العملاء الأذكياء يغزون مواقع الإنترنت

من بين أكثر الأفكار المتعلقة باختراع الحلول التقنية الرقمية انطواء على الإبداع، تلك التي يطبقها موقع askforcents.com; فعندما توجه إليه سؤالاً مكتوباً يتعلق بجدول مباريات كرة القدم في مدينة ما، فإنه ينتظر قليلاً حتى يتمكن من استحضار الإجابة الدقيقة لكنه لا يقدمها للسائل مكتوبة بل منطوقة على لسان رجل أو فتاة جميلة· ويقول تقرير نشرته مجلة (إيكونوميست) إن هذا الموقع الجديد يتميز بالمرونة التي تفوق بكثير مرونة محركات البحث الأخرى· وعلى سبيل المثال فهو يضيف إلى المعلومات ملاحظاته الخاصة مثل التحذير من حالة الجو أو النصح بارتداء ملابس معينة وغير ذلك· ويكون من الواضح أن الموقع لا يأتي بهذه المعلومات من فراغ بل من خلال الاتصال اللحظي بالمواقع المتخصصة كمصلحة الأرصاد الجوية في المثال المذكور· ويفتح هذا الاختراع المثير الأبواب على تطبيقات هائلة لو فكّر الخبراء بابتكار الحلول التقنية التي تجعل (العملاء الأذكياء) هم الوسيط الحقيقي بين الكمبيوتر والبشر· وكعادتها دائماً، كانت شركة moc.nozama سبّاقة إلى محاولة قطف ثمار الابتكار الجديد من خلال إطلاق جيوش العملاء الأذكياء في كافة صفحات موقعها التي تعرض مئات الآلاف من السلع والهدايا الصغيرة للبيع على الخط· وربما كان من العجيب أن تطلق (أمازون دوت كوم) على نظامها الجديد اسم (التركي الميكانيكي)· وبسبب ما تنطوي عليه هذه الفكرة من تطبيقات تجارية متنوعة، أصبح (تركي أمازون) نموذجاً هجيناً بالغ الأهمية بالنسبة لكل من الخبراء العاملين في تطوير البرامج الحاسوبية التطبيقية وبائعي التجزئة على الخط· ويمكن لأي إنسان قادر على الدخول إلى الإنترنت أن يسجل اشتراكه المجاني في موقع (mturk.com) باعتباره (المستخدم التركي) ليبدأ بالاستفادة من العملاء الأذكياء الذين سيجيبونه عن كل أسئلته· ويقول التقرير أنه يمكن للشركات أن تلعب في هذه الحالة دور الأشخاص الذين يوجه إليهم المستهلكون طلباتهم وأسئلتهم مقابل رسم يتراوح بين سنت واحد و5 دولارات· وأصبح الموقع مطروقاً بشكل متزايد من قبل المستخدمين في أكثر من 100 بلد في العالم· ومما يجدر ذكره هنا أن فكرة (العميل الذكي) ليست جديدة بل تعود إلى النصف الثاني من عقد التسعينيات، وهي التي تحدث عنها العالم الأميركي الشهير ذو الأصل الياباني (ميشيو كاكو) في كتاب (رؤى) الذي صدر عام ·1998