دبي (وام) - يناقش مؤتمر الشرق الأوسط الثامن للالتهابات المرتبطة بالرعاية الصحية الذي سيعقد يومي 14 و15 أكتوبر المقبل بمركز أبوظبي الوطني للمعارض نتائج إجراء تحليل بيانات لتقرير مقاومة المضادات الحيوية في أبوظبي لعام 2011 أعده فريق عمل من الخبراء بقيادة هيئة الصحة في أبوظبي.
وأظهرت النتائج الأولية من تقرير مراقبة مقاومة المضادات الحيوية في أبوظبي لعام 2011 الذي سيتم نشره في غضون الأشهر القليلة المقبلة أن تطوّر مقاومة المضادات الحيوية بين مسببات الأمراض البشرية في إمارة أبوظبي، ما يشكّل عموماً مصدر قلق جدي وأن معدلات عديدة للمقاومة ذات صلة قد شهدت هي الأخرى ارتفاعاً ملحوظاً مقارنة بالمعدلات المحلية التي نُشرت في السنوات المنصرمة.
ويشكّل مؤتمر الالتهابات المرتبطة بالرعاية الصحية جزءاً من مؤتمر أبوظبي الطبي السنوي السادس الذي تنظمه “انفورما لعلوم الحياة” لتطوير المعارف والمهارات والممارسات للوقاية من الالتهابات من أجل تنفيذ أفضل الممارسات وضمان التقدم المستمر نحو الحد من الالتهابات المتعلقة بالرعاية الصحية والتي يمكن الوقاية منها في العالم العربي.
ويُعتبر نظام تقرير مراقبة مقاومة المضادات الحيوية في أبوظبي الذي يتم وضع أسسه حالياً إحدى الركائز الأساسية لاستراتيجية هيئة الصحة في أبوظبي لمكافحة تطوّر وانتشار مقاومة مضادات الميكروبات وهو نظام يسمح بمراقبة مستمرة لبيانات مقاومة مضادات الميكروبات مما يتيح خلق قاعدة الأدلة لوضع بيانات خط الأساس ومراقبة التوجهات وفعالية التدخلات الرامية إلى مكافحة انتشار وتطوّر مقاومة مضادات الميكروبات.
ويهتم قطاع الرعاية الصحية بشكل خاص بالوقاية والسيطرة على الكائنات الحية المقاومة للأدوية المتعددة والتي نذكر منها على سبيل المثال المكورات العنقودية الذهبية المقاومة للميثيسيلين والمكورات المعوية المقاومة للفانكوميسين وبيتا أكتاماز موسعة الطيف التي تنتج سلالات كولي وكليبسيلا والمتفطرة السلية متعددة المقاومة وغيرها من الكائنات ذات المقاومة الوحيدة أو المتعددة.
وسيتم نشر التقرير الأول من البيانات الناتجة عن هذا النظام قريباً جداً حيث سيكون أول تقرير إقليمي وشامل لمراقبة مقاومة مضادات الميكروبات في دولة الإمارات العربية المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي بأكملها.
وقال الدكتور جينس تومسون رئيس قسم الصحة المهنية والبيئية - شعبة السياسات والصحة العامة في هيئة الصحة في أبوظبي والذي سيناقش نتائج تقرير مراقبة مقاومة المضادات الحيوية في أبوظبي لعام 2011 خلال أعمال المؤتمر: لقد فهمنا تماماً عمليات كيف ولماذا تصبح الكائنات الدقيقة مقاومة لمضادات الميكروبات بالرغم من أنها معقدة وتنطوي على عوامل كثيرة.. فقد طوّرت الكائنات الدقيقة على مستوى الخلية والجزيئات وعلى مر الزمن عدة آليات لمكافحة مضادات الميكروبات سواءً عن طريق التحوّل التلقائي أو عن طريق نقل الجينات من الكائنات الحية الدقيقة الأخرى من النوع ذاته أو من غيره.. وعلى مستوى أعلى فإن الاستخدام غير اللائق وغير المنطقي للأدوية يوفر الظروف المواتية لظهور وانتشار مقاومة الكائنات الدقيقة ويمكن أن تظهر الكائنات الحية الدقيقة المقاومة من خلال الانتقاء الطبيعي والانتشار عندما لا يأخذ المرضى دورة كاملة لمضادات الميكروبات المحددة أو عندما لا يتناولون جميع مكونات العلاج التوفيقي للأدوية المتعددة (كمرض السل) أو عند استخدام مضادات ميكروبية رديئة النوع.. وتُعتبر الآثار الاقتصادية والطبية المباشرة لارتفاع مقاومة المضادات الحيوية ملموسة وحقيقية جداً للمرضى المصابين بمقاومة مضادات الميكروبات”.
واضاف الدكتور تومسون أن المرضى المصابين بالكائنات الحية المقاومة للأدوية أكثر عرضة لأن تكون اقامتهم أطول وأكثر تكلفة في المستشفى وربما أكثر عرضة للوفاة نتيجة الإصابة وعندما لا يعمل الدواء المحدد لعلاج الإصابة يجب علاجهم بأدوية الخيار الثاني أو الثالث التي قد تكون أقل فعالية وسامّة وأكثر كلفة مما يعني أن المرضى المصابين بعدوى مقاومة الميكروبات يعانون أكثر ويدفعون أكثر لتلقي العلاج.
وأوضح أن الاستراتيجية الفعلية لهيئة الصحة في أبوظبي لمكافحة مقاومة مضادات الميكروبات هي متعددة الجوانب وتشمل برامج تعليم وتوعية للعاملين في الرعاية الصحية (أغلبهم أطباء وصيادلة) المرضى وعامة الجمهور من خلال ممارسات الوصفات الطبية الصحيحة واستخدام المضادات الحيوية والسياسات القسرية لاستخدام المضادات الحيوية عن طريق الوصفة الطبية وتشجيع الاستخدام الحكيم للمضادات الحيوية من خلال ضبط استهلاكها وإدخال برامج لإدارتها أما الهدف طويل الأجل فيقضي بإنشاء كشف جزيئي ومنشأة للطباعة في مختبر مرجعي مخصص لهذا الشأن.
ويحظى مؤتمر أبوظبي الطبي بدعم من كل من وزارة الصحة وهيئتي الصحة في أبوظبي ودبي.
عدد اليوم
