الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

عباس يتهم اسرائيل بخوض صراع ديني ونتانياهو يتشدد

عباس يتهم اسرائيل بخوض صراع ديني ونتانياهو يتشدد
9 أكتوبر 2014 00:10
أصيب عشرات الفلسطينيين امس في مواجهات عنيفة اندلعت في ساحات المسجد الأقصى المبارك بعد أن اقتحمته قوات إسرائيلية خاصة لتأمين اقتحامات المستوطنين إليه بمناسبة ما يسمى «عيد العرش»، في وقت اتهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس الحكومة الإسرائيلية برعاية وتشجيع اعتداءات المتطرفين الإسرائيليينوتحويل الصراع الى صراع ديني وأمر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في المقابل بتعزيز قوات الشرطة، مؤكدا انه لن يسمح بتحويل الوضع الراهن إلى أمر مقبول. وقال حراس المسجد الأقصى أن العشرات من الفلسطينيين أصيبوا بحالات اختناق بعد رشهم بغاز الفلفل السام داخل المسجد القبلي كما أصيب 20 شابا بالأعيرة المطاطية وشظايا القنابل الصوتية. وذكرت شرطة الاحتلال الإسرائيلي إن 4 من عناصرها أصيبوا جراء رشقهم بقطع الطوب والحجارة خلال المواجهات في حين أوضح حراس المسجد الأقصى أن قوات الاحتلال احتشدت منذ الصباح الباكر عند باب المغاربة واقتحمته بصورة مفاجئة وهاجمت المصلين ومعظمهم من كبار السن بالقنابل الصوتية والأعيرة المطاطية، واعتدت بالهراوات على المصلين المتواجدين في الساحات لإخلاء المنطقة بعدما انتشرت في كافة ساحات المسجد الأقصى وأروقته. ومنعت شرطة الاحتلال الرجال الذين تقل أعمارهم عن 60 عاما من دخول الأقصى لأداء صلاة الفجر وفرضت قيودها على دخول كبار السن والنساء باحتجاز الهويات وتسجيل الأسماء. من جهته، حمل مدير أوقاف القدس الشيخ عزام الخطيب الشرطة الإسرائيلية مسؤولية الصدامات في قائلاً: «طلبت من الشرطة الإسرائيلية عدم السماح للـزوار اليهـود بدخول الأقصى لوجود اعتكاف من قبـل المسلمين في المسجد، وتجنباً لأي احتكاكات لكن الشرطة ضربت عرض الحائط باقتراحنا وأدخلت زوارا يهودا مما أدى إلى اندلاع مواجهات». وقال مدير المسجد الأقصى عمر الكسواني أن «المسجد تحول ثكنة عسكرية في وقت أغلقت الشرطة بوابات المسجد ولم تسمح بدخول الموظفين وأدت قنابل الصوت إلى حرق موضعين في بعض سجاد المسجد الأقصى». وسط هذه الأجواء أمر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتعزيز قوات الشرطة، مؤكدا انه لن يسمح بتحويل الوضع الراهن إلى أمر مقبول. ودعا القوات الأمنية الى العمل بشكل صارم وحازم ضد المشاغبينوعدم السماح بتحويل الوضع الراهن إلى امر معتاد». وقال بيان صدر عن مكتبه أن «رئيس الوزراء طالب بتعزيز قوات الأمن في مناطق النزاع والتصرف بطريقة هجومية ضد مرتكبي أعمال الشغب»، وأن نتنياهو «عقد اجتماعا مع رئيس بلدية القدس نير بركات ورؤساء الأجهزة الأمنية للدولة على خلفية الاضطرابات المتواصلة في القدس الشرقية المحتلة للتعامل مع هذه الأحداث بشكل جذري». وقال رئيس الوزراء في مستهل الاجتماع «شهدنا مؤخرا أحداثا شملت رشق الحجارة والاضطرابات والعنف. . يجب أن نرى ما هو حجم القوات وما هي القدرات التي يجب أن نستعملها والخطوات التي يجب أن نتخذها من اجل ضمان السلامة العامة في القدس». في المقابل اتهم الرئيس الفلسطيني الحكومة الإسرائيلية برعاية وتشجيع اعتداءات المتطرفين الإسرائيليين في المسجد الأقصى. وقال : «في كل يوم نجد هؤلاء المتطرفين يحاولون بكل الوسائل الدخول إلى المسجد الأقصى من خلال فرض أمر واقع وهو تقسيم الأقصى زمانيا ومكانيا بحجة أن لهم نصيب فيه» مؤكدا أنها «حجج واهية وكاذبة وتحريف للتاريخ». وكشف أن الحكومة الإسرائيلية تحاول «فتح أبواب خاصة للمستوطنين والمتطرفين لتسهيل الدخول الى المسجد الأقصى للعبث فيه» مشدداعلى أن هذا الأمر «لا يمكن السكوت عليه». وحذر عباس، الحكومة الإسرائيلية من مخاطر تحويل الصراع السياسي إلى صـراع ديني، مؤكـدا أن الشعـب الفلسطـيني لن يقـبل بتمـرير الإجـراءات الإسـرائيلية الخطـيرة بحق المسجد الأقصى المبارك والحرم الإبراهيمي. ولفت إلى إن التصرفات الإسرائيلية تحاول أن تجعل الصراع صراعا دينيا. وقال نحن نعرف، وكذلك العالم، خطورة استعمال الدين في الصراعات السياسية، وتحويلها إلى صراع ديني، لذلك لا بد أن نرى جميعا ما يحيط بنا وما يحصل من حولنا، وعلى إسرائيل أن تنتبه لهذا، وأن تفهم أن مثل هذه الخطوات محفوفة بالمخاطر عليها وعلى غيرها. واستنكر أيضا ما تقوم به الحكومة الإسرائيلية وجيش الاحتلال في الحرم الابراهيمي بمدينة الخليل، حيث تمنع الصلاة فيه يوميا، وكأنها تريد أن تلغي الوجود الإسلامي لهذا الحرم. وقال أن هذه التصرفات التي تقوم بها إسرائيل لن تقبل إطلاقا، والدليل على ذلك أن أبناء شعبنا في القدس والخليل يقاومون بشدة، مثل هذه الخطوات والإجراءات التي تقوم بها الحكومة الإسرائيلية والتي تدفع هؤلاء المتطرفين إلى ارتكاب هذه الجرائم. وخاطب الرئيس الفلسطيني المجتمع الدولي قائلا «نحن نقول للعالم ولأميركا أيضا أن هذا العمل ليس من شأنه أن يحل السلام، بل يعقد المسيرة السلمية بكل الوسائل، وهذه ليست تصرفات من يريد صنع السلام في هذه المنطقـة إذا كانت إسرائيل فعلا جادة في مساعيها للسلام. . نحن نحذر وندق ناقوس الخطر بأن هذه المسألة في غاية الخطورة». وقال عباس أن هناك قضايا ومشاكل أخرى، أهمها الاستيطان الذي أدانه كل العالم وأميركا ، لكن الإدانة لا تكفي، بل يجب وضع حد لتصرفات الحكومة الإسرائيلية، وأميركا قادرة على أن تضع حدا لهذه الإجراءات إن كانت جادة في الوصول إلى سلام. وأضاف نحن في القريب العاجل ذاهبون إلى مجلس الأمن لعرض القضية كلها وبرمتها، ونأمل بأن ينصفنا هذا المجلس ونحصل على حقوقنا كاملة».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©