاله فعظمة الخلق تشهد بكماله وجلاله، قال تعالى: (لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ)، «سورة غافر: الآية 57»، وهو سبحانه المتصف بالكبرياء. واسم الله الكبير يدل على ذات الله وعلى صفة الكبر، وأنه الكبير الذي لم يتخذ ولدا، ولم يكن له شريك في الملك، قال تعالى: (وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا)، «سورة الإسراء: الآية، 111». واسم الله الكبير لا يقارن بغيره، وهو أكبر من أن تدركه العقول وتراه الإبصار وتحيط به الظنون وهو أكبر من أن يطوف به الخيال ويحصره وهو أكبر من أن تحصره الحروف في عباراتها المكتوبة وكل ما يخطر ببالك فالله بخلاف ذلك وأكبر من ذلك. الهدف من الخلق إنّ الله عز وجل وصف نفسه بأنه كبير، وأنه عظيم، وبأن له الكبرياء، وإذا أمرنا أن نكبره، وأن نعظمه، فإنما ذلك لكي نسعد به ونقبل عليه، وكي نحقق الهدف من خلقنا، والكبير كبر عن مشابهة المخلوقات، أكبر من أن يشبه خلقه، وأكبر من أن يشبهه أحد من خلقه، الكامل في نفسه المكمل لغيره، العالم في نفسه المعلم لغيره. فالله هو الكبير فوق كل كبير، والنداء بأنه اكبر فما عداه أصغر، كبير في ذاته، وفي أفعاله وصفاته، وبهذا المعنى ينفرد هذا الاسم لذات الله بخصوصيات، فهو الكبير في ملكه وفي رحمته، في عطائه وفي غناه، في بسطه وعزه وعفوه. وكان استفتاح الصلاة بتكبيرة الإحرام «الله أكبر»، ومعنى ذلك أن الله أكبر من كل كبير، وأعظم من كل عظيم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©