الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الرابط غير العجيب

الرابط غير العجيب
17 ديسمبر 2010 20:47
حدثني صديقي مدحت حمارنه الذي كان يدرس الهندسة في اليمن قبل عقدين، بأنه، وخلال جلسة أنس مع مجموعة من الطلبة العرب، ذكر تعليقا أضحك جميع الموجودين، فقال أحد الشباب السودانيين هناك موجها حديثه الى صديقي: - بالتأكيد إنكم قد جعتم!! يقصد الشاب بأننا، نحن الأرادنة، لا نجيد رواية النكتة، فكيف في ابتكارها؟؟ وقد بين نغاشة صديقي وبين اقترابنا في الأردن من مرحلة الجوع. ترى هل النكتة والسخرية مرتبطة بالفقر والجوع؟؟ الرابط غير العجيب موجود بين الجوع والنكتة، لكنه ليس رابطا ميكانيكيا، بل هو عملية ديناميكية معقدة تحتاج الى فترات طويلة، ولعل أكبر دليل على ذلك هو نغاشة اخوتنا المصريين وعبقريتهم في ابتكار النكتة من الحديث العادي. أعود الى صديقي، فعندما حصلت القصة التي تحدثت عنها لم يكن لدينا أي كاتب ساخر في الأردن. الآن وبعد حوالي العشرين عاما لدينا حوالي ثمانية ساخرين يكتبون يوميا في الصحف، إضافة الى الكتاب الشباب الساخرين الذين يكتبون في المدونات، أو ينشرون مقالاتهم بلا أسماء عن طريق النت. وقد اخترت لكم رسالة بلا اسم تعبر عن ذكاء وطرافة في التقاط الفكرة الذكية: «حين تصعد على الطائرة، في رحلة طويلة ستعرف حتماً الراكب الأردني عن غيره.. فهو أول ما يفتح صفحات الجريدة يذهب إلى الرياضة، إمّا لمتـابعة أخـبار الـدوري أو شغب الملاعب. الأمر الآخر أنه في كل (25) دقيقة عليه أن يضع يده في الجيب الداخلي للجاكيت كي يتأكد من جواز السفر والتذكرة. أمّا أهم الإشارات التي تدل على ذلك فهي المنديل القماشي الذي تحضره المضيفة الجوية لحظة انتهاء الراكب من تناول وجبة الطعام.. والذي تمسكه بملقط حديدي ويكون مبللاً ومعطراً بالطبع الراكب الإسباني يمسح يديه ويضعه على الكرسي والراكب الفرنسي لا يستعمله لأنه لا يثق بالتعقيم بالمقابل الأردني يمسح يديه وأنفه ثم يلتفت إلى اليمين قليلاً.. ويمسح بعد ذلك الحذاء ولا يعيد المنديل بل يضعه في جيب الكرسي المقابل له. أيضاً تعرفه لكثرة ابتسامه للمضيفة فهو غالباً ما يبادلها الابتسامات ويكثر من عبارات الشكر: «يسلموا ايديك غلبتك، الله ايخليك». من المهم أيضاً أن ندرك أن الأردني غالباً ما يمارس عادة الحشي، بمعنى أن القميص يجب (حشيه) في البنطلون بمعدل مرة واحدة كل (32) دقيقة مع أهمية فك الحزام وادخال الأيدي في العمق لضمان سلامة دخول القميص أسفل البنطال. الأمر الأهم عند حدوث مطب هوائي قوي تلاحظ أن الإنجليزي يحمّر وجهه وتبدأ علامات القلق عليه بالظهور والإيطالي يبدأ بالتشبث بالمقعد بالمقابل الأردني يبدأ بالنظر إلى الركاب وتوزيع الابتسامات وإطلاق عبارات من شاكلة: «اجبد والله قوي، رُحنا، وأحياناً يقول.. «حسيت الطيارة انفلخت نصين». أيضاً في كل دول العالم لا يتم السؤال عن كابتن الطائرة... إلا الأردني فهو يصر على أن يعرف من خلال المضيفة عشيرة الطيار، ولا بُدّ أن يكتشف علاقة نسب بينهما. الإسـباني إذا كانـت زوجتـه معـه في المطـبات الهوائية القـوية فإنه يمسك يديها ويبدأ بالصلاة وقد يحاول التخفيف عنها، بالمـقابل الأردني إذا حدث وكانت الزوجة معه ومرّ في مطب هوائي فإنه يبدأ بالضحك والنظر إليها.. والتأكيد على أن الطائرة ستقع ومن ثم يسرد لها شعور الوالدة والأشقاء ويخبرها أيضاً.. أن الجنازة ستكون حافلة.. وللإمعان أكثر في المشهد يبدأ بالهمس في أذنها: «عفيفة ضعنا يا عفيفة.. رحنا شربة ميّ». ghishan@gmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©