الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أحضان أمهات.. قد «تقتل» الأبناء وتدمي قلوب الأسرة

أحضان أمهات.. قد «تقتل» الأبناء وتدمي قلوب الأسرة
12 سبتمبر 2012
عدد كبير من مستخدمي السيارات لا يدركون أهمية مقاعد الأطفال، ويتعامل بعضهم مع الأمر على أنه، مكان مريح يرقد فيه صغيرهم داخل المركبة، ولا يعتبرونه ضمن وسائل الحماية من الإصابة عند وقوع الحوادث، على الرغم مما كشفته الحوادث مؤخراً من دور مهم يلعبه مقعد الأطفال داخل السيارة بهذا الخصوص. وفي سياق حرص كافة مؤسسات الدولة على توفير أعلى معايير الأمن والسلامة في وسائل الحياة داخل المجتمع كافة، وضمنها الشوارع والطرقات العامة التي يستخدمها قائدو السيارات، حظيت مبادرة وزارة الداخلية منتصف الأسبوع الماضي بدراسة إلزام السائقين بتوفير مقاعد للأطفال أقل من سن عشر سنوات، بتأييد كبير من الآباء والأمهات وذوي المصابين في الحوادث، وذلك بعد أن سجلت الإحصاءات خلال الأشهر الستة الأولى من العام الحالي خمس حالات وفاة و134 إصابة بين الأطفال. آراء عديدة اتفقت على أهمية هذه الخطوة وقيمتها في تقليل نسبة الحوادث والإصابات سواء بالنسبة للأطفال أو ذويهم، ويُعلي قيمة معايير الأمن والسلامة على طرق الإمارات، حيث تقول أمينة البادي “أم لثلاثة أبناء في مراحل التعليم المختلفة”، وتعمل منسقة بإحدى الهيئات الحكومية، بصفتي امرأة عاملة، فطبيعة عملي تجعلني أدرك قيمة وجود هذا المقعد في السيارة وأهميته في توفير أعلى معايير السلامة لقائد السيارة والأطفال الجالسين معه في السيارة، لأنني عند عودتي من العمل أمر أحياناً على مدارس أبنائي أو الحضانة، ومن ثم فوجود هذا المقعد يجعل مهمة اصطحاب أحدهم معي في السيارة أسهل كثيراً من حالة عدم وجوده، ويكفي أنني استطيع القيادة بتركيز عال ولا أشعر بأي قلق من الحركات اللاإرادية التي قد يقوم بها أي طفل. قيمة المقعد وعن أهمية إلزام السائقين بتوفير مقعد الأطفال، فترى أنه يجبر الكثيرين ممن لا يعرفون قيمة المقعد على اقتنائه واستخدامه بشكل مستمر ودائم، حينها فقط سيعرفون الفارق بين قيادتهم للسيارة وهم محتفظين بتركيزهم على الطريق، وبين حالة التشتت التي قد تنتابهم حال اصطحابهم لأحد أطفالهم في السيارة وهو غير جالس إلى المقعد المخصص للأطفال، فيكثر الحركة واللعب داخل السيارة، ما يؤدي إلى إصابته نتيجة التوقف المفاجئ للسيارة أو وهو يلتقط لعبة أو شيئاً ما سقط منه في أرضية السيارة. في السياق ذاته، تورد سمية إسماعيل وهي ربة منزل ولديها طفلين نورا 7 سنوات ومهند عام ونصف العام، أنها تحبذ فكرة وجود مقعد للأطفال في السيارة لأنها تعرف فائدته جيداً، لكونها حين تخرج مع زوجها تقوم بوضع طفلتها داخل المقعد المخصص للأطفال، وتحتضن رضيعها وبطبيعة الحال يكون جلوسها في المقعد الخلفي للسيارة، مؤكدة أن التقيد بمثل هذه التعليمات يوفر لها الإحساس بالأمان وأن خروجها بصحبة زوجها وطفليها بالسيارة يعتبر رحلة في حد ذاتها كونه لا تشعر بأي خوف أو قلق من سوء تعامل الأطفال مع اللعب والحاجات التي قد تشد انتباههم فيقومون بحركات مفاجئة داخل السيارة. وتؤكد إسماعيل أن هذا التوجه يعتبر واحداً من عناصر الأمان الجديدة التي تسهم في زيادة شعور الناس بالأمان داخل المجتمع الإماراتي، الذي يعتبر بفضل توفيق الله سبحانه وتعالى ثم جهد أولي الأمر فيه من أكثر المجتمعات أمناً وسلاماً في هذا الأيام بفضل حالة الحب والتعاون بين جميع أفراده، وأيضاً بفضل القوانين والتشريعات التي تنظم الحياة داخل المجتمع، وتجعل كل فرد يحترم الأخر، وبالتالي يحترم المجتمع ككل، ولذلك فإن صدور تعليمات بإلزام السائقين بتوفير مقاعد للأطفال في السيارة يصب في هذا الاتجاه ويؤدي إلى تقليل الحوادث والإصابات التي تحدث للأطفال بشكل كبير، كما يجنب ذويهم الأضرار الناجمة عن الحركات العشوائية للأطفال داخل السيارة أثناء التحرك بها. تصرفات عشوائية هبة عبدالمجيد وتعمل اختصاصية في أحد المختبرات الطبية من جانبها تذكر أنها لا تستطيع الجلوس في السيارة مع زوجها إلا وهي تحتضن طفلتها البالغة ثلاثة أعوام، ولا تشعر أن مقعد الأطفال سيكون أكثر أمناً لها من وجودها في حضن أمها، طالما كانت الأم تجلس في المقعد الخلفي للسيارة، وبالتالي يكاد ينعدم تأثير أي توقف مفاجئ للسيارة، وكذلك تستطيع التحكم جيداً في تصرفات طفلتها، ومع ذلك، تلفت عبدالمجيد إلى أن هذا القانون لو صدر ستحترمه وتبدأ في التعود عليه شيئاً فشيئاً، لأنها واثقة أنه بشكل أو بآخر سيرفع من نسبة الأمان لكل راكبي السيارة، وكذلك لثقتها في أن أولي الأمر في دولة الإمارات يحرصون على سلامة كل من يعيش على أرض الإمارات سواء كان مواطناً أو وافداً، ودائماً يبحثون عن الأفضل من أجل خدمة وراحة الجميع، وهو ما نرى أثره في كافة جوانب الحياة داخل مجتمع الإمارات، التي يزيد ارتباطنا به يوماً بعد يوم. قرار مفيد أما مهندس الشبكات أيمن ترهوني، وهو والد لثلاثة أطفال، فيري أن قرار إلزام السائقين بتوفير مقاعد للأطفال سيعد من القرارات المهمة والمفيدة لرفع نسبة الأمان على الطرق لنسب عالية، ويتوقع أن يقبل أولياء الأمور أعلى تنفيذ القرار والالتزام به، عن اقتناع بأهميته لسلامة أطفالهم في المقام الأول وأيضاً سلامة كافة المرافقين في السيارة، كون ذلك يقلل بشكل كبير أنه حجم إصابات الأطفال الخطيرة الناجمة عن حوادث السير لدى جلوس الأطفال من دون التقيد بالمقعد المخصص لهم، والتي يكون أكثرها بسبب اندفاع أجسام الأطفال الصغيرة داخل السيارة أو الحركات الفجائية التي قد يقومون بها، ولذلك يؤكد ترهوني أن حرص أولياء الأمور على سلامة الأطفال الصغار سيجعلهم يتبعون كافة القواعد التي تضمن سلامتهم أثناء قيادة السيارة، سواء كان بالتقيد بمقعد السيارة أو غيرها من تعليمات الأمن والسلامة على الطرقات. سيما أن التقيد بها سيجعل قائد المركبة ذوي تركيز أعلى ودرجة عالية من الشعور بالأمان على نفسه وأفراد أسرته. من ناحيته، يقول المقدم جمال سالم العامري رئيس قسم العلاقات العامة بمديرية المرور والدوريات بشرطة أبوظبي، إن الدولة لم تدخر وسعاً في توفير كافة التشريعات للحفاظ على مستخدمي الطريق وهم السائقون والمرافقون أو المشاة، والموضوع من الأهمية بمكان بحيث جعل المشرع يضع نصب عينيه كافة مستخدمي الطريق وعلى رأسهم الأطفال والمراهقين، ووضع قانون يتناول جلوس الأطفال في المقاعد الخلفية لمن هم دون سن العاشرة، وهنا يأتي دور الثقافة المرورية في المجتمع بالتركيز على الاهتمام بمن هم دون سن التمييز، ومن ذلك استعمال مقاعد تتناسب مع مرحلتهم العمرية والعقلية، وفي هذا الإطار تقدم الشركات منتجات وأشكال مختلفة لتلك الأنواع من المقاعد، وعلى ولي الأمر اختيار ما يناسب أطفالهم من تلك المقاعد. منذ الولادة وعن أهمية الالتزام باستخدام مقاعد الأطفال، أشار العامري إلى أن التراخي والتهاون في استخدامها في صدور حركات عشوائية عن الأطفال تشتت انتباه السائق، خاصة الأمهات اللواتي يقمن بقيادة السيارة، ولذلك ينصح دائما بالالتزام بتطبيق القانون القاضي بجلوس الأطفال دون سن العاشرة في المقعد الخلفي، كون المادة 26 تقول بإن جلوس الأطفال دون العاشرة في المقعد الأمامي للمركبة يستلزم توقيع مخالفة مرورية بقيمة 400 درهم وتوقيع أربع نقاط مرورية، على أن تكون هذه المخالفة حضورية. وبخصوص السن الذي يبدأ فيه جلوس الأطفال في المقعد الخلفي واستخدام مقعد الأطفال، فأوضح أن ذلك يبدأ منذ اليوم الأول للولادة وخروج الطفل من المستشفى، كون جلوس الطفل على حجز أمه دون استخدام وسائل السلامة المتمثلة في المقعد المخصص للأطفال، لأنه في حال تعرضهم لأي مكروه تخرج الوسادة الهوائية ما يؤدي إلى حدوث إصابات جسيمة للطفل نظراً لأن جسده سيكون محشوراً بين جسد الأم والوسادة الهوائية. التقيد بالتشريعات ووجه رئيس قسم العلاقات العامة بمديرية المرور والدوريات بشرطة أبوظبي مجموعة من النصائح إلى أولياء الأمور للحفاظ على سلامة أطفالهم وسلامتهم أثناء رحلة قيادة المركبة، وتتمثل في ضرورة تقيد أولياء الأمور بالتشريعات الموجودة والتي تكفل لهم توفير واستخدام وسائل السلامة داخل السيارة للأطفال لمن هم في سن لا يتيح لهم الجلوس بطريقة لا تتناسب مع أحجامهم. ودعا الأمهات عدم ترك الأبناء داخل السيارة والذهاب لقضاء أي غرض، كون ذلك قد يؤدي لحدوث مكروه للأطفال مثل الاختناق أو قيامهم بأي تصرف لا يمكن توقعه، ومثال ذلك الحادثة الشهيرة التي وقعت خلال عيد الفطر الماضي في الشارقة، حين ذهب الأب والأم لقضاء غرض ما، فأتي اللص وسرق السيارة والطفل معاً، وما عاد الطفل والسيارة لولا فضل الله ثم جهود رجال شرطة الشارقة. وفي سياق متصل، نوه العامري إلى وجود خدمة مجانية ومميزة تقدمها شرطة أبوظبي بالتعاون مع دائرة النقل في إمارة أبوظبي إلى الأمهات وأولياء الأمور في حال احتياجهم لأي خدمة أو دعم على الطريق، بحيث يمكنهم التواصل مع هاتف 999، وذلك للمساعدة على حل كافة المشكلات الطارئة وتقديم يد العون لمن يحتاجها، وهذا كله يساعد في ترسيخ أقوى وأكثر عمقاً لقواعد الأمن والسلامة المرورية على الطرقات، وبالتالي يساهم في حفظ الأطفال وذويهم من أي مكروه قد يتعرضون له بشكل مفاجئ لدي قيادتهم للسيارة. وأشارت دراسة أجرتها شرطة الشارقة مؤخراً عن خطورة حجم مشكلة حوادث السيارات وبخاصة بالنسبة للأطفال، أن هذا النوع من الحوادث ينتج عنه 63 % من وفيات الأطفال حتى سن 14 عاماً سنوياً، على مستوى الدولة، وأن حوادث السيارات تؤدي إلى وفاة أكثر من 50 طفلاً سنوياً في دولة الإمارات، حيث إن وقوع حادث تصادم سرعة 50 كيلومتراً في الساعة دون أن يكون الطفل مثبتاً في كرسيه يساوي سقوطه من شرفة الطابق الثالث. وأظهرت الدراسة أن وسائل الحماية المتمثلة في مقاعد السيارات المناسبة وأحزمة الأمان، تقلل من تعرض الأطفال الرضع للإصابات القاتلة بنسبة 71 %، وأن 83 % من الأطفال ينجون من تلك الحوادث بدون إصابات، و2 % فقط من الآباء والأمهات في دولة الإمارات يستخدمون كراسي خاصة بأطفالهم. الأرقام من جهتها، تؤكد تقارير لمنظمة الصحة العالمية، أن أحزمة ومقاعد الأطفال، في حال تركيبها واستخدامها بالطرق الصحيحة، تسهم في تخفيض وفيات الرضّع بنحو 70% وتخفيض وفيات صغار الأطفال بنسبة تتراوح بين 54% و80%، كما أن ارتداء حزام أمان يخفّض من مخاطر موت ركّاب المقاعد الأمامية بنسبة 40% إلى 50% ويقلّل من موت ركّاب المقاعد الخلفية بنسبة تتراوح بين 25% و75%. كيفية وضع المقعد في مكانه الصحيح تورد إحدى الدوريات الطبية المتخصصة مجموعة نصائح يجب على أولياء أمور الصغار اتباعها عند بدء استخدامه لمقاعد الأطفال داخل السيارة وأهمها طلب المساعدة من أجل وضع المقعد في مكانه المخصص وبالطريقة الصحيحة إذ أن بعض أولياء الأمور لا يعرفون كيفية استخدام المقعد بشكل سليم، ينبغي عدم وضع مقعد الطفل مواجهاً للكيس الهوائي. وأوضحت أن المكان الأمثل لمقعد الطفل هو المقعد الخلفي وفي بعض الحالات الخاصة يمكن وضع كرسي الطفل في المقــعد الأمامي ولكن بالشــكل الذي يكون فيه ظهر الطفل مواجهاً لمقدمة السيارة بحيث يكون وجه الطــفل ينظر للخلف، وذكرت أنه من المهم جدا تثبيت الطفل في مقعده ووضع حزام الأمان والتأكد من ذلك قبل تحرك السيارة، لضمان بقاء الطفل الصغير في مكانه في المقعد ولعدم تململه وتحركه ينصح بوضع بعض الألعاب المعلقة أو المرتبطة بالمقعد لإلهاء الطفل أثناء سير السيارة. أما الطفل الصغير الذي لم يتجاوز السنة من عمره، فعليه أن يجلس بالوضعية التي يكون فيها وجهه مواجهاً للخلف. ومتى تجـاوز الطفـل السـنة من عمره أو تجـاوز وزنه عشرة كيلوجرامات فيمكن أن يجلس بحيث يكون وجهه باتجاه الأمام مع التأكد طبعاً من تثبيت الأحزمـة المرفقة بالكرســي، والتي تضمن ثبات الطفل في مقعده. وعلى أهل الطفل الصغير الذي تجاوز وزنه 20 كليو جراماً، أن يجلسوه في المقعد الخلفي بعد تثبيت حزام الأمان بالشكل الصحيح، والتأكيد على ضرورة الالتزام بالسرعة المحددة وعدم تجاوزها؛ لأن السرعة هي المسبب الأساسي للحوادث، إضافة طبعاً إلى عدم الانتباه.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©