الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ساحل العاج: أزمة بنهايات مفتوحة

18 ديسمبر 2010 21:07
ماركو شوان أوفيد ساحل العاج أطلقت الشرطة العسكرية الموالية للرئيس المنتهية ولايته في ساحل العاج، لوران جباجبو، النار يوم الخميس الماضي على مسيرة احتجاجية نظمتها المعارضة، هذا في الوقت الذي اندلعت فيه أول معركة بين أفراد من المعارضة والقوات الحكومية منذ أكثر من ست سنوات من الهدوء الحذر، وقد غذت أعمال العنف المخاوف من أن تؤدي الانتخابات التي كان يفترض فيها تتويج فترة طويلة من العملية السلمية في البلاد إلى تدشين مرحلة جديدة من الحرب الأهلية. وخلال أعمال العنف التي اندلعت قُتل عدد من الأشخاص الذين تتراوح أعدادهم، حسب التقديرات المتباينة، بين تسعة قتلى وأربعين قتيلاً فيما كان أنصار "الحسن واترا"، الفائز في الانتخابات الرئاسية التي جرت مؤخراً، يحاولون الامتثال لدعوة أطلقها وطالب فيها أنصاره بالاستيلاء على مقر التلفزيون في العاصمة التجارية أبيدجان. ويبدو أن اختيار الهدف كان مناسباً بالنظر إلى احتكار الإعلام الرسمي للساحة الإعلامية في ساحل العاج وعدم وجود محطات خاصة. ومنذ إعلان نتائج الانتخابات المتنازع عليها رفض التلفزيون الرسمي الوحيد في البلاد الحديث عن فوز "الحسن واترا" في الانتخابات، أو نقل المواقف الدولية المساندة له سواء تعلق الأمر بالأمم المتحدة التي أيدت فوزه، أو بالدول الأخرى مثل الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا ونيجيريا. وبدلاً من ذلك خضع المواطنون في ساحل العاج لحملة دعائية يقودها التلفزيون الرسمي من خلال الترويج لرسالة واحدة مفادها أن "جباجبو" هو القائد الوحيد الشرعي للبلاد. وقد بدأت أعمال العنف يوم الخميس الماضي عندما انتظر أنصار "واترا" رفع حظر التجوال المفروض لأكثر من أسبوعين ويطال ساعات الليل حتى الخامسة صباحاً لينزلوا إلى الشوارع متجهين إلى مقر التلفزيون الرسمي وسط العاصمة، ويبدو أن "واترا" كان يراهن على إحجام الجنود وقوات الجيش عن إطار النار على أناس يناصرون رئيساً منتخباً ديمقراطيّاً ويحظى بدعم دولي واسع، فضلاً عن تخوفهم من مراقبة العالم لما يجري في البلاد. ولكن "جباجبو" حاصر مبنى التلفزيون بجنود مدججين بالسلاح، كما منعت قوات الأمن وصول المتظاهرين إلى المقر من خلال استهدافهم في أحيائهم باستخدام الغاز المسيل للدموع في البداية ثم الانتقال إلى إطلاق الذخيرة الحية، بل حتى استخدام الرشاشات. ومع أن المتظاهرين أظهروا في البداية تحديّاً كبيراً حيث قاموا برشق رجال الأمن بالحجارة من سطوح المنازل، إلا أن الكفة سرعان ما انقلبت عندما استخدم الجنود الغاز المسيل للدموع ليبدأ الناس في التفرق والهرب. وفيما كانت مجموعة من أنصار "واترا" متجهة نحو سوق "كوماسي" واجهتهم قوات الشرطة. وحسب "أحمد كوناتي"، الذي كان مشاركاً في المظاهرة وأحد شهود العيان فقد قام الجنود "بإطلاق عبوة مسيلة للدموع في بطن أحد المتظاهرين مباشرة على مسافة قصيرة جداً ليسقط على الأرض وسط سحابة من الدخان ولم ينهض أبداً وكان واضحاً أنه فارق الحياة". وقد تكررت عمليات العنف المشابهة في الأحياء التي يقطنها مؤيدو "واترا"، حيث أشارت التقارير إلى سقوط العديد من القتلى في صفوف المتظاهرين، لكن المواجهة الكبرى التي سجلت يوم الخميس الماضي كانت عندما حاول مسؤولو "واترا" مغادرة فندق "جولف هوتيل" الذي حوصروا بداخله منذ الإعلان عن نتائج الانتخابات، حيث قام الحرس الجمهوري الموالي للرئيس المنتهية ولايته "جباجبو" بمحاصرة المكان الذي تحول إلى قلعة حقيقية تحميه قوات حفظ السلام الأممية التي ساندت منذ البداية فوز "واترا". وقد سُمعت أصوات إطلاق النار في أرجاء المدينة ونقل مسؤولون في السفارة الأميركية أن الفندق تعرض لقصف مدفعي. ومع أن القوات المتمردة الموالية لـ"واترا" تمكنت من دفع الحرس الجمهوري وإرغامه على الانسحاب، إلا أنها عجزت عن تأمين خروج المسؤولين من الفندق، بل سقط جرحى منهم خلال المواجهات. وأكثر ما يقلق المراقبين هو ما تناقلته التقارير من احتمال مشاركة عناصر مرتزقة من ليبيريا في المواجهات بعدما رصد المتظاهرون جنوداً يتحدثون الإنجليزية في الشارع، كما أن استعانة الطرفين بمرتزقة من الخارج ليست أمراً جديداً في الحرب الأهلية التي اندلعت في عام 2002 بساحل العاج حيث لجأ طرفا الصراع إلى مرتزقة ليبيريين لترجيح كفتهم في الصراع. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©