الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الأناقة النفسية» تجلب الطمأنينة والسعادة

«الأناقة النفسية» تجلب الطمأنينة والسعادة
24 سبتمبر 2011 22:35
هي صفات ومهارات تزود الفرد بقدرات مميزة للتعامل مع كل الظروف والأوضاع النفسية التي يتعرض لها كل يوم، وتمنح من يمتلكها طمأنينة وسعادة تنبع من الداخل، لتنعكس خارجيا فتكون قادرة على كسب قلوب الناس. ويمكن اعتبار أن أهم قوة يمتلكها الشخص تتمثل في قدرته على تغيير مجرى حياته إذا ما غير من سلوكه، باعتبارها المحرك الأساسي لحياته وحياة من حوله. (أبوظبي) - يعتقد البعض أن الأناقة ما هي إلا أن تكون على قدر من الوسامة والظهور بأبهي حلة وزي، وأن تتباهى بذلك أمام الجميع للفت الأنظار. لكن هناك أشخاصا آخرين اعتبروا أن الأناقة هي إتقان فن الحوار والتعامل واللباقة، والتعامل مع الظروف بإيجابية ليبرز مصطلح جديد يزين الشخصية ويميزها، ويبتعد عن المظاهر الخارجية ليعنى بالدواخل الإنسانية، ويعرف بـ«بالأناقة النفسية». محددات النجاح إلى ذلك، يقول عمر الكعبي، رئيس اللجنة المنظمة لجائزة الفجيرة للمبادرات المتميزة، ومدرب معتمد لدورات تدريبية واستشارية للمراكز والمؤسسات “من أهم مفاتيح الأناقة النفسية البشاشة، فالروح المرحة غالباً ما تكون مصدراً كبيراً لخلق وتدعيم العزيمة لدى الذات وللآخرين، لأنها تحدث نفس الأثر عند الشخص ذاته ولدى الآخرين، فهي تخلق جواً ملائما للفكر، التأمل والحركة المطمئنة، ومن المفاهيم الخاطئة أن ابتسامة الشخص تقلل من كرامته، ونحن لا نقصد هنا الابتسامة التظاهرية وإنما الابتسامة الحقيقية التي تظهر من قلب مرح وأجمل الابتسامات هي أن تلقى أخاك بوجه طلق فتبسمك في وجه أخيك صدقة”. ويتابع “أما المفتاح الآخر فهو الهدوء، فكل منا يحب التعامل مع الشخص الهادئ، لأننا نعرف أنه يستطيع التحكم في نفسه في الأوقات العصيبة، وغالبا ما يتصف الإنسان الهادئ بالحكمة والتريث في إصدار الأحكام”، مشيرا إلى الحديث النبوي “ما كان الرفق في شيء إلا زانه وما نزع من شيء إلا شانه”. ويضيف الكعبي “مفتاح الاستقرار أن تكون ثابت المزاج فالإنسان الثابت لا يغير قراراته حسب أهوائه، فمن الخطر أن يكون الإنسان متشائماً اليوم متفائلاً الغد، لأن ذلك يجعل الناس في حيرة من أمرهم ويشعرون هم أنفسهم بالتوتر والتقلب، فتراهم يحاذرون التعامل معه على أساس أنهم لا يدرون بأي نفسية هو اليوم. ويشير إلى أن هناك أيضا مفتاح الإيثار وهذا يعني ألا يكون المرء أنانيا فالناس لا يثقون بالشخص الأناني، خصوصا إذا كان يسعى للحصول على مكاسب نتيجة التسلق على أكتاف الآخرين للوصول إلى أهدافه الشخصية. ويقول “من يقرأ قصة الهجرة الثانية ومؤاخاة المهاجرين والأنصار يقف مذهولا أما كلمة إيثار حتى ليظن بأن الناس قبل ذلك كانوا ملائكة لا بشرا”. يؤكد الكعبي “كل الحقائق سواء كانت مريرة أم سارة تكون على بينة، وقديما قالوا: قل الصدق ولو على رقبتك، والصدق منجاة، وأكبر الصدق الصدق مع الله، وهو الصدق الأعظم”. ويضيف “الكرامة مفتاح آخر من المفاتيح المهمة في الأناقة النفسية، وهي ليست مجرد قناع يضعه الشخص على تصرفاته، فكرامة الأخلاق مستمدة من اتجاهات الإنسان نحو دينه وعاداته وتقاليده وتربيته الصحيحة، واحترامه لثقافات الغير وتقديره لها، فلا يرد على كل أحمق سفيه، ولا يترك الحبل على الغارب للثرثار المتشدق، مبديا رأيه من خلال خلقه ودينه”. التصرف والحزم ويتابع “لا ننسى أيضا مفتاح التصرف؛ فليس من حسن التصرف جرح شعور الناس أو كرامتهم بأي شكل، لأن ذلك يخفض من الروح الأخوية له ولغيره، ولا يقصد بحسن التصرف تجنب المسائل غير السارة في العلاقات مع الآخرين، وإنما القدرة على الاعتماد على المزاج الإيجابي للفرد مثل الإخلاص والواجب والعدالة”. ويتابع “كن صبورا مفتاح آخر للأناقة النفسية، فالإنسان الذي لا يتميز بالصبر يثير الانفعال في التنظيم فهو يطلب إتمام الأعمال بسرعة غير معقولة، وهذا غالبا ما يؤدي إلى الضياع والارتباك في تأدية الواجبات، فالإنسان العاقل هو من يكون صبره مفتاحا لكروبه ومشاكله”. ويوضح الكعبي “إلى جانب كل ذلك هناك مفتاح الحزم حيث يجب على الإنسان أن يكون حازما في تصرفاته ولكن برقة، والحزم يظهر في استعداد الإنسان لتحمل مسؤولياته ومقابلة مشكلاته، ولا يقصد بالحزم عدم الإنصات للحقائق، فهذا عناد، وليست الشدة دائما هي الحزم، بل الثبات والعزيمة على مغالبة المشكلة برباطة الجأش ومن الحزم إلى الدقة التي يجب على كل شخص أن يتكلم بدقة وفي المواضيع دون لف أو دوران، وإذا لم يكن هناك شيء يقال فإنه من الضروري ألا يقول أي شيء حتى لا يقال إنه لا يستحق الإنصات، لا يتكلم أكثر من اللازم، فمن كثر كلامه كثر لغطه، وإذا تكلم فمن الضروري إعطاء فرصة للكلام لكي يُفهم من الآخرين، فليقل خيرا أو ليصمت”. أحلك الأوقات الخلاف والاختلاف شيء وارد، لأن اختلاف الأهداف والقيم والمبادئ والاحتياجات وللأفراد والمجموعات تتفاوت، إلى ذلك، يشرح الكعبي “قد يكون الخلاف ظاهرة صحية للعلاقات الصحيحة، وقد يكون الاتفاق الدائم على كل الأمور ظاهرة غير طبيعية ومخيفة بعض الشيء، ومن الطبيعي أن يكون هناك اختلافات في الآراء حول المهام الطرق والوسائل والأساليب، وفي هذه الحالة لا يجب علينا كبت هذه الاختلافات، بل يجب إظهارها لأن ذلك يعتبر الطريقة الوحيدة التي يمكن بها كشف نقاط الخلاف والوصول لنقاط الالتقاء”. ويضيف “كذلك يوجد لدينا شيء يسمى بالخلاف البناء، أي الرأي الجديد والمعدل، والرأي الذي ينطوي على قوة الحلول التي يمكن ابتداعها عن طريق إعادة النظر في الأمور المختلفة عليها من خلال التبادل الموضوعي والعقلاني للمدخلات والمعلومات والآراء، فيصبح الخلاف خلافاً إيجابيا”. ولحل الخلافات هناك ثلاث طرق رئيسة يمكن اتباعها، وهي تتم وفق الكعبي “عن طريق التعايش السلمي، ونقصد به هو “تهدئة الخلافات” والتأكيد على نقاط الاتفاق فيتم تشجيع المختلفين على التعامل في سلام، بحيث تتوفر فرصة في تبادل المعلومات والآراء. ثانيا التسوية، ونقصد هنا بطريقة بالتفاوض والمساومة، أي أن تكون النتيجة التعادل السلبي لا يفوز ولا يخسر أي طرف من الأطراف، لأن فكرة تجزئة الخلاف فكرة تشاؤمية في أساسها، والسمة المميزة لهذه الطريقة هي أنه لا توجد إجابات صحيحة أو إجابات أفضل من أخرى، فالاتفاقات هي وحدها التي تسوى الخلافات أما الخلافات الحقيقية فلا يمكن حلها. وبالنسبة للطريقة الثالثة فهي عناق المشكلة فإذا أردنا تطوير الحلول لحل المشكلات فلابد من أن يبتكر هذه الحلول من هم على رأس الهرم في حالة فرق العمل أو الجماعات، الذين يرون أن الحلول تفيد”. وتتم هذه الحلول المبتكرة كما يوضح الكعبي “من خلال تحديد المشكلة بتقديم الحلول البديلة لحل المشكلة ودراسة مميزاتها والاتفاق على الحل المفضل ودراسة كيفية تنفيذه”. التخلية قبل التحلية للأناقة النفسية أساليب عدة، عنها يقول عمر الكعبي، رئيس اللجنة المنظمة لجائزة الفجيرة للمبادرات المتميزة، ومدرب معتمد لدورات تدريبية واستشارية للمراكز والمؤسسات “أفرز مخاوفك (تخلية) وهذا يتم عن طريق كسب الثقة باعتباره هو الأسلوب الصحيح لقتل المخاوف، قد يقوم الشخص منا ببناء بيئة ذات نفسية مطمئنة، ويحقق ذلك على مستواه الشخصي، بينما قد يعمد الشخص الأكثر ذكاء وفطنة إلى إشراك الآخرين في الإحساس بهذه النفسية والتأثر بها. وهذا ما نسميه “تشرب النفسية”، فالتآلف هي نقطة بداية بناء بيئة مطمئنة والدواء لأي مشكلة تمر في حياتنا”. ويضيف “أقنعهم بسلوكك (تحلية) عندما يعرف الآخرون ويتأثرون بسلوكياتك ويتشربون نفسيتك، فإن ذلك سيخفف من الخوف بشكل ملحوظ، وحاول أن تعرف ردة أفعالهم دائما، بحيث يتحقق الاقتناع بسلوكك”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©