رسالة كوالالمبور: عبادي القوصي:
بعد أن سحبت القرعة أمس في كوالالمبور دعونا نتساءل: ما هي حظوظ منتخبات كل مجموعة في مواصلة المشوار، وعلى الأقل تجاوز الدور الأول كخطوة مهمة جداً للمنافسة على اللقب الذي يحمله الساموراي منذ نهائيات الصين 2004 ؟
دعونا نتفق أولاً على أن القرعة جاءت مقبولة إلى حد كبير قياساً إلى توزيع موازين القوى، ولكن من سوء حظ المنتخبات العربية أنها سوف تصطدم معاً في ثلاث مناسبات بالدور الأول لوقوع ست منتخبات في ثلاث مجموعات بواقع منتخبين في كل مجموعة·· ومن المفارقة أن اللقاءات ''العربية العربية'' بالدور الأول سوف تأتي في توقيت صعب وتحديداً في المرحلة الثالثة والأخيرة، حيث يلتقي منتخب عُمان مع العراق ضمن منافسات المجموعة الأولى يوم الاثنين 16 يوليو، وفي نفس الوقت يلعب منتخبنا مع قطر ضمن المجموعة الثانية، وفي اليوم التالي ''17 يوليو'' يلعب منتخب السعودية مع البحرين في ختام منافسات المجموعة الرابعة·· ولم يكن كافياً أن يصطدم العرب معاً، ولكن تحولت المباريات الثلاث إلى مصيرية لأنها تأتي في نهاية المطاف لكل مجموعة·
وبالنظر إلى المجموعات الأربع ووقوع السداسي العربي في ثلاث مجموعات نجد أن فرصة الكرة العربية في الوصول إلى الدور ربع النهائي تقلصت إلى 3 مقاعد، إذا وضعنا في الاعتبار أن المنتخبات الثقيلة صاحبة القدر الأكبر من الترشيحات ليس فقط للعبور إلى الأدوار النهائية ولكن أيضاً تمتلك هذه المنتخبات فرصة كبيرة للتربع على قمة المجموعات في ختام الدور الأول وهي أستراليا واليابان وكوريا الجنوبية ومعها إيران في المجموعة الثالثة، ولم نضع في الحسبان منتخبات الضيافة التي سوف تستند إلى عاملي الأرض والجمهور للتأهل على حساب العرب، وهي منتخبات تايلاند وفيتنام واندونيسيا·· وبالتالي تجاوزت حدة المخاوف من تراجع فرص العرب حتى بالنسبة للمقاعد الثلاثة في الدور ربع النهائي·
وكانت القرعة قد أوقعت منتخبنا في مجموعة الثانية الصعبة مع المنتخب الياباني ''حامل اللقب'' وقطّر وفيتنام ''المنظم لمباريات المجموعة''·· بينما جمعت المجموعة الأولى منتخبات أستراليا صاحب الظهور الأول والعراق وعُمان وتايلاند ''المستضيف''··، ولم يكن حال العرب أسعد حظاً في المجموعة الرابعة، حيث وقع المنتخب السعودي جنباً إلى جنب مع الأحمر البحريني ومعهما كوريا الجنوبية وأندونيسيا ''المنظم''··،أما المجموعة الثالثة فقد جاءت غير عربية الهوية فوضعت المنتخب الإيراني إلى جانب الصين وأوزبكستان وماليزيا ''المنظم''·
وطبقاً لترتيب المستويات كانت المنتخبات المضيفة صاحبة البداية عند سحب القرعة، حيث وقعت تايلاند في المجموعة الأولى، ثم فيتنام في المجموعة الثانية، وماليزيا في المجموعة الثالثة وأندونيسيا في المجموعة الرابعة·
وحرصت اللجنة المنظمة للنهائيات على تجنب وقوع الأخضر السعودي في مجموعة تايلاند نظراً لتأزم العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وكما كانت اللجنة مضطرة أيضا إلى عدم وقوع السعودية في مجموعة فيتنام ''الثانية'' لأن المنتخب الذي سوف يحتل المركز الثاني في تلك المجموعة عقب نهاية الدور الأول سوف يلعب دور الثمانية في تايلاند·· وهو ما يعصف بتخطيط اللجنة لعدم خوض السعودية أي مباراة في تايلاند· لذلك جاء القرار بوضع السعودية في ماليزيا أو أندونيسيا ''المجموعتان الثالثة والرابعة''، ونتج عن القرعة التي أجراها بيتر فيليبان أمين عام الاتحاد الآسيوي وقوع السعودية في المجموعة الرابعة التي تستضيفها أندونيسيا· · وفي حالة صعود السعودية إلى الدور ربع النهائي فسوف تلعب مع ثاني المجموعة الثالثة في أندونيسيا في حال نجاح الأخضر في التربع على قمة المجموعة الرابعة أو ينتقل إلى ماليزيا للقاء بطل المجموعة الثالثة في حال حصول السعودية على المركز الثاني·· أي أن الاتحاد الآسيوي وضع تصوراً مسبقاً لكل السيناريوهات الممكنة عند بقاء السعودية في المنافسة·
وستنطلق نهائيات أمم آسيا يوم السبت 7 يوليو في العاصمة بانكوك، بينما تقام مباراتا نصف النهائي في هانوي وكوالالمبور، بينما تستضيف جاكارتا المباراة النهائية في 29 يوليو ·2007 وسوف تفتتح البطولة بلقاء تايلاند والعراق، بينما تقام في اليوم الثاني ''الأحد 8 يوليو مباراتان، حيث يلعب منتخب أستراليا أمام عُمان، على أن يفتتح منتخبنا منافسات المجموعة الثانية أمام نظيره الفيتنامي ··بينما يشهد يوم 9 يوليو لقاء منتخبي اليابان وقطر، بينما يشهد اليوم التالي لقاء منتخبي ماليزيا والصين ثم أندونيسيا والبحرين قبل أن يفتتح المنتخب الإيراني مشواره بلقاء أوزبكستان في 11 يوليو يتبعها مباراة كوريا الجنوبية والسعودية·
وشارك في سحب القرعة عدد من النجوم القدامى في القارة الصفراء أمثال الصيني فان زي هي والسعودي محيسن الجمعان والياباني هيديتوشي ناكاتا والكوري الجنوبي كيم جو سونج·
عُمان والعراق يجددان المواجهة أمام تايلاند!
لا خلاف على أن المجموعة الأولى سوف تقف على فوهة بركان أو صفيح ساخن لوجود 3 منتخبات من الوزن الثقيل بجانب تايلاند ولايمكن معرفة هوية من يصعد من هذه المجموعة، وإذا كانت الترشيحات تضع الكنجارو في المقدمة فمن المستحيل التكهن بالتأهل من بين عُمان والعراق وتايلاند، ورغم أن منتخب عُمان يظهر في النهائيات للمرة الثانية فقط إلا أنه غير محظوظ على الإطلاق فهو يجد نفسه في مجموعة صعبة ومواجهته مع أستراليا والعراق وتايلاند لاتقل عن وقوعه في المجموعة الانتحارية خلال نهائيات عام 2004 بالصين عندما لعب الأحمر في المجموعة الرابعة مع اليابان وإيران وتايلاند، أي أنه خلال بطولتين متتاليتين سوف يلعب المنتخب العُماني مع تايلاند مرة أخرى، وكانت المواجهة الماضية قد انتهت لصالح عمان بهدفين نظيفين أحرزهما رانجسان في مرماه وعماد الحسني، وكانت المباراة يوم 28 يوليو 2004 وخرج المنتخب العماني من الدور الاول بعد أن احتل المركز الثالث في المجموعة برصيد 4 نقاط، وجاء منتخب اليابان في المركز الأول برصيد 7 نقاط وبفارق نقطتين عن إيران، فيما حل منتخب البحرين ثالثاً·
أما منتخب العراق فسوف يشارك في النهائيات للمرة السادسة ولم يسبق له اللعب مع استراليا بوصف الكنجارو يشارك للمرة الأولى، كما أن العراق لم يقع في مجموعة عمان في البطولة الماضية، ولكن العراق سبق له اللعب مع تايلاند في نهائيات بطولة لبنان 2000 وكلاهما وقع في المجموعة الأولى مع إيران ولبنان، وحصل منتخب العراق على المركز الثاني برصيد 4 نقاط وبعد إيران المتصدرة، وفي البطولة فاز العراق على تايلاند بهدفين ·· ومن المفارقة أيضا أن منتخب العراق عندما شارك في نهائيات النسخة الحادية عشرة بالإمارات وقع في نفس المجموعة ''الثانية'' مع تايلاند والسعودية وإيران وخرج منتخب العراق من الدور الأول بعد أن احتل المركز الثالث بفارق الأهداف عن السعودية وإيران، وفي المجموعة أسفرت مباراة العراق وتايلاند عن فوز العراق 4-·1
لقاء ثالث بين الأبيض والعنابي
تعتبر المجموعة الثانية التي تضم منتخبنا واليابان وقطر وفيتنام في غاية القوة أيضاً، يكفي أنها تضم بطل النسختين الأخيرتين وهو السامواي الياباني الذي تضم صفوفه كوكبة من النجوم الكبار·· ويحاول منتخبنا المرور إلى الدور الثاني ومرافقة اليابان من المجموعة، وهذا يتطلب مجهوداً كبيراً من اللاعبين وبرونو ميتسو المدرب فالمهمة ليست سهلة وربما يكون ترتيب المباريات في صالح الأبيض، فهو يبدأ بلقاء صاحب الأرض، ومن هذا المنطلق تعتبر مباراة الافتتاح أمام فيتنام بمثابة المفتاح السحري نحو الوصول إلى الدور ربع النهائي·· ومن المعروف أن منتخبنا سوف يظهر في النهائيات للمرة السابعة··ومواجهاته مع اليابان وقطر ليست وليدة البطولة المقبلة، ولكنها تعود إلى سنوات بعيدة ماضية تحديداً على صعيد نهائيات كأس آسيا·· ففي نهائيات كأس آسيا السابعة في الكويت وقع منتخبنا مع قطر ضمن منافسات المجموعة الثانية التي ضمت أيضاً كوريا الجنوبية والكويت وماليزيا··وفي المباراة رجحت كفة العنابي بالفوز على منتخبنا 2-··1 وجمعت نهائيات البطولة التاسعة في قطر عام 1988 الثلاثي الإمارات وقطر واليابان مع كوريا الجنوبية وإيران ضمن منافسات المجموعة الأولى، وخرجت المنتخبات الثلاث من الدور الأول بعد أن جاء منتخب قطر ثالثاً ومنتخبنا رابعاً واليابان خامساً· وفي مواجهات الثلاثي معاً فاز منتخبنا على اليابان بهدف نظيف، وخسر أمام قطر 1-،2 وفي نهائيات اليابان 1992 لعب منتخبنا مع اليابان ضمن منافسات المجموعة الأولى التي ضمت أيضاً إيران وكوريا الشمالية، وتأهــــــــــل منتخــــــبنا إلى نصف النـــــــهائي برفقة اليابان، بعد أن تساوى المنتخبان في رصيد القمة ''4 نقاط''، وانتهى لقاء الإمارات واليابان في الدور الأول بالتعادل السلبي، وبالتالي تعتبر نتائجنا مع اليابان جيدة، وتبقى المشكلة في مواجهات منتخبنا مع العنابي آسيويا·
فرصة كبيرة لإيران والصين في المجموعة الثالثة
تشير التوقعات إلى أن تذكرتي الوصول إلى الدور ربع النهائي في المجموعة الثالثة سوف تكون محجوزة لمنتخبي إيران والصين من منطلق أن المنتخبين أفضل من ماليزيا وأوزبكستان من كل الوجوة، ولكن المشكلة تكمن في أن المتأهليْن من هذه المجموعة سوف يجدان نفسيهما في مواجهة قوية مع أول وثاني المجموعة الرابعة التي تضم أندونيسيا والسعودية وكوريا الجنوبية والبحرين·
عدد اليوم
