السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

العالم يشرب «مياهاً معدنية» أكثر بفضل انتعاش الأسواق الناشئة

العالم يشرب «مياهاً معدنية» أكثر بفضل انتعاش الأسواق الناشئة
18 ديسمبر 2010 20:53
سجلت شركات الأغذية والمشروبات زيادة ملحوظة في مبيعاتها من مياه الشرب المعبأة عام 2010، الأمر الذي اجتذب اهتمام مستثمرين وشركات في أنحاء العالم. وهو ما تجسد في بحث العديد من شركات المشروبات اليابانية عن فرص استثمارية في أكبر شركات المياه المعبأة في العالم مثل دانون الفرنسية. يذكر أن “دانون”، التي تملك اسم ايفيان التجاري، وأكبر منافس لها “نستلة” السويسرية سجلتا زيادة مبيعات المياه في ربع السنة الثالث بنسبة 8,7 و 7,8% على الترتيب، بينما بلغت زيادة مبيعات الشركتين (لجميع المنتجات) 6,7 و5,8 على الترتيب بفارق اثنين في المئة عن مبيعات المياه في ربع السنة ذاته. كما أعلنت “كوكاكولا” ثالث أكبر مورد مياه معبأة في العالم (بأسماء تجارية مثل داساني وبوناكوا) أن مبيعاتها من المياه تعد أحد عوامل نموها الهامة. وتبدو هذه البيانات متناقضة مع التوقعات المنتظرة بأن المستهلكين ذوي الدخل المتناقص سيستغنون عن المياه المعبأة باهظة الثمن ويستخدمون بدلاً منها مياه الصنبور. وسجلت “نستلة” بأسمائها التجارية بيور لايف واكواريل وغيرها زيادة كبرى في مبيعاتها مؤخراً بعد تناقصها طوال عامي 2009 و 2008. ورغم أن الصيف الحار غير المعتاد في أجزاء من أوروبا واليابان ساعد على زيادة الطلب وأن المبيعات في الولايات المتحدة عادت إلى التزايد بعد تناقصها بسبب اعتدال جو صيف 2009 إلا أن المنتجين يشيرون الى تغيرات جذرية أهمها نمو الأسواق الناشئة الذي بلغ 20 في المئة سنوياً في “نستلة”. ويتوقع خبراء أن يزيد حجم استهلاك المياه المعبأة في الأسواق الناشئة بمعدل 5 إلى 7 في المئة سنوياً مقارنة مع واحد في المئة في العالم المتقدم وهو ما يعزى في المقام الأول الى ارتفاع الدخل والحرص على شرب مياه نظيفة في الدول النامية. وفي السنوات الخمس الفائتة سجل نمو الأسواق الناشئة نحو ضعف نمو العالم المتقدم البالغ 4 إلى 5% (من حيث حجم المياه المعبأة). وتنجح الأسواق المتقدمة في الحفاظ على مستويات نمو استهلاك المياه المعبأة حجماً نظراً لتوجهها نحو أنماط الحياة الصحية التي تقلص مبيعات مشروبات الصودا وتدفع مزيداً من المستهلكين الى شرب المياه بدلاً منها. وترى “نستلة”، رائدة سوق المياه المعبأة في الولايات المتحدة، أن هناك فائدة منتظرة كبرى من هذا التوجه في سوق أميركا الشمالية التي تستهلك مشروبات الصودا بكميات ضخمة. ذلك أنه في الوقت الذي يلجأ معظم العالم الى المياه المعبأة لإطفاء ظمأه لا يزال الأميركيون يشربون 1,7 لتر من مشروبات الصودا لكل لتر من المياه المعبأة. ويؤيد بعض المحللين وجهة نظر نستلة في أن زيادة مبيعات المياه ليست مجرد ظاهرة طارئة ناتجة عن الجو الحار. ويتوقعون أن الزيادة الملموسة لمبيعات المياه المعبأة في العالم المتقدم ستكون من خلال الابتكار. وحتى الآن تتوجه الأسعار الى الاتجاه المعاكس. يقول جون سيشر مؤلف بيفردج دايجست أنه رغم زيادة حجم المياه المعبأة المبيعة في الولايات المتحدة بنسبة 10 في المئة في الأشهر التسعة الأولى من عام 2010 هبطت أسعارها هبوطاً كبيراً. والى اليوم تشكل نستلة وشركات خاصة معظم نمو حجم مبيعات المياه المعبأة في الولايات المتحدة إذ تكتفي كوكا وبيبسي كو بالتركيز على مبيعات ذات هامش أعلى من خلال المتاجر الصغيرة وماكينات البيع. زادت نستلة ريادتها لسوق المياه في الولايات المتحدة الى حصة بلغت 36 في المئة في الأشهر التسعة الأولى من العام بحسب بيفردج دايجست، بينما شهدت بيبسي تضاؤل حصتها الى 10.7 في المئة وداساني (من كوك) أيضاً تقلصت حصتها الى 7,2%. ويقول خبراء أن تضاؤل حصص “كوكاكولا” و”بيبسي” يعزو في المقام الأول الى أنهما تقلصان نشاطهما عمداً في هذا المجال. ومن المنتظر أن يؤدي تعديل أسعار المياه المعبأة الى تعافي السوق في أميركا الشمالي، لكن نمو الأسواق الناشئة ينتظر أن يكون أكبر كثيراً. إذ تتوقع يورو مونيتور أن تنمو السوق الأميركية 13 في المئة من حيث القيمة على أساس ثبوت العملة لغاية عام 2014 مقارنة مع 85% في أميركا اللاتينية. ورغم توقعات زيادة مبيعات المياه المعبأة عالمياً إلا أن هذه الصناعة تواجه مصاعب نوعية. فنظراً لحجم المياه ووزنها فإن نشاطها يعتبر محلياً ومقيداً بالمكان، حيث تبلغ توريدات نستله ودانون المحلية أكثر من 90 في المئة. كما أن قيود هامش الربح تخرج بعض الأسواق من حلبة السباق. لا تبيع نستلة في الهند التي تتدنى فيها نوعية مياه الصنبور، ولكن الأسعار فيها شديدة الانخفاض. ولكنها تبيع في منطقة الشرق الأوسط التي يتيح ارتفاع الأسعار فيها تعويض التكاليف الإضافية في مناطق خالية من الأمطار. غير أن طبيعة نشاط المياه المحلية والمقيدة بالمكان تقلل الربحية مقارنة مع منتجات أخرى، حيث بلغ هامش ربح مياه دانون العام الماضي 12,5% مقارنة مع إجمالي هامش ربح 15.3 في المئة للشركة ككل. بينما بلغ هامش إيرادات نستلة قبل الربح والضرائب 8,4% أقل من نصف هامش إيراد الشركة ككل البالغ 18,6%. غير أن ضخامة الإنتاج في أسواق ناشئة ساعد نستلة على زيادة هوامشها بعشر نقاط في المئة في النصف الأول من هذا العام. أما بشأن الأسواق المتقدمة فإن الابتكار هو مفتاح النمو مثل إنتاج مياه معبأة للرياضيين أو مياه ممزوجة بإضافات مفيدة للصحة - بحسب خبراء. نقلاً عن فاينانشيال تايمز ترجمة عماد الدين زكي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©