الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إعادة تشغيل «كييسيونج»... فرصة للتقارب بين الكوريتين

18 سبتمبر 2013 23:20
أعادت الكوريتان، الشمالية والجنوبية، فتح المجمع الصناعي الذي تشاركان في إدارته يوم الاثنين ليعيدا الحياة لأحد رموز التعاون الاقتصادي بعد خمسة أشهر من إغلاقه في غمرة تهديدات كوريا الشمالية بشن هجوم نووي استباقي. وعاد آلاف من عمال كوريا الشمالية إلى منطقة كييسيونج الحدودية. ومن الجنوب، ازدحمت أكثر من 500 شاحنة وسيارة في نقطة تفتيش عند الحدود التي يحميها جنود مدججون بالسلاح وهي تحمل إمدادات ورؤساء شركات إلى الموقع لاستئناف عمل المصانع. ويعمل أكثر من 120 شركة في كييسيونج من بينها شركة «رومانسون» المتخصصة في صناعة الساعات وشركة «شينون» التي تنتج الملابس. وبالقرب من نقطة تفتيش، قال «مون-يونج»، الذي يعمل في شركة «جاييونج سوليوتك» الكورية الجنوبية لصناعة قطع غيار الهواتف المحمولة «قلبي يخفق الآن لأن كييسيونج تستأنف عملها.. عمال كوريا الشمالية يبدو أنهم سعداء لاستعادة وظائفهم وعازمون على العمل بجد أكبر. الشهور الخمسة الماضية كانت عصيبة بالنسبة لهم». وسحبت كوريا الشمالية عمالها البالغ عددهم 53 ألفا من «كييسيونج» في أبريل الماضي في ختام أشهر من التوترات بعد أن أجرت اختباراً نووياً ثالثاً في فبراير الماضي، وهددت بهجمات استباقية عندما صعدت الأمم المتحدة عقوباتها، ونفذت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية مناورات عسكرية سنوية مشتركة. وتوفر «كييسيونج» لنظام «كيم يونج اون» الحاكم العملة الصعبة المطلوبة بشدة، وهي مصدر للعمالة الرخيصة لشركات كوريا الجنوبية. وقال «تشوي تشانج ريول» أستاذ الآداب الحرة، في جامعة «يونج» بالقرب من سيول: «لم يكن من السهل على كوريا الشمالية أن تتخلى عن كييسيونج لأنها مصدر مهم للعملة الصعبة». وكانت اللجنة الكورية الشمالية لإعادة التوحيد السلمي لكوريا وهي الجهة المسؤولة عن العلاقات بين بيونج يانج وسيؤول قد اقترحت يوم السابع من أغسطس الماضي إجراء محادثات لتطبيع العلاقات فيما يتصل بالمشروع، وقالت في نغمة تصالحية غير معتادة أنها ستضمن سلامة الكوريين الجنوبيين الذين يزورون المنطقة. وقالت اللجنة إن دافعها إلى ذلك هو الرغبة في بلوغ مرحلة جديدة من المصالحة والتعاون والسلام والوحدة والرخاء من خلال تطبيع العمليات في منطقة كييسيونج. وعلى الحدود، وقف يوم الاثنين الماضي طابور من الناس عند منفذ لتبادل العملات يديره بنك «ووري»، الكوري الجنوبي ليستبدلوا عملة كوريا الجنوبية «الوون» مقابل الدولار الأميركي، وهو العملة الوحيدة المستخدمة في كييسيونج، وتصافح عمال من كوريا الجنوبية وضحكوا وتبادلوا أطراف الحديث داخل المنفذ. وقال شين هان - يونج رئيس شركة «شينهان تريدنج»، التي تنتج شباك الصيد في كييسيونج «أنا سعيد بعودتي في نهاية المطاف بعد كثير من الخطوب والمنعطفات.. لم نقم بصيد طوال هذا الربيع والصيف.. لكني أعلق أملا على إعادة فتح المجمع». وأشارت بيانات صادرة عن البنك المركزي لكوريا الجنوبية في يوليو الماضي إلى أن الناتج المحلي الإجمالي في كوريا الشمالية ارتفع بنسبة 1.3 في المئة عام 2012 بعد زيادة بنسبة 0.8 في المئة عام 2011. وأشارت بيانات البنك إلى تقلص في اقتصاد الشمال في أربع من السنوات السبع الماضية. وتشير تقديرات البنك المركزي لكوريا الجنوبية إلى أن دخل الفرد في كوريا الشمالية بلغ نحو 1.37 مليون وون (12270 دولار) العام الماضي، أو ما يمثل واحدا على 19 من دخل الفرد في كوريا الجنوبية. وقال البنك إن التجارة الخارجية مع استبعاد التجارة مع الجنوب ارتفعت 7.1 في المئة لتصل إلى 6.8 مليار دولار مع زيادة الصادرات 3.3 في المئة لتصل إلى 2.9 مليار دولار وارتفعت الواردات 10.2 في المئة لتصل إلى 3.9 مليار دولار. ومهد الاتفاق لإعادة فتح «كييسيونج» الطريق إلى اتفاق منفصل لإعادة لم شمل الأسر التي فرقتها الحرب الكورية. وستعقد الجولة التالية من المحادثات في منتجع جبلي في كوريا الشمالية بين 25 و30 سبتمبر الجاري. وعودة رحلات الكوريين الجنوبيين إلى منتج مونت جيومجانج على الساحل الشرقي رمز آخر لانفراجة بعد توقف الرحلات عام 2008، عندما قتل فرد من حرس الحدود الكورية الشمالية زائرا من كوريا الجنوبية بإطلاق الرصاص عليه. وتحسنت العلاقات بين الكوريتين في الأسابيع القليلة الماضية حتى بعد تصاعد المخاوف الدولية من احتمال أن يكون الشمال قد أعاد تشغيل مفاعل نووي بسعة خمسة ميجاوات والقادر على إنتاج بلوتونيوم يمكنه تصنيع قنبلة واحدة كل عام. وقال المعهد الكوري الأميركي في مدرسة الدراسات الدولية المتقدمة بجامعة جونز هوبكنز، ومقرها ولاية ميرلاند الأميركية، يوم 12 سبتمبر إن صورا التقطت بالأقمار الصناعية يوم 31 أغسطس تظهر بخاراً أبيض يتصاعد من منشأة يديرها مفاعل في يونجبيون شمالي بيونج يانج. وكان هذا المفاعل قد تم تجميد العمل فيه بموجب اتفاق لعام 2007، شاركت فيه الكوريتان والولايات المتحدة والصين واليابان وروسيا. وفي عام 2009، وقبل أن تجري اختبارها النووي الثاني، انسحبت كوريا الشمالية رسميا من المحادثات سداسية الأطراف التي استهدفت تقديم المساعدة للشمال في مقابل التخلي عن طموحاته النووية. في وقت مبكر من أغسطس، قال معهد العلوم والأمن الدولي الذي يتخذ من واشنطن مقراً إن الشمال زاد حجم تخصيبه لليورانيوم إلى ضعف في منشأة يونجبيون. ومن الممكن أن يكون البلوتونيوم واليورانيوم مصدرا لوقود للقنابل النووية. سام كيم سيئول يُنشر بترتيب مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفيس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©