الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إعلاميون تائهون بين الضغوط الوظيفية والالتزامات الاجتماعية

إعلاميون تائهون بين الضغوط الوظيفية والالتزامات الاجتماعية
18 ديسمبر 2010 19:47
حياة مليئة بالمشاغل والتعب والضغوط النفسية يتعرض لها العاملون في مجال الإعلام من صحفيين ومذيعين ومخرجين وغيرهم وممن يعملون خلف الكواليس، حيث تؤثر هذه المهنة التي اختاروا العمل فيها والتي تأخذ جزءا كبيراً من وقتهم على حياتهم الاجتماعية. ووسط أعباء العمل وضغوطاته ينشغل بعضهم ويبتعدون عن أسرهم وأصدقائهم حتى في أيام الإجازات والأعياد والمناسبات. إدارة الوقت يوضح مدير برامج إذاعة الخليجية ومقدم نشرة أخبار الإمارات في مؤسسة دبي للإعلام محمد سالم أن من يدخل مجال الإعلام يتعب في بدايته ويضحي بوقته الذي سيأخذ جزءا كبيراً من حياته، وعليه أن يلتحق بدورات تساعده على ترتيب وقته وتنظيمه لإعطاء كل ذي حق حقه. ويضيف “لدي القدرة على التوفيق وعمل توازن بين حياتي الإعلامية والاجتماعية، حيث أحدد وقتا للعمل وآخر للأهل والأصدقاء والراحة، كما أن مجال الإعلام يكون علاقات ويخلق حياة اجتماعية جديدة بشكل مستمر، وبالنسبة لعائلتي فهي لا تلومني على انشغالي عنها خاصةً عندما يكون لدي ضغط، بل على العكس يشجعونني ويدعمونني كونهم يقدرون طبيعة عملي، واليوم أتاحت التكنولوجيا سهولة التواصل مع من نريد خلال فترة الانشغال من خلال الإنترنت والهاتف ومسنجر البلاك بيري، وأرى أن الأمر يعتمد على الشخص نفسه ومدى تواصله مع عائلته أثناء ابتعاده عنهم وعدم تواجده معهم وترتيبه لوقته. ويحرص سالم خلال إجازته على الجلوس مع أهله والابتعاد كلياً عن كل ما يتعلق بالعمل كالاستماع للإذاعة أو قراءة الصحف أو مشاهدة التلفزيون. ملاحظة ونقد يقول المذيع عبد الله إسماعيل “بمجرد دخول الشخص لمجال الإعلام يتحول من كونه ملكاً لنفسه إلى شخص عليه أن يتعامل مع شرائح مختلفة من الناس، حيث يجب عليه أن يتواصل معهم بشكل مستمر، وأن يتعرف عليهم، وعليه أن يستمع إلى ملاحظاتهم ونقدهم، والإعلامي الحقيقي في نظري هو من يتابع سلوكهم وتفاصيل مظهرهم ليعرف كيف يتناول قضاياهم ويطرحها في برامجه”. ويضيف “يجد بعض الإعلاميين صعوبةً في التوفيق بين حياته الأسرية والعملية حيث يضطر أحيانا إلى العمل والتواجد في مقر عمله في أوقات تكون أسرته بحاجة له، وبالنسبة لي تنزعج عائلتي عندما نخرج لأحد الأماكن حيث تبدأ نظرات الناس بملاحقتنا، فالعمل الإعلامي يوازيه مشاكل وتضحيات عائلية لأن الإعلامي يكون تحت المجهر وليس الأضواء فقط، والكثير من الناس يعرفون أشياء كثيرة عن حياته ويتعرض لأمور مزعجة كالإشاعات وغيرها، كما أن الناس قد ترسم صورة غير صحيحة عنه، وبالنسبة لي يعتقد البعض أني منطلق في الحديث حتى في حياتي الخاصة وهذا الأمر خاطئ لأني أفرغ كل ما لدي في عملي، وفي بعض الأحيان عند شعوري بالتعب والإنهاك من عملي أجد صعوبة في التحدث مع الناس”. متعة وإدمان عن سبب استمراره في هذا المجال المرهق، يقول إسماعيل “أبحث عن المتعة في مهنتي هذه حيث أشعر بسعادة غير طبيعية أثناء تأديتي لعملي لأنه ميداني وعالمي الخصب الذي أجد فيه سعادتي، على الرغم من أني منذ ثلاث سنوات أردت أن أجرب وظيفة أخرى إلى جانب عملي في الإذاعة ليلاً فانتقلت للعمل صباحاً في وظيفة إدارية لمدة ستة أشهر إلا أنني لم أجد نفسي فيها وتفرغت للإعلام، وربما بعد أن أتجاوز الثلاثينيات من عمري وبعد أن يقل عطائي ولا أجد ما أقدمه لن أصارع من أجل البقاء في هذا المجال بل سأتركه للجيل الجديد، وسأتفرغ لحياتي الخاصة لأني حرمت نفسي من أشياء كثيرة أريد أن أعوضها عنها”. ويبين إسماعيل أن الإعلامي متورط ومدمن على هذه المهنة التي يكون دخلها عادياً مقارنةً بالوظائف الأخرى والتي قد يندم البعض كل يوم على دخولها، ويقول “سبب تمسكي بهذا المجال هو حبي لها ورغبتي في إيصال رسالتي من خلالها على الرغم من أن الإعلام لم يقدم لي الإمكانيات التي تناسب طموحي، وفي المقابل الإمكانيات والميزانية الضخمة للبرامج التي تعرض علي لا تتناسب مع ما أريد تقديمه ومنذ أن بدأت في هذا المجال أشعر بأني مظلوم إعلامياً”. ترتيب الأولويات من جانبه، يحاول المخرج الشـاب عبد العزيز النجار تعــويض غيابه عن عائلتـه في نهـاية كل الأسـبوع بسبب دراســته وعمـله في دبي حيث يحرص على التواجد معهم خلال هذه الفترة، أما بالنسبة لوالده فهو دائم التواصل معه لأنهمــا يعملان في نفس المجال والمكان. يقول النجار “منذ دخولي هذا المجال أصبحت علاقتي مع أصحابي القدماء شبه معدومة لأن هناك من الناس لا يقدر طبيعة عملي المتقلب ولكني عوضت ذلك بتكوين صداقات جديدة ومقربة مع زملائي الإعلاميين، وعلى من يدخل هذا المجال أن يختار بينه وبين العلاقات الاجتماعية، وأنا اخترت الإعلام لأني أجد نفسي فيه ولدي طموح أريد أن أحققه من خلاله بعد أن أصبحت اليوم مسؤولاً عن تقديم الأفضل للجمهور والسعي من أجل عدم التقصير تجاهه، خاصةً أننا نعيش في زمن سريع التغير”. ويضيف “خلال إجازتي أحرص على أن آخذ قسطاً كافياً من النوم، كما أجد فيها فرصتي لأتفرغ للكتابة بمختلف أنواعها وأقوم بعمل كل ما أريد”. ولم تكن الصحفية جميلة إسماعيل في بداية عملها في مهنة الصحافية قادرةً على التوفيق بين مهنتها وأمور عائلتها لدرجة أن ضغوط عملها طغت على كل حياتها. إلى ذلك، تقول “أحسست بالابتعاد عن عائلتي وأهملت بعض هواياتي المحببة وعلاقتي مع صديقاتي المقربات، حينها انتبهت لهذا الأمر وبدأت بترتيب أولوياتي حيث أحاول قدر المستطاع إنهاء جميع مهام العمل في مقر الجريدة، وبمجرد أن أدخل البيت أتفرغ لعائلتي وأجلس مع والدتي وأخرج مع أخواتي وأمارس جميع الأمور التي تستهويني، وأجد متعتي في تواصلي مع صديقاتي”
المصدر: الفجيرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©