الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كيسمايو... والمعركة الفاصلة ضد «الشباب»

12 سبتمبر 2012
تشير الهجمات الجوية والبحرية حول كيسمايو، التي تعتبر آخر معقل رئيسي لإسلاميي الصومال المرتبطين بتنظيم "القاعدة"، إلى أن بداية المعركة التي طال انتظارها من أجل السيطرة على المدينة أضحت وشيكة. فخلال الأسبوع الماضي، استهدف قصف مدفعي، أُطلق من سفن حربية تابعة للقوات البحرية الكينية، مناطق شمال ميناء المدينة ومطارها، وثمة تقارير تفيد بقيام مقاتلات كينية إضافية بدوريات جوية. وقبل ذلك، كانت معارك بالأسلحة الصغيرة قد اندلعت في "ميدو"، التي تقع على بعد نحو 80 كيلومتراً إلى الشمال من كيسمايو، وتعد الأحدث ضمن سلسلة من البلدات التي انتزعت من تنظيم الشباب المقاتل خلال الأسابيع الأخيرة. ولكن كيسمايو تعد الهدف الأكبر، لأنها مازالت تأوي قادة إسلاميين كباراً، وجنود مشاة متمرسين على القتال، ومسلمين غير صوماليين جذبهم القتال. ولعل الأهم من ذلك هو أن ميناء كيسمايو الواقع على المحيط الهندي يسمح باستيراد الأسلحة والإمدادات اللوجستية، وتصدير الفحم الذي يمثل المصدر الرئيسي للدخل بالنسبة لتنظيم الشباب. وقد كان إخراج الإسلاميين من المدينة واحداً من الأهداف العسكرية الرئيسية بالنسبة لقوات الدفاع الكينية عندما دخلت إلى هذا البلد المجاور الغارق في الفوضى قبل نحو عام. واليوم، يقول الكينيون إنهم لا ينتظرون سوى إشارة الضوء الأخضر من القادة العسكريين التابعين للاتحاد الأفريقي في مقديشو. والجدير بالذكر أن القوات الكينية انضمت رسمياً إلى مهمة الاتحاد الأفريقي في الصومال، المعروفة اختصاراً بـ"أميسوم"، في يوليو الماضي. وفي هذا الإطار، يقول العقيد "سايروس أوجونا"، المتحدث باسم قوات الدفاع الكينية: "إن خطتنا جاهزة ولكننا لا نستطيع الجزم بشأن تاريخ بداية غزو كيسمايو لأن ذلك خارج عن سيطرتنا"، مضيفاً "ذلك القرار سيحدد من قبل قادة الاتحاد الأفريقي. وكيسمايو تعتبر هدفاً مهماً لأنها الميناء الكبير الوحيد الذي مازال تنظيم "الشباب" يسيطر عليه، والسيطرة عليه من شأنها التأثير على أنشطتهم التجارية، وبالتالي قدراتهم العسكرية". السكان الذين يعيشون في كيسمايو أفادوا بوجود استعدادات للغزو خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة، وتشمل تلك الاستعدادات أوامر بضرورة أن يحضر كل واحد من شيوخ العشائر 150 مجنداً جديداً من أجل تدريبهم للدفاع عن المدينة. وفي هذا السياق، قال محمود جماك، من سكان كيسمايو، في اتصال هاتفي معه الخميس الماضي: "إن جنود تنظيم الشباب يقومون بدوريات على متن مركبات حربية ويدعون الناس للانضمام إلى القتال ويقولون للشبان إن يستعدوا للذهاب إلى خطوط الجبهة"، مضيفاً "إن المقاتلين الأجانب موجودون هنا أيضاً. الوضع مخيف، ولذلك، فإن عدداً متزايداً من السكان يغادرون المدينة". وحتى الآن، فر ما يناهز 60 ألف شخص من كيسمايو إلى مخيمات للنازحين في المناطق الريفية المحيطة بالمدينة، حسب المتحدثة باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في نيروبي التي تقول: "في أغسطس وبداية سبتمبر كان هناك 1380 نازحاً جديداً"، مضيفة "إنه ليس عدداً ضخماً، ولكن ذلك نتيجة لحقيقة أنه ليس هناك مكان آمن حقاً ليلجأ إليه الناس". هذا وقد ارتفع عدد المدن والبلدات التي تسقط تحت سيطرة القوات المتحالفة بشكل مضطرد منذ أن انسحب تنظيم الشباب من مقديشو في أغسطس الماضي: أفمادو، وأفجوي، وداينيل، وماركا، وميدو كلها سقطت في ماي ويونيو ويوليو. و"السؤال الآن ليس ما إن كان تنظيم الشباب سيفقد كيسمايو، وإنما متى"، كما يقول عبد الرشيد هاشي، المحلل المتخصص في شؤون منطقة القرن الأفريقي بـ"مجموعة الأزمات الدولية" في نيروبي، مضيفاً "إنهم لا يستطيعون تحمل قتال ضد القوات الكينية والأفريقية". وكانت شخصيات قيادية من تنظيم "الشباب" قد شوهدت الأسبوع الماضي وهي تقول لسكان المدينة إن القوات الإسلامية "تتوق" للدفاع عنهم، ولكنها في حاجة لمساعدتهم. وقال عبدالرحمن حذيفة، الذي يعد أرفع زعيم سياسي لتنظيم "الشباب" في كيسمايو لحشود تجمعت في المدينة، وفق تقارير إذاعية عن الحدث: "إنكم تستطيعون رؤية انتصارات مجاهدينا، لقد قتلوا أعداء الإسلام، أعداء هذا البلد، واستولوا على أسلحتهم". وأضاف يقول: "لقد جلبنا هذه الأسلحة التي غنمناها من العدو إلى هنا لأننا نريد أن نريكم كيف أننا نتوق إلى الدفاع عن شعبنا والمدينة". ويقول آندروز أتا أسامو، الباحث في تجنب النزاعات بمعهد الدراسات الأمنية في بريتوريا، بجنوب أفريقيا، سيكون "متفاجئاً" إذا لم يحاول تنظيم الشباب الدفاع عن كيسمايو. وذلك "لأسباب اقتصادية محضة، نظراً لأنها تمثل مصدر كل عائداتهم تقريباً" كما يقول، "ولكني أعتقد حقاً أن البقاء والقتال هناك خطأ. إذ سيتعين عليهم تجميع كل مواردهم من كل أرجاء البلاد لأن كل الآخرين - قوات الدفاع الكينية، و"أميسوم"، وكل القوات - تقول إنها تعتزم السيطرة على كيسمايو بشكل نهائي وكلي. "وبالنظر إلى تلك القوة العسكرية، فيمكن القول إن تنظيم الشباب يواجه خطر التعرض للسحق بشكل كامل". ويجادل أتا- أسامو بأن قادة التنظيم العسكريين الأكثر تجربة في صفوف الإسلاميين سينصحون على الأرجح بانسحاب هادئ من أجل إنقاذ الموارد وإعادة التفكير في التكتيكات. وأضاف يقول: "إذا غادر تنظيم الشباب كيسمايو بدون قتال، فإنكم سترون على الفور موته كقوة تسيطر على بعض المناطق وولادة تركيزه الاستراتيجي الجديد على أسلوب الكر والفر، ولكن محاربة ذلك تعتبر أصعب بكثير!". مايك فلانز نيروبي - كينيا ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©