الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

التعايش مع الربو ممكن بالابتعاد عن الغبار و«الدخون»

التعايش مع الربو ممكن بالابتعاد عن الغبار و«الدخون»
18 ديسمبر 2010 19:46
الربو الشعبي من الأمراض الشائعة بين الأطفال والتي تؤرق الأهل لأنه يؤثر على قدرة الطفل المصاب على التنفس ما يهدد حياته. غير أن أطباء يؤكدون أن تجنب المسببات ومن بينها الغبار والبخور وتنظيف أجهزة التكييف المركزي، والالتزام بخطة العلاج تمكن الطفل من العيش بطريقة طبيعية، وتضمن له نمطا حياتيا مناظرا لأقرانه الأصحاء. حينما أصاب السعال مها للمرة الثالثة دون أسباب، بدأت والدتها فاطمة سلطان تلاحظ صوت الصفير الذي يسمع مع أنفاس الصغيرة، وبسرعة اصطحبتها للمستشفى والخوف يعصرها. وعلى السرير الأبيض، فحص الطبيب مها ووضع سماعاته على صدرها وبطنها، ثم شخص إصابتها بالربو الشعبي، وطلب من الممرضة وضع كمامة أوكسجين لها. انقلاب كبير في لحظة إخبارها بإصابة مها بالربو توتر الوالدان، لأن إصابتها بالربو تعني انقلابا كبيرا لحياتها، وبالطبع حياتهما معها، وعليهما من اليوم وصاعدا محاولة حماية «مها» من كل ما يثير صدرها من مؤثرات. إلى ذلك، تقول فاطمة سلطان (ربة بيت، 24 سنة) «لم يسبق لأي فرد من عائلتي الإصابة بالربو أو الحساسية الصدرية، لذا لم أفكر ولو للحظة أن ابنتي ذات الشهور التسعة مصابة بالربو برغم أنها عانت من السعال مرتين دون أسباب خارجية، لكني فسرت ذلك بسبب البرودة داخل الغرف فخفضت التكييف، واصطحبتها لطبيب أطفال أعطاها مسكناً ومخففاً للسعال، لكن حينما بدأت أسمع حشرجات صدرها أحسست بأن الأمر غير عادي وأخذتها لطبيب أمراض صدرية شخص إصابتها بالربو الأمر الذي آلمني كثيرا». لجأت فاطمة للطبيب الذي شرح لها ولوالدها الكثير من الجوانب المغلوطة حول الربو، تقول «كان الطبيب متفهما وشرح لي الكثير من الأمور المجهولة حول مرض الربو، كما أنه أشعرني بدوري في حماية صغيرتي من نوبات الربو، فعلي مثلا إبعاد طفلتي عن الأبخرة و«الدخون» وتعلمت أيضا كيف يمكن أن أستخدم الكمام المخصص للصغار، وأهم ما في الموضوع أني أدركت أن الربو يمكن أن يزول دون أسباب بعد البلوغ». علاجات شعبية تعاني أم وديمة من مرض صغيرتها بالربو. وتقول «في أسرتي يعاني عدد من أشقائي الالتهاب التحسسي الشبيه بالربو، لكن إصابة طفلتي التي لم تتخط عامها الثالث بعد بالربو جعلتني أشعر بمعاناة والدتي مع أشقائي». وتتابع «أشارت علي العديد من جاراتي بأن أسقي طفلتي الزنجبيل الساخن، وأن أطعمها بعض العسل الطبيعي، وكذلك هناك من نصحني بمنقوع أعواد القرنفل، وبرغم تأكيد الجميع أن هذه الطرق مجربة إلا أني لم أجازف بإعطاء طفلتي هذه الأطعمة، إلا بعض العسل، لكني في أغلب الأحوال أعتمد على أدويتها المضادة للالتهاب وبخاخاتها التي تصرف بانتظام من المستشفى، وإن كنت أعمد أحيانا كثيرة إلى دهن صدرها ببعض زيت الزيتون ورقيها بالقرآن الكريم الأمر الذي يساعد في تخفيف نوبات الربو». وتحرص «أم وديمة» على تجنب أسباب الربو، وتقول «أحاول أن أبعدها عن مؤثرات الحساسية مثل الغبار والرطوبة والبرد، كما أني أتجنب شراء الدمى ذات الوبر لها، وبالطبع منعتها من اقتناء قطة برغم إلحاحها على ذلك لأني أخاف عليها من تحول حالتها من الربو البسيط إلى النزلات الشديدة وأحاول أن أحميها من التعرض للعلاج بالكورتيزون الذي يخضع له ذوي الإصابات الشديدة بالربو». نوبات شديدة تصف نورة المهيري (ربة بيت، 27 عاما) معاناتها مع طفلها حمدان ذي السنوات الأربع فتقول «يعاني طفلي من نوبات ربو شديدة، فمع كل نوبة شديدة يضطر الأطباء إلى احتجازه في المستشفى للسيطرة على الأزمة، مع أني أحرص على إعطائه البخاخ بالأنبوب في البيت مرة يوميا بحسب توصية الطبيب. مع الوقت وصف الطبيب لحمدان دواء اسمه الفينتولين (بخاخ الربو المعروف) ودواء اسمه «الفليكسوتاي» للحماية من النوبات، لكني مازلت أضطر لاصطحابه إلى المستشفى بصورة أسبوعية ليحصل على بخاخات خاصة». وتتابع «أثر مرض حمدان بشكل كبير على حياتي، فاضطررت في البداية لتقديم استقالتي من عملي بسبب ضرورة بقائي مع حمدان كثيرا في المستشفى، كذلك امتنعت بشكل كبير عن العطور والبخور التي أعشقها، وأصبحت مضطرة إلى استخدام أنواع معينة من الأقمشة في البيت، فأتجنب الفرو والمخمل حتى في المخمل، وبالطبع قللنا عدد السجاجيد في البيت، كما أني صرت مجبرة على غسل بطانياته وفراشه بشكل أسبوعي وتبديلها بين فترة وأخرى لمحاصرة أسباب الحساسية، كما أني جاهزة يوميا للحرب على الغبار لمنع تجمعه خوفا على صدر صغيري». الربو في الإمارات حول الرؤية الطبية للربو يقول الدكتور حسام الدين حمزة، اختصاصي في أمراض الصدر والحساسية «الربو الشعبي أو حساسية الصدر Asthma كما يسميه الناس نوع من التهيج في القصبات بسبب ضعف المناعة تجاه مثير ما، يسبب ضيق النفس والسعال وأحيانا مصاحبا بصفير في الصدر وزيادة المفرزات القصبية (البلغم)». ويتابع «تبلغ نسبة المصابين بالربو في الإمارات أرقاما مخيفة، فهناك ما يصل إلى 10% من السكان مصابون بالحساسية الموسمية في الصدر، وحوالي 13% مصابون بحساسية الأنف، بينما يسجل الربو الشعبي نسبة تصل إلى 15% من السكان في الإمارات، معظمهم بالطبع أطفال تحت سن البلوغ». ويصنف حمزة الربو إلى ثلاثة مستويات نوبة الربو الخفيفة وفيها تبرز أعراض بسيطة مثل تسارع خفيف في التنفس وسعال بسيط ويتم علاجها عادة بدواء موسع للقصبات الهوائية. ثم تأتي نوبة الربو المتوسطة بأعراض متسارعة أكثر مثل ظهور مثل بعض الصعوبة في التنفس مصحوبا بتسارع واضح ما يجعل كلام الطفل مقتضبا قصيرا بجمل بسيطة فقط ويظهر السعال بشكل أكبر وقد يشحب فيها لون الشخص مع بقائه واعيا وقادرا على ممارسة نشاطه بشكل طبيعي. وبالطبع يجب على الأهل إعطاء الصغير دواء موسعا للقصبات والاتصال بالطبيب. ثم تأتي نوبة الربو الشديدة لتصبح الأعراض السابقة فيها ذات تواتر أعلى ومتسارع بشكل واضح ويفقد فيها الطفل القدرة على الكلام تقريبا ويظهر عليه الانهاك وقلة الوعي مع تحول جلده للون الشاحب المزرق، وهنا يصبح من الضروري مراجعة قسم الطوارئ لإسعاف الطفل. مسببات الربو عن أهم الأسباب التي تسبب الربو في مجتمع الإمارات يقول الدكتور حمزة إنه من الصعوبة حصر جميع الأسباب لعدم وجود دراسات جادة حول هذا الموضوع. ويضيف «ما يحدث أننا نفسر الأسباب بحسب تجاربنا في الميدان الطبي، فهناك مثلا الحرارة العالية في الطقس معظم شهور السنة، والرطوبة العالية في الأجواء، وكذلك تكييف الهواء وخاصة المركزي الذي يمكن أن يمثل خطورة كبيرة في حال أهمل تنظيف مجاري الهواء فيه، لنمو الكثير من الفطريات والبكتيريا في جوانبه وانتقالها للهواء بسهولة ومن ثم تتسبب بالحساسية». ويتابع «هناك أيضا بعض العادات الاجتماعية مثل الدخون والعطور النفاذة التي نطلب من المرضى تجنبها، ويمكن تدخين الملابس والغرفة بواسطة شخص آخر غير مصاب بالربو ثم يستطيع مريض الربو أن يدخل للغرفة بعد ساعة أو أكثر». حصار المرض يشير الدكتور حمزة إلى دور تجنب الأسباب في علاج الربو، فيقول «يمكن بسهولة الهرب من معظم مثيرات الحساسية والربو، فمثلا يعمل تنظيف التكييف المركزي بواسطة شركات متخصصة على خفض معدل الإصابة بالنوبات، وكذلك وضع أجهزة تنقية الهواء في الغرف التي يجلس فيها المريض أو ينام فيها، ويشهد العلم تطورا كبيرا في مثل هذه الأدوات». وعلى المستوى العلاجي، يقول «هناك أنواع حديثة من البخاخات تعمل على معالجة الالتهاب في القصبات عوضا عن توسيعها فقط، وهناك علاج مناعي مناسب يمكن بواسطته تقوية مناعة الفرد ضد مسببات الحساسية ويضمن التخلص شبه التام من أمراض الحساسية لأنه يهدف إلى تعديل رد الفعل المناعي حيث يتم اختيار لقاح ضد مسبب الحساسية طبقا لنتائج اختبار التشخيص، ليعطي العلاج بجرعات متزايدة تدريجيا أثناء المرحلة الأولية، ثم بجرعات داعمة لمدة 3 أعوام بغرض ضمان الفعالية الدائمة، وينقسم إلى بعض الحقن ونقاط تحت اللسان، وأثبت هذا العلاج فعالية قوية في التخلص من نوبات الحساسية كما أنه ساهم في تخليص المرضى من تناول الأدوية القوية مثل الكورتيزون». تثقيف المرضى يقول الدكتور ياسر أبو السميد، استشاري أمراض الجهاز التنفسي والرئة في مدينة الشيخ خليفة الطبية إن الربو يعتبر أحد أكثر أمراض الجهاز التنفسي شيوعاً في الأطفال والبالغين. وهنالك عدة عوامل تساهم في الإصابة بمرض الربو مثل تاريخ الربو في العائلة، إضافة إلى التاريخ الصحي لأمراض الحساسية لدى المريض مثل التهاب الأنف التحسسي والإكزيما، بينما تشتمل المؤثرات الخارجية المحفزة للربو على الغبار والملوثات وتغيرات الطقس، حيث يزداد معدل تفاقم نوبات الربو خلال فصل الشتاء الذي يبدأ في شهر نوفمبر نظراً لانخفاض درجات الحرارة وزيادة فرص التعرض إلى الالتهابات الفيروسية التي تهيج الربو. ويعتبر أبو السميد أن العلاج الأهم للربو هو تثقيف المريض والوقاية من المهيجات. كما أنه يشرح أدوية الربو بقوله «معظم أدوية الربو هي على شكل أجهزة استنشاق (بخاخات) مثل الموسعات القصبية وكورتيكوستيرويدات استنشاقية. وعند الالتزام بخطة رعاية الربو يمكن التقليل من استخدام السترويدات عبر الفم إلا عند حدوث نوبة حادة للغاية، فالاستخدام الطويل أو المتكرر للاستيرويدات الجهازية يمكن أن يسبب عددا من الآثار الجانبية مثل زيادة الوزن وارتفاع ضغط الدم والسكري وهشاشة العظام، إضافة إلى زيادة احتمالية الإصابة بالالتهابات».
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©