الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

المستهلكون يعزفون «مؤقتاً» عن شراء المصوغات الذهبية

المستهلكون يعزفون «مؤقتاً» عن شراء المصوغات الذهبية
18 ديسمبر 2010 20:55
تعج الدار الملكية لصك النقود في بريطانيا بالنشاط والحركة مثلما درجت عليه طوال تاريخها الممتد لألف عام. وزادت مبيعات الجنيه الإنجليزي الذهبي 400 في المئة من العام السابق “وكان نوفمبر أكثر شهر إنتاجاً في تاريخنا على الإطلاق”، بحسب ديف نايت رئيس قسم العملات المعدنية التذكارية. وينشغل أقدم مصنع عملات معدنية في العالم بإجراء التجديدات وشراء مجموعة من المكابس الهيدروليكية الجديدة لورشته القريبة من كارديف في مسعى لمواكبة الطلب شديد التزايد. وعلى بعد نحو 100 ميل شرقاً في هاتون جاردن المركز التراثي لصناعة المصوغات الذهبية في لندن تنشغل أيضاً شركة ار هولت اندكو في الاستثمار في تكنولوجيا جديدة ولكن من أجل غرض معاكس تماماً هو تقليل كمية الذهب التي تستعملها. إن التضاد بين نهج صك العملات الذهبية ونهج صناعة المصوغات الذهبية يظهر إلى أي مدى عمل ارتفاع أسعار الذهب 450% منذ عام 2001 على إعادة تشكيل عملية العرض والطلب للمعدن الأصفر. ففي الوقت الذي جذبت الأسعار المرتفعة مستثمري المضاربة نحو سبائك الذهب الأمر الذي دفع الأسعار إلى مزيد من الزيادة إلى رقم قياسي جديد بلغ 1430,95 دولار للأوقية في 8 ديسمبر 2010 تنشغل صناعة المجوهرات في البحث عن طرائق لتقليص استهلاكها من الذهب. وشهد العام الماضي طلب الاستثمار يسبق المجوهرات بصفته أكبر سبب لشراء الذهب للمرة الأولى في ثلاثة عقود. ذلك أن القلق الذي طغى على الأسواق المالية وعدم الاستقرار الاقتصادي والمخاوف من تدهور قيم العملات الورقية عملتا على اجتذاب المستثمرين إلى العملات الذهبية والسبائك الذهبية وصناديق التبادل التجاري المدعومة بالذهب. غير أن التراجع الشديد في استهلاك المصوغات الذهبية على مدى السنوات العشر الماضية أثار سؤالاً مهماً: إن كان هذا الطلب على الذهب متباطئاً فهل ضاعت القوة التقليدية التي تحرك سوق الذهب؟ يقول وولتر دي ويت رئيس قسم بحوث السلع في ستاندر بنك: “حين يزيد الاستثمار في الذهب ترتفع أسعاره على نحو مثير للقلق، وخصوصاً أنه لا يوجد حالياً طلب على المصوغات الذهبية”. ومع ذلك يظل الطلب قوياً على بعض قطاعات المصوغات الذهبية مثل سوق خاتم الزواج أو في بعض الدول الآسيوية والشرق أوسطية التي يعتبر فيها شراء المصوغات الذهبية شكلاً من أشكال الاستثمار. غير أن خبراء في هذا القطاع يعتقدون أن هناك عزوفاً طويل الأجل عن المصوغات الذهبية وخصوصاً في الغرب الذي يبيع فيه الناس مشغولات ذهبية قديمة أكثر من شرائهم الجديد من المجوهرات الذهبيـة. يقول سكوت موريسون رئيس تنفيذي ميتالور شركة صناعة المعادن النفيسة المتمركزة في سويسرا: “تحول بعض كبار صناع المصوغات الذهبية والمجوهرات إلى نشاط شراء وتجميع المشغولات الذهبية”. وأضحى في غير مقدور المستهلكين شراء مشغولات الذهب الخالص وخصوصاً في أعقاب الأزمة المالية الأمر الذي دفعهم إلى التحول إلى بدائل. ويقول فيليب كلابويجك رئيس تنفيذي مؤسسة “جي اف ام اس” لاستشارات المعادن النفيسة: “هناك توجه نحو الفضة والمعادن غير النفيسة”. كما أن الصرعات الحديثة والأنماط العصرية أبعدت المجوهرات والحلي عن الذهب أيضاً. فعلى سبيل المثال بعض أكثر الحلي مبيعاً لدى سلسلة متاجر حلي ايرنست جونز البريطانية لا تحتوي سوى قليل من الذهب أو خالية تماماً منه حيث تصنع أساور فضية مزودة بأحجار شبه كريمة بدلاً من معادن نفيسة أو عقداً من الجلد مزوداً بحلية متدلية مصنوعة من الفضة. ويقول كولين واجستاف مدير تسويق سيجنت التي تمتلك سلسلة ايرنست جونز: “يتغير حالياً شراء الحلي. وما زيادات أسعار السلع إلا أحد العوامل التي تؤثر على تفاعل العملاء مع الحلي”. ويضيف أن استهلاك الحلي مستقبلاً سيتأثر أكثر بالاسم التجاري والشكل والمواد البديلة. وفي ذات الوقت يركز صغار تجار الحلي جهودهم على سوق المجوهرات الفاخرة المتزايدة نسبياً. فهم يصنعون أعداداً أقل من المشغولات ولكنها أكثر قيمة ولذلك فهم يقللون من استخدامهم للذهب. ويقول جاسون هولت مدير ار هولت اندكو: “بدلاً من بيع 10 منتجات كل ساعتين سنبيع منتجاً واحداً. هناك حجم أقل ولكن إيراد القطعة الواحدة يزيد”. هذا بالإضافة إلى أن ارتفاع أسعار الذهب يعني احتياج تجار الحلي لمزيد من النقود لشراء مخزوناتهم في وقت أضحى الحصول على قروض أمراً صعباً وخصوصاً لصغار الشركات. وقامت ار هولت اندكو مؤخراً بشراء ماكينة تصيغ ما تصنعه من مشغولات ذهبية من أجل الحد من إهدار جزيئات الذهب. ولا يقتصر الضرر على قطاع الحلي جراء ارتفاع أسعار الذهب بل تتضرر أيضاً صناعة الساعات. إذ قامت ميتالور مؤخراً بإغلاق نشاط توريد ذهب إلى صناع الساعات بسبب ارتفاع الأسعار بحسب موريسون. بل إن طب الأسنان قلل استخدامه للذهب أيضاً وزاد استخدامه لمعادن بديلة في صناعة أطقم الأسنان. غير أنه من غير المرجح أن يعمل ذلك كله على إيقاف تزايد أسعار الذهب. ويعتقد كلا بويجك أن طلب الاستثمار في الذهب سيرفع أسعاره إلى رقم قياسي ما بين 1600 دولار و1650 دولارا للأوقية الواحدة العام المقبل. وهو ما يعني أن الذهب سيعتمد أكثر من أي وقت مضى على شهية المستثمر أكثر من اعتماده على العرض والطلب. نقلاً عن: فاينانشيال تايمز ترجمة: عماد الدين زكي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©