تؤرق مسألة تكرار غياب الطلاب قبل وبعد الإجازات المرتبطة بمناسبات موسمية، المناطق التعليمية والإدارات المدرسية على حد سواء، وفقا لإبراهيم البغام، نائب مدير منطقة رأس الخيمة التعليمية، الذي اعتبرها «مشكلة ثقافية في الأساس».
ويقول البغام إن المشكلة تفرض تساؤل يتعلق بالدور التربوي والتعليمي لأولياء الأمور واذا ما كان الطلاب يفتقدون القدرة على تحمل مسؤوليتهم الشخصية إلى هذا الحد.
ولفت الى أن بعض الطلبة ينتهج سياسة إجازة قبل الإجازة وإجازة بعد الإجازة، اذ يتفق بعض الطلبة مسبقاً بينهم على التغيب، على ان يلتزم الجمبع بالاتفاق الذي قد يعرض «المخل» للنبذ من جماعة الأصدقاء التي ينتمي إليها.
وينسق الطلبة بشأن التغيب، إما خلال الدوام الدراسي أو عبر برامج التواصل الاجتماعي، حسبما أشار بعض الطلبة أنفسهم.
وحول نسب الغياب والحضور، قال البغام إنها تختلف من مدرسة لأخرى، وفق بيانات برنامج «SIS» التعليمي المعتمد من قبل وزارة التربية والتعليم، الذي يسجل بيانات الطلاب والحضور والغياب.
وعما إذا كان تغيب المعلمين قد يكون سبباً مشجعاً، قال البغام إن «الهيئة التعليمية والهيئة التدريسية منضبطة في كل المدارس، ولا توجد نسب غياب أو تخلف»، موضحاً أنه «إذا تغيب أكثر من 6 مدرسين من أي مدرسة من دون عذر مقبول، تكون هناك مشكلة كبيرة في توزيع الجدول اليومي للدراسة، ما يستدعي عمل تحقيق ومتابعة».
ووصلت نسبة التغيب في بعض المدارس إلى حد أن المهملين في الدراسة أرسلوا المنتظمين إلى مدارسهم.
وقالت عائشة يوسف عبدالله، مديرة مدرسة الحديبة الثانوية للبنات، إن نسبة الغياب لديها في المدرسة وصلت إلى أكثر من 90% من إجمالي الطالبات البالغ عددهن 450 طالبة.
وأضافت أنها اضطرت بسبب ارتفاع نسبة الغياب الكبيرة إلى إعادة الطالبات إلى منازلهن مبكراً، موضحة أن عدد الطالبات في الصف الواحد تراوح أمس ما بين 3 و4 طالبات، وكان أعلى عدد في أحد الفصول هو 11 من أصل 30 طالبة في القسم العلمي.
وأكدت عائشة عبدالله أن نسب حضور المعلمات لديها «100%، ولا توجد أي حالة غياب إلا بعذر طبي، وإلا تتم معاقبة المعلمة بخصم من الراتب الشهري ورصيد الإجازات أيضاً»، فيما يفلت الطلاب من العقاب.
وأضافت أن مسألة معاقبة الطالب بإنقاص درجات السلوك أو درجات التحصيل الدراسي أمر غير مجد، ولن يحل المشكلة لأن المسألة في البداية والنهاية في يد الطالب وقناعاته الأساسية بخطورة هذه المشكلة، مشيرة إلى أن الإدارة أرسلت تعاميم مع الطلاب الخميس الماضي ورسائل لأولياء الأمور بأهمية الحضور وعدم تغيب الطالبة لكن دون جدوى، وتوقعت أن تكون نسب الحضور اليوم مرتفعة وأفضل من أمس.
عدد اليوم
