فرنسا تحذر من «مأزق» في مجلس الأمن

عواصم (وكالات) - حذرت فرنسا أمس من”مأزق” يمكن أن يؤدي اليه طلب عضوية دولة فلسطين امام مجلس الامن الدولي، مؤكدة ان اقتراحاتها حول اعطاء صفة مراقب ما زالت مطروحة رغم “التحفظات” الاسرائيلية. وصرح وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه في مقابلة مع قناة “اي تيلي” التلفزيونية “قلنا ان هذا المشروع سيؤدي الى مأزق لأن مجلس الامن لن يعترف بدولة فلسطين لسبب واضح، هو ان الولايات المتحدة العضو الدائم التي تتمتع بحق النقض قد اعلنت انها ستلجأ إليه”. ودعا جوبيه الفلسطينيين إلى التروي قبل التقدم بطلبهم إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة للحصول على اعتراف بدولتهم. وفي الوقت نفسه، اعلن متحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية في باريس أن اقتراح الرئيس نيكولا ساركوزي إعطاء صفة مراقب بشكل مؤقت لدولة فلسطين لا يزال مطروحا رغم اعلان اسرائيل عن “تحفظها” بشأنه . وصرح رومان نادال مساعد المتحدث باسم وزارة الخارجية “اخذنا علما بالتحفظات الاسرائيلية” لكن “علينا العمل” لأن الوضع الراهن غير مقبول. واضاف “لا يمكن ألا تتحرك اسرائيل” و”المقترحات الفرنسية لا تزال قائمة”. بدوره دعا رئيس الاتحاد الاوروبي اسرائيل والفلسطينيين الى استئناف المفاوضات المباشرة في خطاب أمام الامم المتحدة، وقال رئيس الاتحاد الاوروبي هيرمان فان رومبوي خلال كلمة ألقاها امام الجمعية العامة “يمثل استئناف المفاوضات المباشرة الآن بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية الاولوية القصوى”. وقال ان الاتحاد الاوروبي منخرط بشدة في عملية السلام كأحد اطراف اللجنة الرباعية الساعية لتسوية تفاوضية لصراع الشرق الاوسط. وقال فان رومبوي “الآن وقت العمل السياسي، والحوار والمفاوضات، لقد عاش الناس في خوف ومعاناة لأمد طويل”. وتابع “لذا اقول لزعماء الجانبين: حان وقت العمل. ثمة مخاطر سياسية ولكن عليكم المخاطرة كما فعل من سبقوكم لتقديم مستقبل افضل واكثر أمنا لمجتمعيكما”. وتابع “الوضع القائم ليس خيارا. ان رياح التغيير في المنطقة بأسرها من شأنها ان تساعدكم على الخروج من الجمود”، في اشارة الى موجة الاحتجاجات الشعبية في العالم العربي. وكرر فان رومبوي موقف الاتحاد الاوروبي من الصراع الاسرائيلي-الفلسطيني والذي يطالب بحل عبر التفاوض استنادا الى حدود عام 1967 وعبر تبادل لأراض يقبل به الطرفان. كما أعرب عن دعم الاتحاد الأوروبي “المالي بالكامل” لعملية بناء الدولة الفلسطينية. وفي برلين حثت الحكومة الألمانية امس على التوصل الى حل تفاوضي للمحاولة الرامية للاعتراف بدولة فلسطينية في الامم المتحدة لتجنب تصعيد التوترات في الشرق الاوسط. وقال جورج شترايتر نائب المتحدث باسم الحكومة الألمانية إن كل الأطراف بوسعها العمل على تجنب مواجهة في نيويورك ستكون لها تداعيات غير محسوبة بالنسبة لعملية السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط. وطالب شترايتر بالتركيز على الجهود الرامية لاستئناف المفاوضات من خلال إعلان للجنة الرباعية الدولية التي تضم الأمم المتحدة والولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي. وأعرب شترايتر عن تفاؤل حكومة بلاده بإمكانية التوصل إلى إعلان من اللجنة الرباعية حول استئناف المفاوضات، مشيرا إلى أن المستشارة انجيلا ميركل ووزير الخارجية جيدو فيسترفيله أجريا مشاورات مكثفة في برلين ونيويورك مع شركاء ألمانيا لإصدار بيان بهذا الشأن. وأضاف شترايتر أن المفاضات المباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين “هي الطريق المناسب لجعل الحل القائم على أساس دولتين حقيقة”.