الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

المشاركون يرصدون التحولات في الرواية الخليجية

المشاركون يرصدون التحولات في الرواية الخليجية
11 سبتمبر 2012
تواصلت مساء أمس الأول وصباح أمس بقصر الثقافة بالشارقة جلسات ملتقى السرد التاسع الذي تنظمه دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة، بهدف البحث في أنساق وجماليات وتقنيات السرد في الرواية الخليجية وما يجابهها من تحديات وتحولات يفرضها الواقع الاجتماعي المتبدل، والملاحق بدوره لتبعات التطور والحداثة بأشكالها ومستوياتها المتعددة. ففي أولى الجلسات التي أقيمت مساء أمس الأول بإدارة الناقد المصري زكريا أحمد، قدم الباحث الكويتي فهد توفيق الهندال نماذج من الرواية النسوية الخليجية مشيرا في بداية أطروحته إلى أن السرد عندما يكون أنثوياً فليس علينا سوى الصمت أمام شموع الكتابة لدى المرأة، وبرر الهندال لجوء أغلب الكاتبات الخليجيات للأسماء المستعارة إلى صرامة النظام الاجتماعي الأبوي الذي عشن تحت وطأته، لهذا كما قال “كانت الثورة والرفض القاطع لهذه الأقنعة في الأزمنة الراهنة، بهدف الكشف عن الذات الأنثوية بهوية ثقافية نسائية، ولإيصال رسالة لكل القراء دون قيود، خاصة جمهور القارئات”. وقدم الناقد السوري عزت عمر في نفس الجلسة بحثا حول الرواية الخليجية وجدل الماضي والراهن، مشيرا إلى أن القصة والرواية في الخليج لا تشذ في تناولها للزمان عن السرديات الأخرى في العالم، ونوه إلى أن هذه السرديات ترصد في الغالب علاقة الشخصية بالزمن وأثره على المحيط إيجابا وسلبا وفق وجهة بنائية تعمل في العموم على المقايسة بين زمنين، وما تستدعيه هذه المقايسة من أسلوبية التداعي من لحظة راهنة إلى ماض قريب أو بعيد. وفي الجلسة التي أقيمت صباح أمس بإدارة القاص والإعلامي نواف يونس تحدث كل من الدكتور صالح هويدي من العراق والدكتور هيثم الحاج من مصر، وتناول هويدي في بحثه النقدي تحولات المدينة بين الوقوف على الأطلال وفوبيا العولمة، وقدم مقاربة لنماذج من الرواية الإماراتية التي عالجت متغيرات المدينة الإماراتية وتحولها من طابع تقليدي وبسيط إلى المدينة الحداثية، وأشار إلى أن هدف هذه المقاربة هو الكشف عن تجليات التحول، وكيفية معالجة كل رواية للثيمة المطروحة، والأساليب والتقنيات الفنية التي اعتمدتها لتحقيق رؤيتها الفنية من جهة، وخصوصية كل منها في موقفها من المدينة من جهة أخرى. وفي الجلسة الصباحية الثانية تحدث الناقد سعيد بن كراد من المغرب عن تأثير السيرة الذاتية في الهوية السردية، مشيرا إلى أن السيرة الذاتية في مجمل التصورات النظرية تعتبر “محكيا مستعادا” يحاول من خلاله شخص معلوم إعادة بناء ما تناثر من وقائع وتقديمها في صيغة قصة تروي تفاصيل حياة تتميز بالتماسك والانسجام. ونوه بن كراد إلى أن “الأنا” الدالة على الذاتية والفرد المعزول، هي الأداة المفضلة من أجل الإمساك بما يمكن أن تختزنه الذاكرة في غفلة من الزمن وسلطان النسيان. مؤكدا في الوقت ذاته أن هذه “الأنا” تملك القدرة على استثارة أهواء الذات وإسقاطها على الخارج فيما يشبه الامتلاك الذي من دونه سيظل الوعي أجوف، دون أن يعني ذلك ـ كما قال بن كراد ـ إهمال ما يمكن أن تأتي به ضمائر أخرى من قبيل “الأنت” و”الهو”، فهاتان وسيلتان ـ كما أشارـ هامتان في بناء بيوغرافيا خاصة، أو رسم سيرة غيرية تلتقط حياة شخص من مخلفات التاريخ الخاص أو العام، لا من الحميمية المباشرة للذات الممثلة.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©