الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

نادي القصة في اتحاد الكتّاب يحيي ذكرى نجيب محفوظ

نادي القصة في اتحاد الكتّاب يحيي ذكرى نجيب محفوظ
23 سبتمبر 2011 00:29
الشارقة (الاتحاد) - أقام نادي القصة في اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات مساء أمس الأول، في مقرّ الاتحاد، على قناة القصباء بالشارقة محاضرة قدّمها الناقد العراقي الدكتور صالح هويدي عن أدب الروائي المصري الراحل نجيب محفوظ (نوبل للآداب 1988) لمناسبة مرور خمسة أعوام على رحيله. وأدار الحوار الناقد المصري عبد الفتاح صبري الذي استهل المحاضرة بكلمة تأبينية للروائي المصري الراحل منذ أيام خيري شلبي، مشيراً إلى البعض من منجزاته الروائية في سياق مقارن مع الروائيين المصريين نجيب محفوظ ومحفوظ عبد الرحمن، فرأى صبري أنه يجيء تاليا على نجيب محفوظ من حيث الأهمية. من جهته بدأ الدكتور هويدي حديثه بالقول إن محفوظ روائي «ملأ الدنيا وشغل الناس والنقاد ردحا طويلا من الزمن إلى حدّ أنه بات ظاهرة روائية في العالم العربي تناولها أغلب النقاد والكثير من الباحثين» مشيرا إلى أن أغلب هذا النقد قد وقع في «النمذجة» في حين «لا ينبغي على النقد أن يسعى إلى النمذجة مهما كانت أهمية المبدع أو عظمته، إذ إنها تحيطه بهالة تجعل من الصعب النظر إليه بموضوعية على الرغم من أن لكل مبدع إخفاقات ونجاحات». كما لاحظ الدكتور هويدي أن الكثير من النقد الذي أنجز عن محفوظ كثيرا ما نحى باتجاه أحكام انطباعية من قبيل وصفه بسيد الرواية العربية وفارسها، بل وصل الأمر إلى حدّ أن خلع عليه البعض لقب «قيصر الرواية العربية بلا منازع» معتبرا أن هذا النقد القائم على حكم القيمة المسبق يأتي في سياق النقد الصحفي. وتطرق هويدي في هذا الصدد إلى أن البعض أعاد الظاهرة المحفوظية إلى دأب صاحبها على الالتزام بتقاليد في الكتابة إذ يمسك بالقلم في ساعة محددة ليتركه في ساعة بعينها ضمن طقس كتابي إبداعي، وردّ هويدي ذلك إلى أن محفوظ في أعماله الروائية كان يمتلك حسّا نقديا واستشرافا مستقبليا. تلى ذلك استعراض للرواية المحفوظية بدءا من مطالعها مع الرواية التاريخية ثم الرواية التعبيرية أو الرمزية ورغم أنه نظر إلى الرواية التاريخية، وتحديدا الثلاثية، بوصفها الأكثر تعبيرا عن روح مصر والشعب المصري، إلا أن الدكتور هويدي رأى في المرحلة التعبيرية الجانب الأكثر تعبيرا عن شخصية محفوظ الروائية متناولا عددا من رواياته الستينية كاللص والكلاب وثرثرة فوق النيل وسواهما ليحدد من وجهة نظره أن سرّ الظاهرة المحفوظية يكمن في إتقان الرجل لكتابة رواية متطلبة معرفيا وثقافيا واجتماعيا وتاريخيا وفنيا وأدبيا ونقديا وأبعاد أخرى ينبغي للرواية أن تتوافر عليها فضلا عن العمق الفكري، مشيرا إلى أن نجيب محفوظ، خرّيج الفلسفة، قد كتب عددا من المقالات الفلسفية التي تشير إلى تساؤلات وجودية كبرى كانت مصدر قلق بالنسبة له. وبناء عليه فإن المرحلة التعبيرية، بحسب الباحث أيضا، لا تتوقف في المرحلة التعبيرية عند الدلالات والمضامين بل تتجاوز ذلك الأساليب إذ هجر الإنشائية البلاغية مع هجرته الرواية التاريخية ليميل إلى التداعيات والمونولوجات الداخلية والحوارات وما سماه بـ «زوايا التبئير» والأسلوب المتناوب والعكسي في المرحلة التعبيرية. وعلى نحو شبيه تناول الدكتور هويدي لغة نجيب محفوظ بوصفها جملة بنى تركيبية ونحوية يتم استخدامها في روايات محفوظ التعبيرية على صعيدي التوصيف والسرد وما يُراد من استخدامهما من تأثير نفسي على القارئ. وختم الدكتور صالح هويدي، وكان قد قدّم رسالة الماجستير في أدب محفوظ في جامعة القاهرة العام 1980، بالقول «لو أراد أحدنا أن يكتب إحدى روايات نجيب محفوظ المضمّخة بالفكر لجار عليها التجريد وليس الحرص على أن تحمل دلالات فلسفية وأبعادا نفسية».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©