الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

العلم الافتراضي ·· حقيقي!

21 ديسمبر 2006 22:50
يقول مايكل فرين في كتابه الجديد الناطق بالإنجليزية (اللمسة البشرية) Human Touch: (إن انتشار استخدام تطبيقات تكنولوجيا المعلومات فرض على الناس اللجوء إلى الاختصار والتمثيل بدلاً من الإسهاب في شرح الظواهر الاقتصادية والإطالة في تفسيرها· وحتى تبدو النماذج التصورية لبرامج العمل والإنتاج ومعالجة البيانات واضحة على نحو كافٍ، عمد الخبراء إلى إعادة تطوير تقنية العالم الافتراضي الجديد)· وعندما يعرض آلن كين، المحلل في الـ''فاينانشيال تايمز'' لكتاب فرين، فإنه يفضل أن يصفه بأنه (كتاب جديد لكنه صعب·· عسير القراءة)؛ وهذا يعني أن فرين وجد نفسه مجبراً على طبع الموضوع بطابع فلسفي معمق مستخدماً في ذلك رشّة من التعابير والمصطلحات المعقدة الجديدة المتعلقة بهذا الجانب الغامض من جوانب تكنولوجيا المعلومات· وهو ينقل عن فرين إشارته إلى أن علماء الفلك سبق أن سخّروا (الواقع الافتراضي) من أجل تفهم الظواهر الكونية؛ وعلى نحو مماثل، أصبحت تكنولوجيا المعلومات تفرض علينا الاهتمام بالتشبيه والترميز والاختصار حتى نتمكن من رسم صورة واضحة لظاهرة اقتصادية أو تجارية على شاشة الكمبيوتر يمكنها أن توفر علينا الوقت والجهد· تطور قريب من جهة أخرى، تنشغل العديد من المختبرات العالمية الآن باستنباط الحلول الرقمية التي تهدف إلى تبسيط تقنيات التواصل الرقمي بين المكاتب والشركات· ومن ذلك مثلاً أن خبراء شركات شهيرة مثل (تيليريس) و(هيوليت باكارد) و(سيسكو سيستيمز) يعملون الآن على تطوير تقنيات عقد (مؤتمرات الفيديو) videoconferencing التي يتواصل فيها المشاركون المتباعدون عبر الأقمار الاصطناعية· ويرى فرين أن هذا التطور أصبح ضرورياً مع بروز ظاهرة العولمة الاقتصادية وانتشار فروع ومكاتب الشركة الواحدة في أماكن مختلفة من العالم· وتستخدم هذه الأنظمة الجديدة شاشات واسعة تقدم صوراً وأصوات بالغة الوضوح بالإضافة للكاميرات بالغة التطور حتى يشعر المشاركون في هذه المؤتمرات المتباعدة أنهم يجلسون على طاولة واحدة· ويشير كين في تقريره أيضاً إلى أن تقنيات تحقيق (العالم الافتراضي) أصبحت ضرورة ماسة من أجل توضيح (العالم الواقعي) والكشف عن حقائقه وملابساته· وفي هذا العالم (الوهمي) يتحول كل شيء إلى (لغة الأصفار والواحدات) التي ينطق بها (الدماغ الحقيقي للكمبيوتر)· وكانت النسخة التصورية الأولى من هذا العالم قد ظهرت إلى حيز الوجود عام 1998 تحت عنوان (العالم النشيط) Active World ويعود فضل تطويرها إلى شركة متخصصة بابتداع وبيع الحلول الرقمية أطلقت على نفسها اسماً مناسباً هو (أكتيف وورلد) Activeworld· وسرعان ما أثبتت الفكرة جدواها الاقتصادية ما دفع الكثير من الشركات الأخرى للانصراف إلى العمل في تطوير هذه التقنية مثلما فعلت شركة (مختبرات ليندن)· واليوم أصبحت لتطبيقات تقنية العالم الافتراضي دورها المهم في تفسير الظواهر الاقتصادية ووضع تصورات وتنبؤات علمية للتطورات المقبلة· الحاجة أم الاختراع ويقول إيان ليمباخ في تقرير نشرته ''فاينانشيال تايمز'' أن فلسطيني رام الله من أكثر الشعوب استخداماً لتقنية (مؤتمرات الفيديو)؛ ويعزو ذلك إلى عمليات الاعتداءات المتكررة للجيش الإسرائيلي والغارات الجوية المتواصلة على البيوت بدعوى ملاحقة الإرهابيين· وأجبرت هذه الظروف رجال الإعلام والسياسة على عقد الاجتماعات المتباعدة بهذه الطريقة تجنباً للتعرض للأخطار· ولعل من الشائع أكثر أن نشرات الأخبار والبرامج الحوارية التلفزيونية هي الأكثر اعتماداً على تقنيات المؤتمرات المتباعدة عن طريق الأقمار الاصطناعية· ولقد وعى الخبراء العاملون في عالم التجارة والاقتصاد بالفوائد الكثيرة التي تنطوي عليها تقنية (مؤتمرات الفيديو) خاصة لأنها تخفّض من حاجة المدراء التنفيذيين للشركات والمؤسسات للأسفار المتكررة، وتفتح المجال واسعاً أمام الإكثار من عقد الاجتماعات المفيدة من دون زيادة في تكاليف تنظيمها· وقامت شركة (فروست أند سوليفان) الأميركية بتكليف شركتي فيريزون ومايكروسوفت بدراسة كشفت عن نتائج بالغة الأهمية حول التأثير الإيجابي الكبير للتكنولوجيا التواصلية في عالم التجارة وخاصة منها تلك التي تتعلق بعقد مؤتمرات الفيديو المتباعدة والتراسل النصي الفوري عبر البريد الإلكتروني· وشملت الدراسة عيّنة تضم نحو 1000 مدير تنفيذي لشركات عالمية· ولم يكن من المفاجئ أن يعبّر تسعة من كل عشرة من هؤلاء عن اعتقادهم بأن (التكنولوجيا التواصلية) كانت سبباً رئيسياً في زيادة قدراتهم التنافسية في الأسواق· وذهبوا إلى أبعد من ذلك عندما أقرّوا بأن التواصل عبر مؤتمرات الفيديو أتاح لهم الوقوف الفوري والمستمر على أوضاع الأسواق وتحديد أفضل أساليب تحسين عوائدهم منها· وأتاحت مؤتمرات الفيديو لأصحاب القرار في الشركات العالمية إلقاء نظرة معمقة على الحقائق الماثلة في الأسواق العالمية لحظة بلحظة وبالصوت والصورة· وأثبتت الدراسة أيضاً أن هناك فروقاً كبيرة بين الشعوب من حيث الطرق التي تفضلها في استخدام التكنولوجيا التواصلية؛ ومن ذلك مثلاً ما أظهرته تلك الدراسة من أن معظم الكنديين يفضلون التواصل عن طريق البريد الإلكتروني؛ والأقلية منهم تفضل استخدام الهاتف· وتبدو الأمور مختلفة بالنسبة للمدراء التنفيذيين الأوروبيين الذين يؤثرون ركوب موجة التطور واستخدام أحدث الصرعات والابتكارات التي تطرأ في صناعة الاتصالات؛ وهم لا يعدّون البريد الإلكتروني أكثر من مجرّد طريقة عادية من طرق التواصل·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©