الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

صالح يعود إلى صنعاء فجأة وسط اشتباكات عنيفة

صالح يعود إلى صنعاء فجأة وسط اشتباكات عنيفة
24 سبتمبر 2011 21:30
عاد الرئيس اليمني علي عبدالله صالح، أمس فجأة إلى صنعاء، بعد أكثر من ثلاثة أشهر قضاها في السعودية للعلاج من إصابته في محاولة اغتيال. وتزامنت عودة صالح مع احتدام المعارك العنيفة بين القوات الحكومية، وأتباع الزعيم القبلي النافذ صادق الأحمر، شمال العاصمة، في حين احتشد مئات الآلاف من المحتجين في العديد من المدن اليمنية، للمطالبة بـ«محاكمة» الرئيس اليمني فيما تجمع عشرات الآلاف من أنصاره بالقرب من القصر الرئاسي تأييدا لبقائه في منصبه حتى سبتمبر 2013. وأعلن التلفزيون اليمني الحكومي، صباح أمس الجمعة، أن الرئيس علي عبدالله صالح «عاد إلى أرض الوطن بسلامة الله وحفظة (..) بعد رحلة علاجية في المملكة العربية السعودية استغرقت أكثر من ثلاثة أشهر». وقالت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية «سبأ»، أن صالح الذي أصيب بجروح بالغة في محاولة اغتياله داخل مجمعه الرئاسي بصنعاء في الثالث من يونيو الماضي، بعث رسالة إلى العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز، قال فيها «يطيب لي وأنا أغادر أرض المملكة العربية السعودية المضيافة عائدا إلى أرض الوطن أن أعبر لكم عن جزيل الشكر وعميق التقدير على كرم الضيافة وحسن الوفادة وعلى الرعاية والاهتمام والعناية التي حظينا بها»، ونقلت وكالة فرانس برس عن مصدر ملاحي قوله إنه وصل إلى مطار صنعاء حوالي الساعة 5,00 بالتوقيت المحلي (2,00 ت.غ)، وبعد دقائق من إعلان خبر عودة الرئيس اليمني، سمع دوي إطلاق نيران وانفجارات في أنحاء العاصمة.وتشهد صنعاء، منذ الأحد الماضي، أعمال عنف ومواجهات مسلحة بين القوات الموالية والمناهضة لصالح، خلفت أكثر من مائة قتيل، أغلبهم من المدنيين المطالبين بالإطاحة بالنظام.وتوقع مراقبون محليون أن تتصاعد أعمال العنف في صنعاء مع عودة صالح المفاجئة، والتي تزامنت مع هجوم عنيف بالقذائف والمدفعية الثقيلة على منازل وممتلكات الزعيم القبلي النافذ صادق الأحمر وإخوانه المؤيدين للحركة الاحتجاجية الشبابية. واندلعت، الليلة الماضية، اشتباكات عنيفة بين القوات العسكرية الموالية للرئيس علي عبدالله صالح، وأتباع الزعيم القبلي النافذ صادق الأحمر في منطقة الحصبة المكتظة بالسكان شمال العاصمة صنعاء. وسُمع دوي انفجارات قوية حول محيط معسكر الفرقة الأولى مدرع، التابعة للواء المنشق علي محسن الأحمر، ما أثار الرعب في نفوس أهالي الأحياء السكنية القريبة من هذا المعسكر، المتربع على هضبة كبيرة شمال غرب العاصمة اليمنية. وقال سكان محليون وشهود عيان لـ”الاتحاد” إن قذيفتين سقطتا جوار سور معسكر الفرقة الأولى من جهة الشرق، فيما قال آخرون إن اشتباكات عنيفة اندلعت بين القوات الحكومية وأتباع الأحمر، بالقرب من مبنى اللجنة الدائمة، المقر الرئيسي لحزب المؤتمر الشعبي الحاكم، القريب من منزل شيخ قبيلة حاشد. كما سُمع تبادل إطلاق نار بجوار مبنى وزارة الداخلية، ومعسكر شرطة النجدة، القريبين أيضا من منزل الزعيم القبلي الذي تعرض لقصف مدفعي عنيف أواخر مايو الماضي. وذكر شهود عيان أن تبادلا لإطلاق النار اندلع بجوار مبنى وزارة الإعلام، الواقع تحت حماية اللواء الرابع المنشق عن قوات الفرقة الأولى مدرع، وكان مسلحون قبليون معارضون للنظام الحاكم، أقاموا صباح الجمعة نقطة تفتيش، في حي سكني قريب من مبنى وزارة الإعلام. وقالت السلطات اليمنية، في وقت لاحق أمس الجمعة، إن قوات الفرقة الأولى مدرع، وأتباع الأحمر “اعتدت” على مبنى وزارة الداخلية. وتشهد منطقة الحصبة منذ الخميس معارك متقطعة بين القوات العسكرية الموالية للرئيس علي عبدالله صالح ورجال القبائل المعارضين له. وقتل 18 من أتباع الأحمر وأصيب 65 آخرون خلال هذه المواجهات، حسبما أفادت صحف مؤيدة للحركة الاحتجاجية. من جانبه، توقع المعارض اليمني المتواجد في بريطانيا عبده قباطي، في حديث لقناة بي بي سي، ازدياد أعمال العنف في اليمن بعد عودة صالح، مشيرا إلى أن الرئيس اليمني «يحب أن يلعب على حافة الهاوية». وقال نائب وزير الإعلام اليمني، عبده الجندي، لقناة الجزيرة الإخبارية، إن نائب الرئيس مازال منخرطا في محادثات لنقل السلطة، معتبرا أن عودة الرئيس لن تؤثر على تفويضه لنائبه توقيع المبادرة الخليجية، التي من المفترض أن تنهي ثمانية شهور من الاضطرابات في اليمن. إلا أن المحلل السياسي اليمني عبد الغني الارياني، قال إن عودة صالح «نذير شؤم»، مشيرا إلى أن توقيتها ربما يدل على اعتزامه اللجوء للعنف لإنهاء المسألة، حسب وكالة رويترز. وأضاف أن الشعب مع عودته سيرفض التنازل مما يعني موت العملية السياسية، لكن الرئيس اليمني، وبعد ساعات من عودته، دعا «كافة أطراف العمل السياسي والعسكري والأمني في السلطة والمعارضة إلى هدنه كاملة وإيقاف إطلاق النار تماما، بما يتيح العمل لإفساح المجال للتوصل إلى الاتفاق والوفاق» بين الأطراف المتصارعة.?وقال صالح إن حل الأزمة المستعصية، التي تكاد تعصف ببلاده، «ليس في فوهات البنادق والمدافع، وإنما في الحوار والتفاهم وحقن الدماء وصيانة الأرواح والحفاظ على الأمن والاستقرار ومقدرات ومكاسب الوطن». وقالت وكالة الأنباء اليمنية إن الرئيس صالح «سيوجه خطابا هاما إلى أبناء الشعب اليمني» بمناسبة العيد الـ49 لثورة 26 سبتمبر1962، الذي يصادف الاثنين المقبل. واحتشد عشرات الآلاف من أنصار صالح، أمس الجمعة، في ميدان السبعين، القريب من القصر الرئاسي، فيما سمي بـ”جمعة الثبات على الحق ونصرة الشعب الفلسطيني»، في إشارة إلى دعم يمني حكومي لحق فلسطين في الحصول على عضوية كاملة في منظمة الأمم المتحدة. ورفع المتظاهرون صور صالح والعاهل السعودي والأعلام الوطنية اليمنية والسعودية، إضافة إلى العلم الفلسطيني. كما رفعوا لافتات كتبت عليها شعارات مؤيدة للرئيس صالح والحوار بين الأحزاب السياسية المتصارعة، مرددين هتافات «الشعب يريد علي عبدالله صالح»، و»أهلا أهلا يا علي». بالمقابل، احتشد مئات آلاف اليمنيين من أنصار الحركة الاحتجاجية الشبابية، أمس الجمعة، بالعاصمة صنعاء ونحو 16 مدينة أخرى، فيما سمي بـ»جمعة واثقون بنصر الله». وطالب المتظاهرون بـ»محاكمة» الرئيس علي عبدالله صالح ورموز نظامه، والوفاء لـ»دماء الشهداء» وإسقاط النظام الحاكم. واحتشد نحو 150 ألف متظاهر في شارع الستين الشمالي بالعاصمة صنعاء،.وطالب المتظاهرون، الذين شيعوا جثامين 43 من قتلى أعمال العنف التي شهدتها العاصمة الأسبوع الماضي، بمحاكمة الرئيس صالح وهتفوا:» يا شباب علو الهامة .. صالح عاد لإعدامه». كما شيع عشرات الآلاف من المتظاهرين في مدن الحديدة، تعز، وإب، عددا من الضحايا الذين سقطوا برصاص الأمن اليمني، خلال اعتراض جنود، الأحد الماضي، تظاهرة حاشدة مناهضة للنظام، وما تلا ذلك أعمال عنف بحق المتظاهرين المسالمين، يومي الاثنين والثلاثاء.
المصدر: صنعاء
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©