الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

مخترعو الإمارات.. عقول تحترف الابتكار

مخترعو الإمارات.. عقول تحترف الابتكار
16 سبتمبر 2015 00:10
لكبيرة التونسي (أبوظبي) تحرص الجامعات والمعاهد والعديد من المؤسسات في الدولة على نشر ثقافة الابتكار والاختراع بين أفراد المجتمع، وذلك بهدف جعل الإمارات ضمن الدول الأكثر تطوراً وابتكاراً على مستوى العالم خلال السنوات المقبلة. ورغم المبادرات والمجهودات التي تقوم بها الدولة في هذا الإطار، فإن هناك بعض الجهات والمؤسسات والأفراد ينادون بأهمية إنشاء «مظلة واحدة» تنضوي تحتها كل الابتكارات وتصب فيها كل الأفكار وكذلك إيجاد شركات تصمم وتنفذ هذه الأفكار وتخرجها ليستفيد منها المجتمع بحكم أن تطور الدول في هذا المجال يقاس بما سجلته من براءات اختراع سنوياً. حركة وتفاعل تقول منى ناصر السويدي، مسؤول تطوير جودة التعليم في مجلس أبوظبي للتعليم ومحكم في مسابقة «بالعلوم نفكر»: « هناك مشاريع في المدارس والجامعات ترتقي إلى فكرة الاختراع والابتكار، موضحة أن مسابقة «بالعلوم نفكر» أسهمت في إيجاد حركة وتفاعل في مجال الابتكارات بالدولة بشكل كبير، ونجحت في خلق تنافسية على صعد مختلفة، وتبنت العديد من المبادرات وعملت ولا تزال على تنفيذها بدعم ورعاية من بعض الشركات، منوهة إلى دور مؤسسة تنمية الشباب راعية هذه المسابقة التي استطاعت أن توجد آلية لتنفيذ العديد من المشاريع التي وصلت للعالمية». وعن فكرة إيجاد مظلة واحدة أو مؤسسة تنضوي تحت لوائها كل الابتكارات والاختراعات للعمل على تنفيذها، تشير السويدي إلى أن هناك بعض المشاريع التي تستحق الدعم والتطوير، موضحة: « من خلال تجربتي كمحكمة في مسابقة «بالعلوم نفكر» فإن هناك تجارب ترقى إلى مستوى الدعم وتسجيل براءة اختراعها، وهناك مشاريع تستحق الانتباه والتطوير، وفي هذا الإطار، فإن مؤسسة تنمية الشباب تبنت العديد من المشاريع المميزة ونفذتها، وتعتبر اليوم ملكاً للمؤسسة، وهناك مشاريع أخرى ساعدت المؤسسة في إيجاد رعاة لها». سقف واحد وتتابع السويدي: «من المهم جداً إيجاد جهة واحدة في الدولة ترعى مشاريع طلاب المدارس والجامعات ذات الأفكار الخلاقة، والتي تبقى أحياناً حبيسة الأدراج بعد التخرج، ويجب أن تصبح هذه الجهة معروفة لدى الجميع، بحيث يتوجه لها كل من يمتلك فكرة خلاقة، كي تتبنى هذه الفكرة منذ ولادتها إلى تنفيذها، مما يسهم في رفد المجتمع بأفكار جيدة ويرفع من عدد الابتكارات التي تحصل سنوياً على شهادة براءة الاختراع». طاقات الأطفال المخترع أحمد عبدالله مجان، الذي انتزع احترام العالم بقوة، مؤخراً من خلال حصوله على العديد من الجوائز العالمية وتسجيل براءة العديد من الاختراعات الخاصة به، يؤكد ضرورة تأسيس نوادٍ تحتضن طاقات الأطفال وتغذي عقولهم وتنمي مهاراتهم في هذا الاتجاه، ويرى مجان أن الحركة الإبداعية في الإمارات قوية، مطالباً بضرورة تأسيس جمعية اتحادية تحتضن كل الاختراعات والابتكارات وترعاها وتخرجها للوجود، مما سيساعد على إبراز مواهب كثيرة. وشدد على أهمية إيجاد حضانة في كل إمارة لرعاية الأطفال منذ الصغر وتعليمهم ومساندتهم وتبني أفكارهم، ويبدي مجان رغبته في المساعدة ومد الدولة بعصارة خبرته الطويلة في مجال الاختراعات لاختصار الوقت والجهد والمال، من أجل رفد الدولة بعقول قوية من خلال تبني مشاريع المدارس والجامعات وإخراجها من الأدراج للمجتمع. استراتيجية واضحة وشدد تاج الدين عبدالله العتابي، مخترع جهاز تدريب على السباحة للمبتدئين، وحاصل على براءات اختراع من الولايات المتحدة الأميركية، على أهمية العمل في إطار استراتيجية واضحة ومن خلال شركات ومؤسسات تدعم الابتكارات المختلفة، ويضيف: «بعد ابتكاري لهذا الجهاز توجهت للخارج لتقييم العمل من الناحية الفنية، وضمنت المشروع كل النقاط التي يمكن تطويره عبرها، وحصلت على براءة اختراع دولية، وهذا الجهاز هو متكامل سهل الاستعمال ويمكن استخدامه في تطوير القوة البدنية للسباحين في الأولمبياد والمسابقات الدولية، ويمكن إدخاله أيضاً كرياضة جديدة في المنافسات الدولية». فكرة بسيطة ويتطلع تاج الدين العتابي إلى مساهمة المبتكرين المميزين في الدولة من خلال خبراتهم وتجاربهم السابقة في إفادة قطاعات كبيرة من الشباب، وتعريفهم بكيفية تحقيق النجاح في هذا المجال لاختصار الطريق أمامهم، ويقول: «تعلمت من خلال تجاربي مع الولايات المتحدة الأميركية والعديد من الدول، أن أي فكرة بسيطة يتم دعمها وتشجيعها والتخطيط لتنفيذها تتحول إلى اختراع ينفع المجتمع، مشيراً إلى أن الابتكار يرفع من شأن الدول، منوهاً في هذا الصدد إلى دور لجنة أبوظبي لتطوير التكنولوجيا في دعم المبتكرين في الإمارات، حيث ساعدته شخصياً في تسجيل براءة اختراعاته عالمياً. جيل المستقبل ويقول فيصل الحمودي، مدير برنامج «تكامل» التابع للجنة أبوظبي لتطوير التكنولوجيا: إن البرنامج تمكن من رفع أعداد براءات الاختراع التي سجلتها دولة الإمارات إلى 120 براءة اختراع دولية، وأن هناك 48 براءة اختراع حالياً قيد الدراسة منذ بداية العام الحالي 2015. ويشير إلى الدور الذي يقوم به البرنامج في توفير الداعمين القانوني والمادي المباشرين للمخترعين الإماراتيين بما يمكنهم من تسجيل براءات اختراعاتهم دولياً، موضحاً أن البرنامج الذي تأسس عام 2009، هو جهة حكومية يتركز دورها في تطوير رأس المال البشري ضمن قطاعات العلوم والتكنولوجيا، عبر مساهمتها في إعداد كوادر مبتكِرة ومؤهلة لدعم بناء الاقتصاد القائم على المعرفة في دولة الإمارات، موضحاً أن اللجنة تلعب دوراً حيوياً في تمكين جهود تحقيق كلٍ من رؤية أبوظبي 2030 والاستراتيجية الوطنية للابتكار. وتهدف اللجنة وفقاً لفيصل الحمودي إلى تمكين جيل المستقبل لتحقيق غد مستدام لأبوظبي والمساهمة في جعل دولة الإمارات ضمن المجتمعات الأكثر ابتكاراً في العالم، وتشجع اللجنة الإبداع والابتكار لبناء قاعدة كفاءات تتمتع بالمهارات المطلوبة في القطاعات المرتبطة بالعلوم والتكنولوجيا. ويوضح الحمودي أن اللجنة تعمل من خلال برامج متخصصة لدعم وتمكين المحترفين من الابتكار، ويضيف: «من خلال برنامجي «مبتكِر» و«تكامل»، تعمل لجنة أبوظبي لتطوير التكنولوجيا على تمكين ودعم المحترفين من عمر 19 سنة فما فوق، وتشجيعهم على الابتكار. مشاريع طلاب المدارس والجامعات تبحث عن رعاية منى السويدي 48 براءة اختراع قيد الدراسة منذ بداية 2015 فيصل الحمودي كادر مشاريع قيمة يقول فيصل الحمودي: «هناك العديد من المشاريع القيمة التي تقوم بها الجامعات وكليات التقنية وتفرزها المسابقات المختلفة كمسابقة «بالعلوم نفكر»، وكذلك الأفراد الذين يقدمون ابتكارات مفيدة، وقد قام برنامج «تكامل» بعمل دراسة دقيقة لـ 66 براءة اختراع للتعرف على قيمتها التجارية، كما قام بدعم 3 نماذج تطبيقية عملية تعود لجامعة الإمارات ومعهد مصدر وجامعة خليفة، وتم الحديث فيها مع شركات عالمية، كما ساهم في إطلاق شركة وطنية جديدة «جرين نانوتاك» بالاستناد إلى أحد الاختراعات الذي قمنا بدعمه، كما كان لبرنامج « تكامل» دور رئيسي في تكريم 4 من المخترعين الذين تم تكريمهم ضمن 43 شخصية وطنية من أوائل الإمارات.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©