الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كوريا الشمالية... المساعدات والمفاوضات النووية

23 سبتمبر 2011 23:04
اكتسبـت الجهـود الدبلوماسيـة حـول موضوع البرنامج النووي لكوريا الشمالية زخماً متزايداً خلال الأسبوع الماضي وذلك في أعقاب نقاش يدور حالياً داخل الدوائر الغربية والجارة الجنوبية بشأن استئناف المساعدات الغذائية لسكان كوريا الشمالية الذين يُعتقد أنهم يتضورون جوعاً ويعانون من نقص حاد في الغذاء. وفي سياق الجهود الدبلوماسية وصل، "روبرت كينج"، المبعوث الأميركي الخاص إلى كوريا الشمالية إلى العاصمة سيؤول يوم الإثنين الماضي، لبدء مباحثات يرى المحللون أنها تهدف إلى إقناع المسؤولين في كوريا الجنوبية باستئناف المساعدات الغذائية إلى الشمال بعد فترة من التوقف، لكنه في الوقت نفسه يربط بين تقديم المساعدات وسجل حقوق الإنسان في كوريا الشمالية، والذي تقوله الولايات المتحدة إنها "تظل منزعجة بشأنه كثيراً". ويعتقد المحللون أن المبادرة الأميركية الجديدة الرامية إلى تحريك المياه الراكدة في العلاقات بين الكوريتين وحض الجنوبيين على إرسال المعونات الغذائية إلى الشمال تأتي بالتزامن مع المباحثات بين الجانبين المتوقع انعقادها في بكين لدراسة قضية البرنامج النووي لبيونج يانج، بحيث سيلتقي "وي سانج لاك" من كوريا الجنوبية مع نظيره الشمالي "راي يونج هو" يوم الأربعاء المقبل في محاولة لاستئناف المباحثات السداسية حول البرنامج النووي المثير للجدل في كوريا الشمالية، وذلك قبل ثلاث سنوات على آخر مرة عُقدت فيها تلك المباحثات في بكين. وعن هذا الموضوع، يقول "تشوي جين وو"، الباحث المتخصص في شؤون كوريا الشمالية بالمعهد الوطني للوحدة بسيؤول "إن المبعوث الأميركي يريد توفير المساعدات لكوريا الشمالية"، مضيفاً أن الولايات المتحدة تنتظر من كوريا الجنوبية الموافقة على إعادة إرسال شحنات المساعدات الغذائية والمخصبات إلى الشمال بعدما أوقفها الرئيس "لي ميونج باك" في مستهل ولايته الرئاسية قبل خمس سنوات. ومع أن المباحثات السداسية التي تستضيفها الصين وتشارك فيها كل من الولايات المتحدة واليابان وروسيا والكوريتين تركز على البرنامج النووي لكوريا الشمالية، إلا أنه من غير المرجح أن تتخلص بيونج يانج من ترسانتها، فقد أجرى الشماليون تجربتين نوويتين تحت الأرض الأولى في أكتوبر 2006 والثانية في مايو 2009، بل يُعتقد أنها صنعت مواد قادرة على إنتاج العشرات من الرؤوس النووية، وهي تقوم حالياً ببناء مفاعل نووي جديد يعمل باليورانيوم عالي التخصيب. وفي ظل هذا التقدم المتسارع للبرنامج النووي لكوريا الشمالية يرى المحللون أن المفاوضات ما هي إلى وسيلة توظفها بيونج يانج للحصول على الغذاء والبرهنة على أنها بلد مزدهر وقوي، ويوضح "تشوي" هذا الأمر قائلاً:"إن الانشغال الأساسي لكوريا الشمالية هو الحفاظ على استقرار النظام من خلال تأمين انتقال سلس للسلطة إلى كيم يونج إيل، كما أنها تحتاج إلى كميات كبيرة من المواد الغذائية لتنظيم المهرجانات الاحتفالية في السنة المقبلة". فبحلول شهر فبراير المقبل ستحيي كوريا الشمالية عيد ميلاد القائد "كيم يونج إيل"، وفي أبريل ستحتفل بالذكرى المائة لميلاد والده "كيم إيل سونج" الذي حكم البلاد طيلة خمسين سنة قبل أن يغيبه الموت عام 1994، وفي الوقت نفسه يحيي "كيم يونج أون" النجل الثالث للرئيس الحالي والخليفة المحتمل لتولي السلطة عيد ميلاده الثلاثين. وبالنسبة للأميركيين تبقى الأولوية ربط المساعدات بمسألة حقوق الإنسان في مجتمع يقبع فيه 200 من أبنائه وراء قضبان معتقلات تشبه إلى حد بعيد "نظام الجولاك" الرهيب، لكن الكوريين الجنوبيين الذين يعول عليهم الأميركيون لاستئناف المعونات الغذائية مستاؤون جداً من تعرض بضعة آلاف من مواطنيهم للاختطاف من قبل الجارة الشمالية خلال السنوات التي أعقبت انتهاء الحرب الكورية، فأغلب هؤلاء المختطفين كانوا صيادين جنحت قواربهم إلى المياه الشمالية، فيما فر أكثر من 21 ألف مواطن شمالي إلى الجنوب منذ انتهاء الحرب بين البلدين مع استمرار توافد أعداد منهم على الجنوب. والأكثر من ذلك عبر بعض المسؤولين في الجنوب عن شكوكهم بشأن الحاجة الفعلية لدى الشمال للمعونات الغذائية وما إذا كان الوضع الإنساني بالسوء الذي تتحدث عنه وسائل الإعلام، ومع أن كوريا الشمالية أنتجت هذا العام أربعة ملايين طن من الغذاء، وهي نفس الكمية المسجلة خلال العام الماضي، إلا أن نظام التوزيع يضمن وصول الغذاء فقط للحزب والمسؤولين الحكوميين والقوات المسلحة وعمال البناء فيما يظل الملايين من المواطنين يعانون من الجوع، لكن هناك تقارير أخرى ترسم صورة قاتمة عن الوضع في كوريا الشمالية، فقد نقلت منظمة "كاب أنمور" الألمانية بأن هناك "أطفالاً وكباراً في السن يعانون الهزال الشديد شوهدوا وهم يأكلون الأعشاب والجذور على قارعة الطريق"، فيما أفادت صحيفة "كوريا هيرالد" الجنوبية تسجيل حالات لأكل لحوم البشر. ويقر المسؤولون الأميركيون والكوريون الجنوبيون أنهم غير متأكدين من الوجهة التي كانت تصل إليها المساعدات الغذائية خلال عقد المصالحة بين الكوريتين المعروف باسم "سياسة الشمس المشرقة" عندما كانت تصل شحنات من المواد الغذائية إلى كوريا الشمالية تقدر بمئات الآلاف من الأطنان دون أن يُعرف المستفيد منها وطريقة توزيعها. دونالد كيرك سيئول ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان سيانس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©