انطلاق الحملات الانتخابية في السودان

انطلقت أمس السبت حملة الانتخابات السودانية التي يتوقع أن تكون الأكبر من نوعها في تاريخ الدولة بمشاركة أربعة عشر ألف مرشح (حزبي ومستقل) يمثلون66 حزباً سياسياً يتنافسون علي نحو ألفي منصب تنفيذي وتشريعي بينهم 12 يدخلون سباق الرئاسة. فيما شهدت لجان مفوضية الانتخابات انسحابات بالجملة من كافة المستويات باستثناء قائمة المرشحين للرئاسة. ويتوقع أن تشهد الولايات السودانية خلال 56 يوماً وهي المدة المحددة للحملة في أول انتخابات متعددة الأحزاب منذ 24 عاماً منافسات حامية الوطيس بين المرشحين مفعمة بالمفاجآت ولا تنقصها الحرية باعتراف عدد من القيادات الحزبية علي رأسهم زعيم حزب الأمة القومي الصادق المهدي المرشح للرئاسة وعبد الله دينق نيال مرشح المؤتمر الشعبي للرئاسة وإن جاءت تلك الحرية أقل من القدر المنشود حسب قولهم. وشهدت اللجان الولائية للمفوضية القومية للانتخابات انسحابات بالجملة من كافة المستويات من قبل مرشحين مستقلين باستثناء قائمة المرشحين للرئاسة والتي لم تسجل أي حالة انسحاب وبقيت على اثني عشر مرشحاً .و جاءت نسب الانسحاب متفاوتة في الولايات السودانية فيما سجلت العاصمة الخرطوم أعلى نسبة عقب انسحاب 23 مرشحاً للبرلمان و34 من المجلس التشريعي و58 من منصب والي ولاية الخرطوم. وسجلت الحركة الشعبية لتحرير السودان بزعامة سلفاكير ميارديت أولى خطوات الانسحاب من معركة الانتخابات في جنوب كردفان حيث أعلنت رسمياً سحب مرشحيها من كافة المستويات الانتخابية بالولاية بسبب قلق بشأن تزوير الانتخابات تقول إنه تم التمهيد لها بمخالفات واسعة خلال عملية تسجيل الناخبين في نوفمبر وقبلها عملية الإحصاء السكاني الذي استخدم في رسم حدود الدائرة الانتخابية وأغفل مناطق واسعة يشغلها مؤيدوها. ورغم ظهور بعض حالات الاغتيال في أوساط السياسيين ومرشحين كان آخرهم مرشح المؤتمر الوطني لدائرة حلفا الجديدة محمد صالحين تلاه طالب ينتمي لحركة عبد الواحد محمد نور في دارفور مترافقة مع بدء التحضير للحملة الانتخابية إلا أن محللين سياسيين يؤكدون صحة المناخ العام للانتخابات واستتباب الأمن في أنحاء واسعة بالبلاد مما يرجح إجراء انتخابات منضبطة أمنياً ومراقبة محلياً ودولياً. وأشاد الدكتور عوض سر الختم الأكاديمي والمحلل السياسي بالتحضيرات القبلية المكثفة التي تجريها المفوضية لضمان أجواء سلمية للانتخابات تعزز الثقة في مستوي نزاهتها. ودعا رئيس المفوضية القومية للانتخابات ابيل الير المرشحين بعدم استخدام العنف أو اللجوء إلي إثارة الكراهية والنعرة القبلية معرباً عن أمله في تنظيم حملات انتخابية ثرية تقدم برامج المرشحين في أجواء يسودها الاحترام المتبادل بين كافة المرشحين داعياً للاهتمام بتثقيف المواطن ليقبل علي عمليات الاقتراع في أبريل المقبل، مشيراً إلي ضوابط الحملة والتي شملت توزيع الفرص للمرشحين في وسائل الإعلام الرسمية بعدالة. واختار الرئيس عمر البشير المرشح لمنصبه تدشين حملته الانتخابية من ستاد الخرطوم فيما فضلت الحركة الشعبية الانطلاق من ستاد الدمازين حاضرة ولاية النيل الأزرق. وتوجه مرشح الحزب الاتحادي الديمقراطي (الأصل) للرئاسة حاتم السر لأحد الأحياء الشعبية العريقة في أم درمان. إعلان توحيد حزب الأمة الخرطوم (ا ف ب) - أعلن حزب الأمة السوداني المعارض، الفائز في الانتخابات التشريعية الأخيرة في 1986 والذي انقسم منذ 2002 ، إعادة اتحاده امس في اليوم الأول من الحملة للانتخابات المقررة في أبريل. وصرح مبارك الفاضل زعيم الفصيل المنشق عن الحزب «توصلنا الى اتفاق مع الصادق المهدي لتوحيد الحزب. سنوحد برنامجنا السياسي ومرشحينا للانتخابات». وأكد هذا النبأ المتحدث باسم الصادق المهدي . وقال الفاضل «لم نبحث بعد مسألة اختيار المرشح للانتخابات الرئاسية» في حين يقترح مراقبون أن تعطى الأولية لأكبر المرشحين سناً أي الصادق المهدي. واختلف الفاضل المهدي الذي كان وزير الداخلية قبل انقلاب 1989 اختلافا كبيرا مع الصادق المهدي سنة 2002 حول قيادة حزب الأمة، فانفصل عنه وأسس حزبه. ويعتبر من أبرز وجوه المعارضة. وحزب الأمة منقسم الى اكثر من فصيلين لكن الفصائل الأخرى لا تتمتع بنفوذ فعلي بحسب المحللين. قائمة المرشحين للرئاسة الخرطوم (ا ف ب) - فيما يلي لائحة المرشحين للانتخابات الرئاسية التي ستجرى في السودان في أبريل، بدءاً بالرئيس عمر البشير إلى الحزب الشيوعي مروراً بمتمردي جنوب السودان سابقاً: 1 - عمر حسن أحمد البشير (66 سنة) من المؤتمر الوطني: تولى عمر البشير وهو عسكري، السلطة في يونيو 1989 في انقلاب دعمه الإسلاميون. شهد عهده الحرب الأهلية بين الشمال والجنوب ثم اتفاق السلام الذي أنهى عقدين من النزاع في 2005 . كما شهد اندلاع حرب أهلية جديدة في دارفور (غرب) نهاية 2003 وهو أول رئيس في التاريخ تصدر بحقه مذكرة توقيف دولية من المحكمة الجنائية الدولية. 2 - ياسر سعيد عرمان سعيد (49 سنة) من الحركة الشعبية لتحرير السودان: ناضل ياسر عرمان المسلم العلماني المتحدر من شمال السودان، في التيار الشيوعي بداية الثمانينيات قبل الانخراط في حركة التمرد الجنوبية. وقد أصبح هذا الخطيب من أبرز وجوه الحركة الشعبية لتحرير السودان في الجمعية الوطنية بعد الحرب الأهلية بين الشمال والجنوب. 3 - الصادق الصديق عبد الرحمن المهدي (74 سنة) حزب الأمة : تخرج الصادق المهدي من اوكسفورد وتولى منصب رئيس الوزراء مرتين آخرها من 1986 إلى 1989 قبل أن يطيح به عمر البشير. يتحدر مباشرة من عائلة “المهدي”، أبزر شخصيات الحركة القومية السودانية الذي انتصر على الجنرال البريطاني غوردن سنة 1885. وقد فاز حزب الأمة في الانتخابات التشريعية سنة 1986 4- مبارك عبد الله الفاضل المهدي (59 سنة) من حزب الأمة (الإصلاح والتجديد): اختلف الفاضل المهدي الذي كان وزير الداخلية قبل انقلاب 1989، اختلافاً كبيراً مع الصادق المهدي سنة 2002 حول قيادة حزب الأمة فانفصل عنه وأسس حزبه. ويعتبر من أبرز وجوه المعارضة. 5 - حاتم السر علي (50 سنة) من الاتحادي الديمقراطي (الأصل): خرج حاتم السر الذي كان الناطق باسم الحزب، إلى المنفى إثر انقلاب البشير سنة 1989 قبل أن يعود إلى البلاد سنة 2006 . والاتحادي الديموقراطي (الأصل) هو الجناح السياسي لطريقة “الختمية” الصوفية المشهورة جدا في شرق السودان. وحل الاتحادي الديمقراطي (الأصل) في المرتبة الثانية في الانتخابات التشريعية سنة 1986. 6 - عبد الله دينق نيال ايوم (56 سنة) من المؤتمر الشعبي: كان نيال المسلم المتحدر من جنوب السودان حيث أغلبية السكان من المسيحيين والاحيائيين، مدرساً في اللغة العربية قبل أن يتولى عدة حقائب في حكومة عمر البشير. وقد انسحب من الحكومة سنة 1999 لتشكيل حزب المؤتمر الشعبي مع الإسلامي حسن الترابي. 7 - محمد إبراهيم نقد (79 سنة) من الحزب الشيوعي: نذر محمد إبراهيم نقد بعد تخرجه في الاقتصاد من بلغاريا، كل حياته للحزب الشيوعي من أجل قيام دولة علمانية ذات نظام اجتماعي كبير. وغالباً ما يتعرض الشيوعيون إلى هجمات الإسلاميين المتطرفين الكلامية. 8 - عبد العزيز خالد عثمان إبراهيم (65 سنة) من التحالف الوطني السوداني: كان عبد العزيز خالد ضابطاً كبيراً في الجيش السوداني وشارك في انتفاضة كبيرة شرق السودان منتصف التسعينيات. 9 - فاطمة أحمد عبد المحمود محمد (66 سنة) الاتحاد الاشتراكي السوداني الديموقراطي (يسار): اول امرأة تترشح إلى الرئاسة في تاريخ السودان وقد كانت أيضاً أول امرأة وزيرة (الصحة سنة 1974) في عهد نظام جعفر النميري العسكري الاشتراكي. 10 - منير شيخ الدين منير جلاب (49 سنة) من القومي الديمقراطي الجديد: كان جندياً وعمل لسنوات عدة في الأردن. 11 - كامل الطيب إدريس عبد الحفيظ، مستقل: كان الدبلوماسي إدريس مدير المنظمة العالمية للملكية الفكرية. 12 - محمود أحمد جحا محمد: مستقل.