إعداد- راشد الزعابي:
بطولة كأس الخليج لكرة القدم ليست مجرد بطولة رياضية تتنافس على الفوز ببطولتها فرق المنطقة هذه البطولة التي انطلقت قبل 33 عاماً تعتبر مجتمعاً خليجياً يقام كل سنتين، إنها كأس عالم بالنسبة لفرق الخليج منها ظهر النجوم الذين قادوا فرق الخليج الى أكبر البطولات العالمية ومنها ظهرت القيادات الرياضية التي تبوأت أعلى المناصب قارياً ودولياً ومن نفس المكان برزت ملاعب الخليج لتكون مؤهلة لاستضافة كبريات البطولات العالمية ومنها برز الإعلام الخليجي قوياً ومميزاً وفي هذه البطولات ترى الفائز والمهزوم يخرجان من الملعب متشابكي الأيدي في مشهد ليس له مثيل في أية منافسة رياضية أخرى·
فقيد الوطن يفتتح خليجي 6
منتخبنا يكسب قطر في الافتتاح أمام 50 ألف متفرج
كانت استضافة البطولة تحدياً كبيراً لقدرات أبناء الإمارات على التنظيم وقد حققت البطولة بشهادة جميع أبناء الخليج والضيوف والمراقبين والإعلاميين نجاحاً منقطع النظير· في المباراة الأولى التي أقيمت بعد الافتتاح وأمام خمسين ألف متفرج حقق منتخب الإمارات الفوز الأول في البطولة على منتخب قطر بهدف نظيف سجله النجم الأسمر فهد خميس·
في المباراة الثانية فاز منتخبنا على منتخب السعودية للمرة الأولى في تاريخه بهدف سجله سالم خليفة·
في المباراة الثالثة خسر منتخب الإمارات أمام منتخب الكويت بنتيجة 0/2 وفي المباراة الرابعة خسر منتخب الإمارات أمام منتخب البحرين بنتيجة 2/3 وفي المباراة الخامسة خسر منتخب الإمارات أمام منتخب العراق بنتيجة 0/1 في مباراة تم إلغاء نتيجتها بعد انسحاب المنتخب العراقي وفي المباراة الأخيرة حقق منتخب الإمارات الفوز الثالث وكان على حساب منتخب عمان وبنتيجة 3/1 ليحصل منتخب الإمارات على المركز الثالث·
وفي هذه الدورة شعر الجميع للمرة الأولى أن منتخب الإمارات قد تم بناؤه بطريقة صحيحة وأصبح قادرا على الصمود والندية وتحقيق الفوز على الآخرين وتقديرا من المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان للجهود الكبيرة التي بذلها لاعبو منتخب الإمارات وحصولهم على المركز الثالث قرر سموه صرف مكافأة قدرها مائة وخمسون ألف درهم لكل لاعب من لاعبي المنتخب· كان الموعد السادس على ارضنا وقام المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بافتتاح البطولة في مهرجان رائع وبحضور صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان وبحضور نخبة من القيادات الرياضية ومن بينهم خوان انطونيو سامارانش رئيس اللجنة الاولمبية الدولية آنذاك والنجم الأسطورة بيليه وأمام جمهور غفير يقدر بـ 50 ألف متفرج·
من أهم أحداث الدورة انسحاب المنتخب العراقي قبل نهاية الدورة بأربع مباريات فقد تلقى الوفد العراقي رسالة من الرئيس العراقي صدام حسين بأمر يتضمن انسحاب الفريق العراقي من البطولة وكانت مبررات الانسحاب هي مصلحة المنتخب الكويتي الذي كان يستعد لخوض كأس العالم في اسبانيا وكان القرار غريبا في حيثياته وفي مبرراته وتمت مخاطبة الوفد العراقي للعدول عن الانسحاب ومن دون فائدة تذكر فتم استبعاد المنتخب العراقي وإلغاء نتائجه·
أقيمت مباراة الافتتاح بين منتخبي الإمارات وقطر وقاد النجم الأسمر فهد خميس الإمارات للفوز بالهدف الوحيد الذي أحرزه فيما فاز منتخب الكويت الذي خاض الدورة وسط غياب عدد كبير من لاعبيه الأساسيين على منتخب البحرين بهدفين نظيفين·
واصلت الإمارات نتائجها الايجابية في الدورة وحققت الفوز هذه المرة على السعودية بهدف نظيف وهو الأول في تاريخ كرة الإمارات على نظيرتها السعودية أما منتخب قطر القادم بنجوم اغلبهم من ممثلي قطر في انجاز استراليا 1981 عندما حققوا المركز الثاني في كأس العالم للشباب فقد حقق الفوز على منتخب عمان بثلاثية نظيفة ·
واصل منتخب الكويت انتصاراته وألحق الهزيمة الأولى بالإمارات بهدفين نظيفين فيما حققت البحرين الفوز على عمان بأربعة أهداف مقابل هدف واحد·
وعادت الكويت إلى تأكيد أنها ماضية نحو انتزاع لقبها الخامس وهذه المرة على حساب السعودية وواصلت البحرين المطاردة بتغلبها على البحرين·
الكويت حققت فوزها الرابع على عمان كما حققت البحرين الفوز على منتخب قطر لتحال أوراق البطولة إلى الجولة الأخيرة وكانت مباراة السعودية والبحرين هي التي أهدت البطولة للمنتخب الكويتي حيث انتزع منتخب السعودية التعادل من المنتخب البحريني فخسر نقطة غالية عرف قيمتها البحرينيون عندما خسر منتخب الكويت لأول مرة في آخر مباراة أمام منتخب قطر لتحقق الكويت لقبها الخامس رغم الخسارة وبفريق غاب عنه معظم النجوم ويتسلم عبد العزيز العنبري كأس البطولة من المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس الدولة·
''الناشئون'' و''الشباب'' يظهران لأول مرة
مهاجراني يجدد دماء المنتخب
تولى المدرب الإيراني حشمت مهاجراني مسؤولية تدريب المنتخب في شهر يونيو عام 1980 خلفا للمدرب الانجليزي دون ريفي وكانت مرحلة مهاجراني تعتمد على البناء بعد انتهاء مرحلة التأسيس والتكوين·
بدأ المدرب مرحلة جديدة من عمر كرة الإمارات فقد اخذ المدرب على عاتقه مسؤولية تكوين منتخب للناشئين ومنتخب آخر للشباب وحقق نجاحا ملموسا فأصبح لمنتخب الإمارات للمرة الأولى منتخبان للناشئين والشباب إضافة إلى المنتخب الأول ولم يكن لهذين المنتخبين وجود قبل مهاجراني·
شارك المدرب مع منتخب الإمارات في نهائيات كأس آسيا 1980 في الكويت التي تأهل لها بقيادة دون ريفي للمرة الأولى في تاريخ كرة الإمارات وساهم مهاجراني في ضخ دماء جديدة للمنتخب الأول وخصوصا من منتخب الشباب الذي شارك في أول بطولة قارية على مستوى الشباب وهي التي أقيمت في نيبال واستطاع المنتخب أن يتصدر مجموعته ويتأهل للأدوار النهائية على الرغم من مشاركة منتخبات السعودية والعراق وسوريا والبحرين ونجح مهاجراني في ضم مجموعة جديدة من اللاعبين ومزجهم مع أصحاب الخبرة فأصبح لاعبو المجموعة الجديدة التي أعطاها مهاجراني الفرصة نجوما يشار لهم بالبنان في عهده وفي السنوات التالية·
قائمة خليجي 6
ظهرت بصمات المدرب مهاجراني جلية في كأس الخليج والمشاركة الخامسة التي كانت في الأرض وفي الإمارات في كأس الخليج السادسة عام 1982 وضمت قائمة المنتخب الإماراتي في البطولة اللاعبين: سعيد صلبوخ، عبد القادر حسن، عبد الله موسى، يحيى عبد الكريم، محمد سالم، حسن عبد الوهاب، فهد عبد الرحمن، حسن محمد، جمعة ربيع، سالم حديد، سالم خليفة، فهد خميس، خالد محمد سليمان، علي عبد الرحيم، احمد تشومبي، سعيد عبد الله، عبد الرحمن محمد، جمال سالم، مهدي احمد، محمد إسحاق، عبد الله سلطان، محمد سالم سهيل، حسن علي، خميس مصبح، خليل غانم، مبارك غانم، يوسف محمد، عبد الكريم خماس، بدر صالح وهلال محمد وقاد هذه التشكيلة الشابة المطعمة ببعض أسماء الخبرة المدرب الإيراني حشمت مهاجراني·
عدد اليوم
)
