أطلقت مايكروسوفت مؤخراً نسخة تجريبية من نظام التشغيل “ويندوز 8” الذي يهدف إلى تيسير استخدام حوسبة شاشات اللمس لمستخدمي أجهزة الكمبيوتر الشخصية البالغ عددهم أكثر من مليار مستخدم في العالم، وذلك ضمن مساعي الشركة لمواكبة الطفرة التكنولوجية التي استحدثها جهاز آبل اللوحي المسمى آي باد.
وعرض عملاق صناعة الكمبيوتر النسخة التجريبية الجديدة خلال مؤتمر مايكروسوفت لمطوري البرامج في ولاية كاليفورنيا الأميركية. ويعد إقناع المطورين بإصدار تطبيقات تعمل على نظم تشغيل مايكروسوفت من العناصر الأساسية لنجاح الشركة، غير أن ذلك يلقى صعوبة نظراً لتحول الاهتمام إلى جيل جديد من أجهزة الكمبيوتر اللوحية والهواتف الذكية.
وقال مايكل تشيري المحلل في مؤسسة دايركشن أون مايكروسوفت البحثية: “دون المطورين لن يكون لدى مايكروسوفت منصة بالمساحة اللازمة”.
من خلال نظام تشغيل “ويندوز 8” تزعم مايكروسوفت أن آي باد لا يعتبر الشكل النهائي لحوسبة أجهزة الكمبيوتر اللوحية، وعمدت مايكروسوفت إلى إصدار نظام التشغيل هذا، الذي يجمع عناصر من كل من الأجهزة اللوحية تابليت وأجهزة الكمبيوتر الشخصية بدلاً من قائمة الرموز (icons) والتطبيقات الشائعة التي تستخدمها آبل.
ورغم إطلاق نسخة من ويندوز 8 التجريبية، فإن الأجهزة التي تستخدم هذا النظام لا ينتظر أن تتوافر بالسوق إلا بعد عام واحد على الأقل، حسب جدول زمني ستحدده مايكروسوفت.
ويتميز ويندوز 8 بأنه يستخدم في نوعين من الأجهزة: أجهزة الكمبيوتر المكتبية التقليدية وفي الهواتف الذكية عن طريق لمس الشاشة باستخدام نفس المربعات الكبيرة المستخدمة في برامج سوفتوير المألوفة، ويعمل على رقائق انتل المستخدمة في أجهزة الكمبيوتر الشخصية ورقائق الطاقة المنخفضة المستخدمة في الهواتف الذكية المرتكزة على تصاميم شركة آرم هولدينجز المتمركزة في المملكة المتحدة.
وتم تصميم ويندوز 8 بحيث يضيق الفجوة بين التطبيقات الموجودة في أجهزة الكمبيوتر اللوحية والهواتف الذكية، وبين تطبيقات أجهزة الكمبيوتر المكتبية ذات الخصائص الكاملة.
وقال ريك شيرلوند محلل برامج السوفتوير في نوميورا سكيوريتيز في نيويورك: “سيذوب الفرق بين أجهزة كمبيوتر النوتبوك وأجهزة كمبيوتر التابليت”.
وقال شيرلوند إن لدى مايكروسوفت وحلفائها أصحاب الأجهزة فرصة جيدة لكسب عملاء الشركات، من خلال جيل جديد من أجهزة نوتبوك خفيفة الوزن، العديد منها مزود بشاشات منفصلة أو يستخدم طرقاً أخرى لإدماج تقنية شاشات اللمس مع تقنية الكمبيوترات الشخصية التقليدية.
وأضاف شيرلوند أنه من المنتظر أن تعمل تحديثات النوتبوك التي سيجريها عملاء الشركات في استخدام ويندوز 8، على تعزيز سعر سهم مايكروسوفت بعد تراجعه طوال السنوات العشر الماضية.
كما يعكس ويندوز 8 تمسك مايكروسوفت المتزايد بمعايير الشبكة العنكبوتية المفتوحة، مثل تكنولوجيا HTML5 الجديدة التي تتيح لمطورين كتابة تطبيقات ذات مزايا تفاعلية كثيرة دون استخدام برامج تتحكم فيها شركات معينة. وكانت مايكروسوفت فيما مضى تتبع نهجاً أكثر انغلاقاً من حيث ملكية البرامج.
وأشارت مايكروسوفت إلى نهجها الجديد في شهر مارس الماضي حين أطلقت “انترنت اكسبلورر 9” أداة تصفح الشبكة العنكبوتية التي صممت بحيث تتوافق مع HTML5. وتشمل أداة التصفح خصائص برامج سوفتوير بمقدورها الاستفادة من نظام تشغيل ويندوز الأساسي في أداء أسرع.
وقال تنفيذيو مايكروسوفت إن الهدف هو تقليل المهارات التي يحتاجها المطورون لكتابة تطبيقات لبرنامج ويندوز 8 الذي يعمل على كل من أجهزة تابليت وأجهزة الكمبيوتر الشخصية.
وانبهر مطورو الشبكة العنكبوتية بنهج مايكروسوفت الجديد. وقالت ايملي بي لويس مصممة تطبيقات الشبكة العنكبوتية البالغة من العمر 37 عاماً، والتي تعمل في البوكيرك بولاية نيو مكسيكو: “تفتح مايكروسوفت آفاقاً جديدة لمطوري الشبكة، إنه لشيء جديد يختلف عن ويندوز المعهودة ويختلف عن آبل”.
وأفاد محللون بأن مايكروسوفت أصدرت أدوات تؤكد على ألا يفاجأ الملايين من مطوري برامج الأعمال الموالين لها بأن عليهم أن يتخلوا عمّا اكتسبوه من مهارات بعد إطلاق ويندوز 8. وقالوا إن مايكروسوفت تعول على أن يكون مطوروها التقليديون بمثابة سند لها في المستقبل وليس عائقاً، وهذا على عكس نهج آبل الذي يلزم المطورين عادة بإعادة كتابة تطبيقاتهم لمنتجاتها الجديدة مثل آي باد بحجة أنها تفضل الابتكار على الاستقرار.
نقلاً عن: «فاينانشيال تايمز»
ترجمة: عماد الدين زكي
عدد اليوم
