عمان-د ب أ: أعلن أكاديميون ومحللون أردنيون أن اللجوء إلى صناديق الاقتراع على نحو ما أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس ''لن يحل'' النزاع الحالي بين حكومة ''حماس'' وحركة ''فتح'' التي يتزعمها عباس·
ويرى هؤلاء أن ''المعايير المزدوجة'' التي تتبناها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بالنسبة لمسألة الديمقراطية في المنطقة هي المسؤولة عن المأزق الحالي في الأراضى الفلسطينية·
فقد صرح فيصل الرفوع رئيس إدارة العلوم السياسية بجامعة الأردن بقوله: ''أعتقد أن تحرك عباس لإجراء انتخابات مبكرة ليس له سند من الدستور لكنه ربما كان محقاً في محاولته للخروج من المأزق الحالي''·وأضاف: ''بيد أنني أعتقد أن الدعوة إلى انتخابات مبكرة لن يحل الأزمة الفلسطينية لأن ثمة أسباب حقيقية لتوقع خروج حماس من هذه الانتخابات بعدد من المقاعد يفوق ما حصلت عليه في انتخابات يناير''·بيد أن ثمة محللين عرب يلمحون إلى أن هذه الخطوة استندت إلى افتراض زائف بأن الرأي العام الفلسطيني قد حول موقفه تحت وطأة الحصار العسكري والمالي·وفرض هذا الحصار على الأراضى الفلسطينية من قبل إسرائيل والولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي على مدى الاشهر التسع الماضية·
وقال الرفوع: ''إننا لا نعتقد أن تجويع الشعب الفلسطيني سيدفعه لتغيير قناعاته أمام صناديق الانتخابات إنها مجرد أمنيات''· وأضاف: ''إن الشعب الفلسطيني اعتاد هذا النوع من الحياة وأعتقد انه سينتخب حماس مجددا إذا ما أجريت انتخابات مبكرة''· وقال الرفوع أن أفضل حل هو ''الحوار وتشكيل حكومة وحدة وطنية''·
مضيفا أن ''على حماس أن تدرك أيضا أن عليها أن تغير من أسلوب تحركها بما يمكنها من التعامل مع الحقائق على الارض''·
وحث الرفوع الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي على رفع الحصار الاقتصادي عن الاراضي الفلسطينية في إطار حل للازمة الفلسطينية· وأضاف الرفوع ''إن الدول الغربية بتبنيها لمعايير مزدوجة في التعامل مع ديمقراطية الشرق الاوسط قد وضعت بالفعل العربة أمام الحصان، إنهم يريدون ديمقراطية على مقاس مصالحهم''·
ويعتقد جواد الحمد مدير مركز دراسات الشرق الاوسط ومقره عمان أن الدعوة إلى انتخابات مبكرة ''لن تؤدي إلا إلى تفاقم الوضع''· وقال الحمد: ''أعتقد أن هناك مستشارين مقربين من الرئيس أبو مازن يقدمون له وللاميركيين والاوروبيين تقييمات خاطئة بشأن تحول الرأي العام الفلسطيني مبتعدا عن حماس''·
وأستطرد: ''وفي سيناريو بديل فإنهم يتعاملون مع إمكانية ضمان أغلبية لفتح من خلال عملية انتخابية غير نزيهة تجري في ظل ضمانات أمنية غير كافية''·
عدد اليوم
