السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فرق الباليه الروسي تترجم مفاهيم المرونة إلى عروض مبهرة

فرق الباليه الروسي تترجم مفاهيم المرونة إلى عروض مبهرة
24 سبتمبر 2011 22:35
انسابت مساء الخميس الماضي ألوان من الفنون والرشاقة حولت مسرح قصر الإمارات إلى منصة عالمية لمجموعة من أشهر فرق الباليه الروسية ذات التاريخ العريق، وذلك في إطار فعاليات حفل «مهرجان الفصول الروسية للقرن الحادي والعشرين»، «باليه دياجيليف»، والذي صاحبه مزاد للأعمال الفنية وعشاء خيري خصص دخله لصالح أطفال الإمارات ذوي الإعاقة. بدأ حفل «مهرجان الفصول الروسية للقرن الحادي والعشرين»، «باليه دياجيليف» بدخول فناني روسيا الذين مثلوا رموزاً للرشاقة والفن الراقي على مدى عشرات السنين إلى خشبة المسرح في حركات إيقاعية أبهرت الحضور، وخلبت عيونه وقلوبه، ما جعل من هذا العرض ذكرى مميزة لدى كل من رآه واستمتع به على مدار ساعة كاملة، امتزجت فيها روائع الموسيقى الكلاسيكية بأقدام وأصابع مجموعة من أشهر راقصي الباليه في روسيا والعالم. استهلت العروض بمشهد جمالي لبضع عارضات في أردية بيضاء شكلن حلقات من الجمال الراقي وكأنهن زهرات يتمايلن في بستان من الدهشة والإبهار، وعلى أطراف الأنامل أخذن في تأدية عرض رشيق وناعم في آن، إلى أن تبعهما عارض وعارضة قدما لوحة فنية راقصة مصحوبة بموسيقى حالمة ارتفعت بالحضور إلى آفاق من الإبداع والشعور بالجمال اللا متناهي، زاده بهاء خلفية شكلتها مجموعة عارضات تمازجت حركاتهن وتماهت مؤكدة قدرة فناني روسيا في الأخذ بمكامن فن الباليه، وجعله شبه حصري على هذا البلد عريق الأصول في مجالات الموسيقى والفنون والآداب بأشكالها المختلفة. واحدة من فراشات الباليه كانت صاحبة اللوحة الاستعراضية التالية، لونت فيها المسرح بتمازجات من الجمال الحركي، والانسجام مع الموسيقى الراقية التي انتشر صداها في جنبات قاعة مسرح قصر الإمارات، تلاها رقصة فردية قدمها عارض روسي فيما بدا وكأنه تمهيد للمشهد التالي، الذي كونت فيه الراقصات حلقات من النور الأبيض شكلته أرديتهن مع الإضاءة المنبعثة من سقف المسرح على إيقاعات موسيقى حالمة انتزعت الإعجاب والتصفيق من الحضور عقب انتهاء الفقرة. باستخدام القفز على قدم واحدة وارتداء إكليل من الزهور البيضاء قدمت واحدة من نجمات الباليه الروسي الرقصة التلالية مع حركات انسيابية مدهشة عكست قيمة الجمال والحضور غير العادي للرقص والموسيقى في هذه الأمسية الفريدة من نوعها. ثم كان عرض ثنائي آخر تصدى له بطل وبطلة الفرقة قدما فيه ألواناً من التمازج الحركي والتماهي مع إيقاعات الموسيقى والمعزوفات القادمة من أعماق التراث الموسيقي الروسي، أعقبه وصلة من التصفيق الحار والتحايا المتبادلة بين الجمهور ونجمي الاستعراض الروسيين اللذين أبهرا الجمهور بواحدة من الثنائيات الفريدة في فضاءات الفن والاستعراض والموسيقى. اللون الأبيض اكتسى المسرح ثانية اللون الأبيض بانضمام جميع بطلات العرض، واشتراكهن في معزوفة حركية واحدة أبدين فيها قدراً مبهراً من التوافق الحركي المصحوب بدقة الإيقاع، ما صنع واحدة من أجمل اللوحات الفنية الموسيقية التي يمكن أن تقع عليها عين كل عاشق لفنون الباليه. لوحة فنية أخرى بالغة الروعة قدمتها فنانة استعراضية رسمت فيها أشكالاً مختلفة بمساعدة ردائها الغريب من نوعه، حيث شكلت مظهر الوطواط وأشكالاً مختلفة للفراشات، مقدمة لوناً جديداً من الرقص الإيقاعي على خلفية موسيقية هادرة بثت في قلوب الحضور الاهتمام والشغف بهذا النمط الجديد من فنون الاستعراض، الذي جاء به فنانو روسيا إلى أرض الإمارات ليبهروا شعبها وضيوفها بما لديهم من إمكانات خاصة ومدهشة في كل ما يتعلق بعوالم الاستعراض والجمال. تالياً وفي دخول هادئ ومميز جاءت واحدة من فراشات الباليه بعرض انفرادي رائع قدمت فيه زخات من الجمال الإيقاعي عانق خيال الجمهور وأخذها معه في ذُرى بعيدة من السمو الفني غير المسبوق. زهري اللون، متماوج الحركات، كانت عناوين وأوصاف للشكل المبهر الذي مثلته واحدة من المبدعات الروسيات في الفقرة التالية، حاملة في يدها كرات تتلون بلون الذهب تارة والزهري تارة أخرى بمساعدة الإضاءات الآتية من الزاوية العليا البعيدة في المسرح، وأخذت العارضة في التلاعب بالكرات في حركات متماوجة من خلال شكل لكائن غريب ومثير ظهرت به، وإن اشترك المشهد كله في عنوان واحد كبير ألا وهو «الفن والجمال»، عكس قدرة أرباب الفن الروس في بلوغ كل بعيد وصعب في عالم الاستعراض والموسيقى. أعقب ذلك إطلالة مميزة لثنائي فني جديد مكون من راقص وراقصة قدما عرضاً جميلاً حمل معه أبلغ آيات الرقي الفني، مصحوباً بموسيقى متصاعدة تارة، وهادئة أخرى، فيما كان أشبه بعزف على أوتار قلوب الحضور من عاشقي فنون الباليه الروسي الذين بلغ عددهم المئات اكتظت بهم قاعة المسرح في قصر الإمارات إلى الحد الذي جعل بعضهم يفترض درجات سلم المسرح جلوساً كي لا يفوته تلك الفيوض الجمالية التي أهلت على أبوظبي في تلك الأمسية التي حفلت بكل أشكال الإبداع. أما مسك الختام فكان مجموعة من العروض التراثية المستوحاة من حضارات بلدان عديدة في الشرق والشرق البعيد، امتزجت فيها الأزياء العربية بأخرى من أطراف القارة الآسيوية، فيما بدا وكأن فنانو الباليه الروس آلوا على أنفسهم ألا يغادروا أرض أبوظبي إلا بعد إبلاغ رسالة مفادها بأن الفن هو لغة التواصل بين كل سكان العالم في شتى أرجائه على اختلاف ألسنتهم وثقافاتهم، وهو أهم وسائل ترسيخ السلام والحب في ربوعه المختلفة. استقبال حار من جهته، قال راقص الباليه الأشهر أندريس ليبيا، إن برنامج الحفل قدم مجموعة من العروض الفنية المتميزة التي نالت استحساناً ونجاحاً منقطع النظير أثناء عرضها على مسرح قصر الشانزليزيه في باريس ومسرح لندن كولوسيوم وزبرز ومسارح روسيا وبيلاروسيا، وروسيا البيضاء وأوكرانيا. ولفت إلى أن فرقة «رقصات الباليه الروسية» التي شاركت في الحفل قدمت عرضين من أشهر العروض التي تتميز بها، وها باليه «شوبنيانا» الذي قام بوضع موسيقاه الموسيقار المعروف فريدريك شوبان، وباليه «رقصات بولوفيتس» الذي قام بتأليفه الموسيقار ألكسندر بورودين. كما قدمت فرقة «مسرح الكرملين للباليه» عروضاً فنية احتفالاً بذكرى مؤسس ومدير الفرقة الراحل سيرجي دياجيليف، الذي أسس عام 1911 فرقة «رقصات الباليه الروسية» في مونت مارلو وبرزت آنذاك موهبته في إدارة وتنفيذ وإخراج الأعمال الفنية الراقصة ما جعله يخطو بها لآفاق غير مسبوقة مقارنة بالأشكال الفنية الأخرى التي سبق وأن عمل بها. وعن زيارته للإمارات أوضح ليبيا، أن الإمارات هي المحطة الأولى بالنسبة لفرقته الفنية، وأنه استمتع بالحفاوة والاستقبال الحار الذي شاهده من جمهور الإمارات واستمتاعهم بما قدموه من أشكال فنون الباليه، وتمنى ليبيا أن يعاود الكرة ويزور الإمارات بشكل سنوي لتقديم عروضه الفنية المتميزة التي تتيح الفرصة لتوطيد روابط الحب والتواصل بين الشعبين الروسي والإماراتي من خلال فن الباليه. فرقة مسرح الكرملين للباليه فرقة مسرح الكرملين للباليه اشتهرت بتقديم «بحيرة البجع» تحفة الموسيقار الروسي العالمي تشايكوفسكي الخالدة والتي عرضت للمرة الأولى في المسرح الكبير في موسكو في عام 1877، وبعد ذلك عرضت في المكان نفسه أكثر من ألفي مرة. ?وتأسست فرقة الكرملين للباليه سنة 1990، وهي تقدم حفلاتها في داخل روسيا في موسكو وخارجها، والمدير الفني لهذه الفرقة هو اندريه بتروف الذي عمل على مدى ربع قرن في مسرح «البلشوي» في موسكو. ويعتبر مسرح الباليه الروسي أشهر باليه في العالم، حيث قدم أول عرض للباليه في روسيا عام 1730، وبعد ذلك تم افتتاح مسرح الباليه في مدينة بترسبورج الروسية عام 1773. أسطورة الباليه أصبح من الصعب عدم ذكر اسم سيرجي دياجيليف عند التحدّث عن الباليه الروسي، فالرجل الذي قدّم للعالم الباليه الروسيّ في أوائل القرن التاسع عشر، لا يزال تاركاً بصمته في كل فنون الباليه ومكوناته المعروفة. سيرجي دياجيليف داعية الفن الروسيّ الكبير وأحد قادة جمعية «عالم الفن» ومنظّم مهرجانات»المواسم الروسية» في باريس ومؤسس فرقة «باليه دياجيليف الروسي»، ويعود إليه الفضل في اطلاع الجمهور الأوروبي على الفنون الروسية الأصيلة وبالأساس الباليه والأوبرا، وساعد نشاط دياجيليف التثقيفي في أوروبا على الدعاية لإبداع الموسيقيين والفنانين الروس، مثل ريمسكي كورساكوف ورحمانينوف وجلازونوف وشاليابين وريريخ وبينوا وجولوفين ونيجينسكي وغيرهم من الفنانين الروس الكبار. وقام سيرجي دياجيليف في عام 1911 بتشكيل فرقة الباليه «باليه دياغيليف الروسي»، وبدأت معها صحوة الباليه الروسي بشكل عالمي، وارتبط النجاح الباهر لمهرجانات «المواسم الروسية» في باريس التي كان ينظمها دياجيليف في مطلع القرن العشرين بعروض فوكين وموسيقى الملحن إيجور سترافينسكي وفن الرقص لفاتسلاف نيجينسكي.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©