الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مزارع «شيص» وجبالها لوحة فنية تنادي عشاق الطبيعة

مزارع «شيص» وجبالها لوحة فنية تنادي عشاق الطبيعة
23 سبتمبر 2011 23:32
السيد حسن (شيص) - تقع “شيص” التابعة لمدينة خورفكان بالشارقة وسط سلسلة جبلية تتمتع بطبيعة ساحرة، وكي تصل إليها عليك أن تسلك أحد طريقين يبدأ الأول من منطقة مربح بالفجيرة مروراً بمنطقة النحوة في الشارقة، وهو طريق يناسب عشاق الرحلات الصحراوية وركوب الطرق غير السهلة. أما الطريق الثاني أسهل نسبياً، ويبدأ من خلف منطقة دفتا برأس الخيمة بجوار منطقة مسافي الفجيرة مروراً بنفق شيص/ دفتا عبر شوارع تمت تهيئتها بشكل مناسب تمهيداً لتعبيدها ضمن مشروع النفق، ويمتد هذا الطريق قرابة 10 كيلومترات تقريباً. وبسؤال المواطن علي النقبي من أهالي شيص والمسؤول عن المنطقة فأشار إلى أنها تتميز بالمزارع الغناء وتكسوها الخضرة، كما أن الجبال المحيطة جعلت من المكان لوحة فنية تستحق أن يشاهدها الزوار خاصة في الأيام المقبلة التي يتحسن فيها الطقس في الإمارات ويزداد الإقبال على البر، والتخييم في المناطق الصحراوية، والتمتع بركوب الطرق الصحراوية، مشدداً على أهمية الحيطة والحذر، وأن يكون لدى الراغبين في زيارة المكان المواد التي يحتاجونها، حتى لا تكون رحلتهم صعبة وتتحول إلى محنة. وقال النقبي إن اللافت للنظر، وجود قمم جبلية يتعانق لونها الأصفر مع نظيره الأخضر في المزارع المنتشرة في المنطقة لتتشكل لوحة فنية من عناصر طبيعية بعيداً عن ضوضاء المدينة، مما يكسب الزائر راحة نفسية، يصعب أن يجدها في مكان آخر، وما يميز المكان أيضاً اخضرار الوادي على جنبات الطريق، مما يشعر الزائر أنه جزء من لوحة فنية عملاقة. ورداً على سؤال عن عدد المزارع على طريق المنطقة أوضح النقبي الذي رافقنا خلال زيارة المنطقة أنها تتجاوز الـ 100 مزرعة من النحوة حتى شيص وجميعها تزرع المانجو التي اكتسبت شهرة كبيرة في المنطقة، مبيناً أن المنطقة تشتهر أيضاً بزراعة المحاصيل الأخرى، مبدياً قلقه من قلة إنتاجها مقارنة بالفترة السابقة، التي كان فيها المزارع لا يشغله شيء عن زراعته، ولا يهتم كما الواضح حالياً بأحدث أنواع أجهزة الهاتف المحمول والكمبيوتر ويسهر الليل بطوله أمام القنوات الفضائية، وبالتالي أثر ذلك على مستوى اهتمامه ومتابعته. اللافت أيضاً، أن بعض سكان المنطقة لديهم مسميات لكل جبل فيها، حيث أشار علي النقبي بإصبعه، وقد بدت عليه فراسة العربي وحنكته في معرفة الدروب والمسالك، قائلاً: هذا هو جبل الخبة، وذاك البعيد المطل بقمته المرتفعة جبل الحقم، ويجاوره جبل غلان، وغليل القارة، وغليل سكوك، وغليل الخبيث وغليل المحرقة وغليل اللمبوة. وعن الأودية قال نحن الآن في وادي الشعبة، وذاك وادي الشعبة والسلو، ثم وادي الخيمة، أما آخر الوديان فهو وادي الغزير الذي يمر منه نفق شيص/ دفتا. وعن كيفية تأمين الماء وسط تلك المنطقة العامرة بالجبال والوديان قال: بالنظر إلى المزارع أسفل الجبل، نراها زاهية، مما يؤكد أن الماء موجود هناك بكثرة، وهو بالفعل لا ينقطع طوال العام، لأن الجبال المحيطة تختزن الماء الذي يتساقط في موسم المطر، ثم يجري بعد ذلك في قنوات مائية شقت وسط الجبال بفعل عوامل التعرية، أو تمر عبر فجوات ونتوءات لتصل إلى المزارع بل وبيوتنا دون أدنى جهد أو مشقة، وهنا حمد الله على هذه الميزة التي لا توجد في الكثير من المناطق الأخرى. وبسؤاله عن سبب قلة السكان في شيص فقال: هجر الأبناء المنطقة بسبب وعورة المنطقة والطرق الموصلة إليها في وقت ظهرت بدائل أخرى للعيش بطريقة أسهل وأكثر رفاهية، حيث التحقوا بالوظائف الحكومية وغيرها، مما دفع الكثير من الشباب إلى الهجرة من شيص إلى الشارقة وخورفكان والفجيرة والمناطق الأخرى.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©