الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«من وحي النيل» يعرض تنويعات تشكيلية لـ 4 فنانين مصريين

«من وحي النيل» يعرض تنويعات تشكيلية لـ 4 فنانين مصريين
23 سبتمبر 2011 00:29
(الشارقة) - افتتح مساء أمس الأول في رواق الفنون بمنطقة التراث في الشارقة القديمة معرض «من وحي النيل» ويشارك فيه مجموعة من الفنانين المصريين المقيمين في دولة الإمارات العربية المتحدة ممن تتنوع أعمالهم وأساليبهم بين التشكيل البصري بأنواعه والخط العربي بمدارسه المتنوعة، وهم الفنانون: خليفة الشيمي، وحسام عبد الوهاب، وشهيرة السري، وعلاء صبيح. يتضمن المعرض الذي افتتحه عبد الله العويس رئيس دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة ثمانية وعشرين عملاً فنياً يغلب عليها التوجه التجريدي، وبخاصة أعمال شهيرة السري وعلاء صبيح، وأيضاً التوجه الحروفي الذي يتمثل في أعمال خليفة الشيمي وحسام عبد الوهاب، فيما يشترك الفنانون المشاركون في المعرض مع بعضهم البعض في المقدرة الواضحة على إثراء أعمالهم الفنية بالقيم اللونية، التي تتوافق مع أساليبهم الفنية، بحسب ما يقتضيه بناء اللوحة، وما تتضمنه الأعمال الفنية المعروضة من دلالات وأفكار تتطابق مع المبتغيين الخاص والعام لكل منهم. وذلك على وجه الإجمال. أما بصرياً فيمكن القول إن الانشغالات الفنية والأسلوبية للفنانيْن خليفة الشيمي وحسام عبد الوهاب قد جاءت لصالح اللوحة التشكيلية المعاصرة باتجاهاتها وتياراتها المختلفة أكثر من أنها لوحة تنتمي إلى حروفية عربية تسعى إلى الانتماء إلى عصر الحداثة دون أن تختصر من هويتها الخاصة، وذلك بحسب ما توحي اللوحة للناظر إلى سطحها التصويري. وهنا، تبرز عناية كل من الفنانين بالتكوين بوصفه لونا وضوءا يسعى إلى مقاربة حروفية في سياق تجريدي دون أن تكون للحروفية في حدّ ذاتها وظيفة بعينها سواء مادية أم روحانية إذ لا تكتمل علاقة الحروف بعضها بالبعض الآخر لتنجز عبارة ما، إنما هي الإشارات والإيحاءات التي تصب جميعا في إطار الدلالة الواسعة والكبرى للعمل لجهة أنه لوحة حداثية. في الوقت نفسه لا علاقة لبعض هذه الأعمال بفكرة المعرض: «من وحي النيل» ذلك انه قد تمّ عرضها في معارض سابقة تحت مسميات أخرى بعيدة الصلة. وفي حين تنزع شهيرة السرّي إلى بناء لوحة تجريدية بالمعنى الصافي للكلمة فإن لوحة علاء صبيح تذهب في تجريدية تعبيرية شفافة يغلب فيها الداكن من الألوان على غيره. تجريدية شهيرة السرّي أقرب ما تكون في تكوينها شكليا وأسلوبيا إلى ما يشعر الناظر إلى عملها بأنه الهيولى أو الولادة الهيولية على ما تخيلتها الأساطير أو كُتب عنها في الأساطير حيث الغمر الأول، حيث تتحرك الفرشاة وفقا لحركة لولبية التفافية أشبه بحركة الدوّامة المعكوسة، لكن من دون عنف أو ضربات انفعالية للفرشاة، بل بلمسات من ألوان أخرى تضيفها الفنانة على التكوين الأساسي أو الكتلة اللونية الأساسية لتمنحها الكثير من الأناقة. أما تجريديات علاء صبيح فقد يصحّ وصفها بأنها مشبعة بالتجريب والاختبار للون وتقنيات مزجه واشتقاقه مثلما للتكوين البصري على السطح التصويري عموما. في هذا السياق تؤكد أعمال صبيح عدداً من الدلالات الواسعة والكبرى التي من الممكن أن يقرأها المرء بطريقة مختلفة في كل مرة ينظر فيها إليها، خاصة ما يمكن تأويله بأنه على صلة بثورة مصر الشبابية وأحداثها المتتالية مع ذلك فثمة نبرة حزن تشكيلية في الأعمال غالبا، فليست وحدها الشخوص البشرية، وخاصة المرأة، بلا ملامح على نحو يشير إلى عذابات من نوع حزن الأمهات على أبنائهن، بل هي الشخوص الأخرى التي فيها السمات البشرية والحيوانية معاً. في أي حال، فإن «من وحي النيل» بحسب ما تمنح اللوحات من انطباع عنها هو فكرة أكثر مما انه لون أو شكل، بل فكرة تجريدية بامتياز.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©