مرجة.. خزان الأفيون ومركز المتشددين

مدينة مرجة وضواحيها في جنوب أفغانستان التي يهاجمها 15 ألف جندي أفغاني وأجنبي، خزان للخشخاش في قلب وادي هلمند الخصب وأحد أكبر معاقل “طالبان”. وتشهد مرجة، التي صممت ونفذت جزئياً بالمساعدة الأميركية خلال الخمسينيات، لتكون نموذجاً في الري الزراعي، أكبر هجوم عسكري تشنه قوات أفغانية ودولية في عملية “مشترك” (معا) منذ أن أعلنت إدارة الرئيس باراك أوباما استراتيجيتها الجديدة في أفغانستان ووعدت بتعزيزات قوامها 30 ألف جندي خلال 2010. ومنذ 2001 لا تبسط الحكومة سلطتها على مرجة وضواحيها التي تضم نحو 125 ألف نسمة في قلب ولاية هلمند. وتتألف المنطقة التي تبعد 20 كلم جنوب عاصمة الولاية لشكركاه من شبكة من القرى البائسة التي تحيط بها أراض خصبة تصلح لزراعة القمح والخضراوات والفاكهة والمشهورة بتربية الماشية. وتحولت ولاية هلمند التي كان يفترض أن تكون مستودع حبوب أفغانستان مع قندهار المجاورة، إلى اكبر منطقة تنتج الأفيون في العالم بحقول الخشخاش الشاسعة. وتنتج أفغانستان وحدها 92% من الأفيون العالمي الذي يستخدم في انتاج الهيروين. وتدر هذه الزراعة على طالبان جزءاً كبيراً من مواردها حسب واشنطن والأمم المتحدة. وباتت القنوات التي بنيت بالمساعدة الأميركية تساهم في ري حقول الخشخاش الذي ينتصب عالياً وأخضر في فبراير قبل أن يزهر باللون الأحمر ويعطي العصارة التي يصنع منها الأفيون. ويكثر في المنطقة التي تسكنها قبائل البشتون المحافظة جداً، المزارعون الذين يعاني معظمهم من البؤس والبطالة ولم يستفيدوا من أي مبادرة تنموية منذ 2001. وتطبق في المنطقة الشريعة بتشدد. ويعمل في المنطقة عناصر طالبان بالاشتراك مع مهربي المخدرات لإرغام السكان على زراعة الخشخاش حسب القوات الدولية والمنظمات غير الحكومية. وقد عززت طالبان مواقعها هناك بعد أن طردتها هجمات المارينز قبل سنتين من مقاطعات هلمند الأخرى. وتحولت مرجة إلى اكبر معاقل طالبان في تلك الولاية.