الأربعاء 17 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

خبراء يتهمون إيران بـ «الخداع» بشأن قدراتها النووية

خبراء يتهمون إيران بـ «الخداع» بشأن قدراتها النووية
14 فبراير 2010 00:26
اتهم خبراء في باريس أمس، إيران “بالمخادعة والادعاء”بشأن قدراتها النووية ومحذرين الدول الغربية من أن انخراطهم في مفاوضات معها، من شأنه أن يقوي نظام الرئيس محمود أحمدي نجاد الذي يشهد اضطرابات داخلية. وفيما يترقب المجتمع الدولي مباحثات تجريها وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون في كل من قطر والسعودية وزعماء آخرون بالمنطقة، تتناول ضمن قضايا أخرى الملف النووي الإيراني، لم يستبعد مسؤول أميركي رفيع أن تطلب الوزيرة الأميركية من الرياض زيادة إمدادات النفط لبكين في محاولة لكسب تأييدها لفرض عقوبات على طهران. وفيما تناقش القوى الغربية أفكاراً بشأن جولة رابعة من العقوبات الدولية على إيران، وسط دفع فرنسي لاتخاذ خطوات صارمة ضد قطاع الطاقة في البلاد، أشارت موسكو إلى أنها لن تعارض فرض حزمة جديدة من العقوبات على طهران لتحديها 5 قرارات لمجلس الأمن تطالبها بوقف برنامج التخصيب النووي، في حين يكتنف الغموض موقف بكين. وبالتوازي، يبدأ مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف غداً الاثنين، نقاشاً يتناول أحكام الإعدام الأخيرة في إيران إضافة إلى الاعتقالات وحرية التعبير والتجمع. وكانت طهران أعلنت الاثنين الماضي، أنها بدأت إنتاج يورانيوم مخصب بنسبة 20% لغايات البحث العلمي، رغم احتجاجات القوى الغربية التي تشتبه في سعيها لحيازة سلاح نووي تحت غطاء برنامجها النووي المدني. وتعد فرنسا التي تتولى الرئاسة الدورية لمجلس الأمن الدولي، مشروع قرار سيفرض في حال تبنيه عقوبات مشددة على إيران، بحسب مصدر رفيع المستوى في باريس. وبحسب خبراء، فإن الرئيس نجاد “يبالغ بشأن قدرات بلاده النووية” وذلك لتعزيز موقفها في حال خوض مفاوضات مع الغربيين. وقال كريم باكزاد الباحث في معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية بباريس “إن الخبراء مجمعين على اعتبار أن طهران لا تملك القدرة على تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 بالمئة”. وأضاف “سياسياً، نجاد يخادع ويدعي لأن موقف الحكومة الإيرانية مهتز في الداخل”. وتمكنت طهران الأسبوع الماضي، من منع المعارضة من التشويش على مسيرات الاحتفال بالذكرى الـ31 للثورة. وقد يدفع احتواء تظاهرات المعارضة العديد من البلدان إلى استخلاص أن الحكومة ليست مهددة وأنه من الأفضل للرئيس الأميركي باراك أوباما وحلفائه، إبرام اتفاق مع القادة الإيرانيين الحاليين. لكن جهات أخرى ترى أن ذلك لن يكون مجدياً إذا لم يف النظام الإيراني بوعوده لاحقاً بل ربما ضاراً إذا ما أدى الانطباع بأن إيران لها اليد العليا في المواجهة مع الغرب، إلى تعزيز موقف نجاد على الصعيد الداخلي. وقال فرانسوا نيكولو السفير الفرنسي الأسبق لدى طهران (2001-2005)، “يريد نجاد التوصل إلى اتفاق مع الأميركيين. لقد قال ذلك مراراً وعوقب من الجميع لأن لا أحد يريد أن يمنحه فرصة تجيير مكسب المصالحة مع الأميركيين الذي سيمنحه شعبية فورية ويتيح له تجديد حضوره السياسي”. وأضاف “لا أحد حتى من داخل النظام الإيراني، يريد منحه هذه الهدية”. وتابع الدبلوماسي الفرنسي “لقد أعلن نجاد برامج كبرى لن يتمكن من إنجازها حيث لن يتمكن من بناء محطات التخصيب العشر التي أعلن عنها قبل أسابيع ولا من تصنيع الوقود لمفاعل الأبحاث” في طهران. واعتبر السفير السابق “إن طهران لن تتمكن أبداً من تطوير برنامج نووي جدي من دون مساعدة دولية”. وختم بقوله “من جهة أخرى يلوح الغرب بفرض عقوبات يدرك أنها لن تكون فعالة في كل الحالات وعلى الأمدين القصير والمتوسط. إننا إزاء لعبة غريبة حيث يعلن أحد طرفيها عن برامج لا يمكنه تحقيقها ويعلن الطرف الآخر عقوبات غير فعالة على الأرجح”. من جانب آخر، ستلتقي وزيرة الخارجية الأميركية السعوديين غداً وبعد غدٍ بعد خطاب في منتدى أميركا والعالم الإسلامي بالدوحة، في وقت لم يستبعد فيه مسؤول كبير في الخارجية الأميركية لوكالة فرانس برس، أن تطلب منهم تقديم عرض للصين بزيادة إمدادها بالنفط لقاء دعمها لعقوبات دولية مرجحة، باعتبار أنها تستورد الجزء الأكبر من نفطها من إيران. والصين هي الدولة الوحيدة بين البلدان الخمسة دائمة العضوية في مجلس الأمن، التي لا تريد فرض عقوبات على طهران. وكانت موسكو تبنت موقفاً أكثر تشدداً حيال إيران مؤخراً. وخلال توقفها في الرياض، ستلتقي كلينتون العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز ووزير الخارجية الأمير سعود الفيصل. كما ستلتقي مسؤولين سعوديين آخرين في جدة. وفي الدوحة ستلتقي الوزيرة الأميركية أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني ورئيس الوزراء وزير الخارجية حمد بن جاسم آل ثاني. وذكر الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية فيليب كراولي أن “الشرق الأوسط سيكون من القضايا التي ستبحث وإيران ستكون من القضايا التي ستبحث”. كما ستجري محادثات مماثلة مع قادة يحضرون المنتدى العالمي السابع لأميركا والعالم الإسلامي بينهم رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، حسبما أضاف كراولي للصحفيين. وذكر دبلوماسي تركي أن وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو سيزور طهران الأسبوع الحالي للدفع باتجاه حل دبلوماسي للمسألة النووية الإيرانية. واستبعد ارون ديفيد ميلر المستشار السابق لشؤون الشرق الأوسط في الإدارات الأميركية السابقة، إمكانية أن يقدم الرياض ضمانات نفطية إلى الصين لتشجيعها على تغيير موقفها من العقوبات. وقال ميلر إنه “لا يرى عوامل كافية يمكن أن تدفع السعوديين إلى موقف يفعلون فيه شيئاً كبيراً يكلفهم مبالغ باهظة مع الصينيين”. وتابع أن السعوديين ليسوا معنيين بزيادة الإمدادات لخفض الأسعار والتسبب بأضرار اقتصادية لإيران. وأضاف أن العلاقات الأميركية السعودية تراجعت منذ اعتداءات 11 سبتمبر 2001، بينما خيب أوباما أمل الرياض فشله في إحياء محادثات السلام بين العرب وإسرائيل. وذكر دبلوماسيون غربيون أنهم سيعملون حثيثاً على كسب الصين حتى وإن كان هذا يعني تخفيف الإجراءات المقترحة. ويوضح مسؤولون غربيون أنه إذا امتنعت الصين عن التصويت على قرار لمجلس الأمن أو صوتت ضده، فإن طهران سترى في هذا انقساماً في صفوف المجتمع الدولي. وتفيد مصادر مطلعة أن باريس وواشنطن أعدتا أوراقاً غير رسمية لتحديد شكل الإجراءات العقابية التي من الممكن أن يوافق عليها مجلس الأمن ضد إيران. وتناقش باريس وواشنطن هذه الإجراءات مع بريطانيا وألمانيا وتبقيان روسيا على اطلاع بمستجدات النقاش. وبمجرد أن توافق القوى الأربع على إطار خارجي لإجراءات من الممكن اتخاذها في المستقبل ستبدأ مفاوضات مع روسيا والصين اللتين من المتوقع أن تعملان بجد لتخفيف أي إجراءات مقترحة مثلما فعلوا مع 3 قرارات سابقة صادرة أعوام 2006 و2007 و2008 . وتجرى المفاوضات حالياً بين العواصم وستنتقل بعدها إلى بعثات الدول في نيويورك.
المصدر: عواصم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©