الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مبدعون إماراتيون يعززون مداركهم وينطلقون نحو الثقافة العالمية

مبدعون إماراتيون يعززون مداركهم وينطلقون نحو الثقافة العالمية
23 سبتمبر 2011 23:32
تزخر صفوف الشباب الإماراتيين بالحس الإبداعي والبحث عن سبل التطوير وإثبات الذات. ولا ينقص فئة كبيرة منهم سوى الحصول على الفرصة المناسبة التي تطرح في طريقهم وسائل الدعم المعنوي والمالي. وهذا من شأنه أن يعزز إمكاناتهم العلمية ويفتح أمامهم طاقات جديدة من التطلع إلى المستقبل بنظرة أكثر احترافا. الأمر الذي تنبهت له “مؤسسة الإمارات للنفع الاجتماعي” والتي تسعى منذ سنوات من خلال برامج المنح الثقافية والفنية لديها، إلى مساعدة الجيل الصاعد من المواطنين الطامحين إلى التميز. (دبي) - مظاهر الحراك الثقافي بدت واضحة خلال “ملتقى الفنانين الإماراتيين الشباب” الذي عقدته “مؤسسة الإمارات للنفع الاجتماعي” في دبي قبل أيام. وطغت على الأجواء فرحة عارمة بدت على وجوه المشاركين وهم من المواطنين الحاصلين على منح المؤسسة للفنون في برنامجي “إقامة فنان” و”دراسات المتاحف”. والأكثر أهمية في الموضوع أن حصص النفع توزع على كل موهبة فنية بحسب اهتماماتها، إذ ثمة من يستفيدون من السفر إلى الخارج بقصد التعرف إلى حضارات ثقافية ذات صلة، فيما آخرون يحصلون على منح أكثر تخصصا للخضوع إلى دورات تدريبية في مجالهم. وكذلك هنالك من يحظون بمساعدة مالية كافية تمكنهم من إنجاز مشروعاتهم الفنية داخل البلاد كنوع من أنواع الدفع إلى الأمام. فرصة العمر الملتقى، الذي حضرته طائفة من المثقفين والمهتمين بالمشهد الفني في البلاد، تضمن حلقة نقاشية مفتوحة مع الفنانين الضيوف، استعرضوا خلالها تجاربهم العملية بعد فترة حصولهم على المنحة التي تختلف طبيعتها بين مستفيد وآخر. وعلى هامش الحدث، كان لـ”الاتحاد” لقاءات مع عدد من الشباب المشاركين للتوقف عند انطباعاتهم حول “فرصة العمر” كما أسموها. وذلك بعدما أتموا فترة إقامتهم في لندن وباريس وكاليفورنيا. تتحدث فايزة مبارك، وهي فنانة تشكيلية شابة عن فخرها بانتمائها إلى المجتمع الإماراتي الذي منحها الكثير من الدعم قائلة “أشعر بالثقة العارمة كوني الإماراتية الأولى التي دخلت إلى المركز الشهير “سيتي إنترناسيونال ديز آرت” في باريس. وما كان هذا ليحدث لولا حصولي على منحة “إقامة فنان” من قبل “مؤسسة النفع” التي فتحت لي المجال واسعا للتقدم والارتقاء بموهبتي”. وتذكر مبارك، التي شاركت في الكثير من ورش العمل الفنية، أنها تعتز بالأعمال التي قدمتها والتي أسهمت كلها بتراكم الخبرات الفنية لديها. ومن أبرزها الورشة التي نفذتها في “جامعة زايد” والتي قدمتها أمام طالبات “كلية الفنون”، وورشة أخرى في “هيئة أبوظبي للثقافة والتراث” على هامش معرض “بيكاسو”. وتشير الفنانة إلى أهم الأحداث التي واجهتها أثناء تجربتها في باريس، قائلة “معظم الذين قابلتهم كانوا يندهشون من التعرف إلى حقيقة المجتمع الإماراتي القائم على دعم الفنون والثقافات على أشكالها”. وتقول إن من أبرز علامات الاستفهام التي كانت تقرأها على وجوههم، كيف أنها إماراتية شابة تنخرط في صفوف المثقفين الأجانب. وكان ردي دائما أننا في الإمارات نمضي قدما ناحية التطور الحضاري، ونحن نسعى من خلال النهضة الثقافية وبناء المتاحف لدينا إلى الارتقاء بالوضع الفني بما يتلاءم مع المستوى المرموق الذي وصلت إليه البلاد”. وكانت مبارك حصلت على منحة من “مؤسسة الإمارات” بالتعاون مع French Institute والملحقية الثقافية الفرنسية للإقامة الفنية في استديو الملحقية في باريس. وعند انتهاء مدة منحتها، أقامت معرضاً فنياً في العاصمة الفرنسية حضرته شخصيات من الوسط الفني وافتتحه السفير الإماراتي لدى فرنسا. متاحف عالمية من جهته، يثني الفنان التشكيلي محمد كاظم على المبادرة التي تتكفل بها “مؤسسة الإمارات للنفع الاجتماعي”، قائلا “ما يعجبني في الأمر أن الدعم الذي يتم تقديمه لا يقتصر فقط على الأعمال البصرية وحسب، وإنما يطال مختلف أشكال الفنون. من الفن المسرحي إلى طباعة الكتب وإنتاج المشاريع الفنية الأخرى”. ويؤكد أن المنح التي تندرج ضمن برنامج “إقامة فنان” ساعدت الكثير من الشباب وشكلت بالنسبة لهم الخطوة الأولى أمام مستقبل مشرق. ويضيف “الأمر في النهاية يعود إلى مدى الجدية التي يتعامل معها المستفيد. أنا على سبيل المثال، كان لي الحظ الكبير في الحصول على منحة للسفر إلى جامعة “فيلادلفيا في أميركا، حيث أمضيت شهرين كاملين تمكنت خلالهما من التعرف إلى الفنانين المحترفين في هذا المجال. الأمر الذي عزز من قدراتي الشخصية وشجعني على النظر في أكثر من اتجاه”. وبحسب قوله فإن أكثر الأمور التي تعجبه في برامج المنح الخارجية، الزيارات التي يتم تنظيمها إلى المتاحف العالمية. “والتي من شأنها أن تنوع من أوجه الثقافة لديه وتجعله أكثر اطلاعا على إبداعات الآخرين”. ويشير الفنان إلى أن “مؤسسة الإمارات” تراعي مختلف الظروف التي تحوط بالشباب الإماراتيين، لذلك فهي تسهل لهم أمر الاستفادة من المنح المقدمة حتى وإن كانوا على رأس عملهم. “وهذا رائع، لأن القائمين على المؤسسة يهتمون بالمراسلات التي تؤهل الفنان الموهوب من التفرغ الكامل أثناء حصوله على المنحة. وهكذا يسافر ويركز على سبل الإفادة وتطوير مهاراته بأفضل الطرق”. ويذكر كاظم أنه حصل كذلك على منحة ثانية لمتابعة دراساته العليا، بحيث انتسب ليكمل شهادة الماجستير في الفنون في جامعة “فيلادلفيا”. “وهذا من شأنه أن يضيف إلى رصيدي الشخصي وإلى خبراتي المهنية، وكذلك إلى سيرتي الذاتية التي أطمح من الآن أن تكون عامرة بالأحداث المهمة”. جوائز دولية في الإطار نفسه، يقول المخرج خالد المحمود، الذي حصل على منحة “المشاريع الفنية”، وهي عبارة عن دعم مالي يمكنه من تنفيذ أحد مشاريعه “الفرصة كانت ممتازة وقد أتت في الوقت الصحيح لأني لولاها لما تمكنت من تقديم ما في بالي من أفكار. والأمر ينطبق على الكثير من المواطنين المبدعين الذين ينتظرون الفرصة المناسبة لتقديم أفضل ما عندهم”. ويشير إلى أن الفنان الشاب عموما لا يمتلك القدرة الكافية ليقوم بمشاريعه بمفرده، وهو بحاجة دائمة إلى الدعم الخارجي الذي يضيف إلى البلاد ملامح مشرفة عن الوجه الثقافي والحضاري الضروري لأي مجتمع. ويعلق المخرج “الفن عموما ليس استثمارا مربحا على الصعيد الشخصي والحرفي للكلمة، لذلك لابد أن تتنبه الجهات المختصة لهذا الأمر وتقدم لفئات الموهوبة كل وسائل المساعدة الممكنة”. ودرس المحمود الإخراج في جامعة “دنفر” في الولايات المتحدة الأميركية. وآخر فيلم له هو “سبيل”، الذي يعتبر ولادة جديدة لمخرج عالمي. فقد عرض الفيلم في 12 مهرجانا دوليا في نيويورك، برلين، إسبانيا، سويسرا وفرنسا. وهو حصل على دعم من “مؤسسة الإمارات” لإنتاج فيلمه الذي سجل نقلة نوعية في مشوار الفيلم الإماراتي القصير. إضافة إلى كونه واحدا من الأفلام التي فرضت نفسها بقوة في السينما العالمية. وقد اختتم “ملتقى الفنانين الإماراتيين الشباب” أعماله بعرض للفيلم الذي حاز جوائز من مهرجانات دولية مرموقة مثل “مهرجان برلين الدولي” و”مهرجان لوكارنو”. طاقات واعدة تورد سلوى المقدادي رئيس “برنامج الثقافة والفنون”، أن المؤسسة معنية ومنذ إنشائها بتقديم الدعم والمساندة للشباب الإماراتيين لتمكينهم من الارتقاء بمواهبهم ومهاراتهم التي من شأنها أن تساعد عموما في نهضة الدولة. وهي تشير إلى أن المنح التي توفرها المؤسسة في مجال الفنون تثري تجربة الفنانين. وتلفت إلى أن برنامج “إقامة فنان” الذي أطلق صيف 2009، قد استفاد منه عدد كبير من الفنانين الذين سنحت لهم الفرصة لزيارة الكثير من المؤسسات الفنية حول العالم. وتقول: “لقد عاد المشاركون بتجربة فنية غنية، والأمر نفسه ينطبق على برنامج “الإنتاج الإبداعي” الذي استفاد منه نحو 150 فنانا إماراتيا وذلك منذ إطلاقه عام 2007. وكذلك بالنسبة لبرنامج “التدريب العملي” الذي استحدث صيف 2010”. وتؤكد المقدادي أن التوجه العام للمؤسسة يقضي بالتركيز على المبادرات الاجتماعية الشبابية وتعزيز الريادة الاجتماعية لدى الشباب الإماراتيين. وتضيف “نسخر كل طاقاتنا لتمكين الجيل الجديد من المواطنين، من إظهار قدراته الابداعية. ومن المشاركين في الملتقى الفنانة التشكيلية كريمة الشوملي التي درست ماجستير الفن التشكيلي في “جامعة الفنون” في لندن. وشاركت في معارض دولية في نيويورك، الدنمارك، فرنسا، النمسا، ألمانيا وأستراليا، وحصلت على جائزة “بينالي الشارقة” عام 2001، وجائزة “سلطان العويس” لعامي 2002 و2005. وحصلت الشوملي على منحة إقامة فنان في لندن من مؤسسة الإمارات وذلك لتشارك في مهرجان “شباك: نافذة على الثقافة العربية المعاصرة” لصيف 2011 بالتعاون مع مؤسسة “دلفين”. وهناك تعاونت بينها مع الفنان الإماراتي خالد مزينة الحاصل على المنحة نفسها، وفنانين من بريطانيا لتقديم مشروع فني يعرض في المهرجان الذي نظمه مكتب عمدة لندن. وخالد هو فنان تشكيلي درس الاتصال المرئي في الجامعة الأميركية في الشارقة، له مشاركات محلية ودولية في أبوظبي، دبي، الشارقة، ألمانيا، نيويورك واليابان. ومن المشاركين في أعمال الملتقي، فاطمة القبيسي الحاصلة على منحة “التدريب العملي” في إدارة المتاحف لمدة 3 أشهر في مركز “كاليفورنيا العلمي” في الولايات المتحدة الأمريكية. 3 محاور “مؤسسة الإمارات للنفع الاجتماعي”، والتي أنشئت بمبادرة من الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، تعتبر إحدى أهم المؤسسات من نوعها في الدولة، كونها توفر الدعم المالي والتقني للبرامج التي تسهم في إثراء حياة الناس. والمؤسسة، التي يتولى رئاسة مجلس إدارتها سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية، تعمل من خلال 3 محاور اهتمام رئيسة هي: تنمية الشباب ورعايتهم، تطوير البيئة المعرفية، ودعم الثقافة والمجتمع.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©