الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

معايير جديدة لالتحاق المواطنين ذوي الاحتياجات بسوق العمل

معايير جديدة لالتحاق المواطنين ذوي الاحتياجات بسوق العمل
18 سبتمبر 2013 12:19
سامي عبدالرؤوف (دبي) - حدّدت وزارة الشؤون الاجتماعية معايير وقواعد جديدة لالتحاق المواطنين ذوي الاحتياجات الخاصة بسوق العمل، من شأنها ضمان حصولهم على وظائف تناسب إمكانات كل واحد منهم، فيما بدأت في تنفيذ برنامج يستمر حتى نهاية العام الجاري، لتدريب موظفي خدمة العملاء على تقديم خدمات لهذه الفئة، بحسب وفاء حمد بن سليمان مدير إدارة رعاية وتأهيل المعاقين بالوزارة. وأوضحت ابن سليمان لـ «الاتحاد» أن الوزارة أرسلت لأصحاب العمل واختصاصيي التشغيل في مختلف الجهات على مستوى الدولة، نسخاً من هذه المعايير بحيث يجب اتباعها عند تشغيل هذه الفئة. وذكرت أن هذه المعايير تشمل أن يكون الترشيح للوظيفة مبنياً على خبرات الشخص، من خلال التعرف على قدراته عبر توفير مختصين لإجراء المقابلة، في حالة اقتضت الضرورة ذلك، بحيث يكون التوظيف بحسب المهارة لا الشفقة. وحذرت ابن سليمان مما وصفته بـ»الأحكام المسبقة على ذوي الاحتياجات الخاصة»، داعية إلى الحديث معهم عن ذواتهم واهتماماتهم، حتى تتكشف لصاحب العمل الكثير من جوانبهم الشخصية المهنية، وبالتالي وضعهم في المكان المناسب. ونبهت إلى أن القواعد التي ينبغي اتباعها في مقابلة ذوي الاحتياجات، تختلف باختلاف طبيعة الإعاقة، فمثلاً لابد من توفير مترجم للإشارة في حالة كان المرشح للوظيفة من فئة الصم. وقالت مدير تأهيل ورعاية المعاقين بوزارة الشؤون الاجتماعية، إن مقابلة المعاق المرشح للعمل تحتاج لبعض الترتيبات الخاصة التي تناسب الحالة، من أجل ضمان الشعور بالراحة والأمان، بما يراعي احتياجاته. وأضافت: «كما يجب إجراء تعديلات معينة على المكان الذي ستجرى فيه المقابلة، والأهم من ذلك ماهية الأسئلة التي يمكن لصاحب العمل أو لجنة المقابلة طرحها، بما لا يشكل إحراجاً، أو جرحاً للمشاعر». وذكرت سليمان، أن الفريق المختص في وزارة الشؤون الاجتماعية أجاب خلال لقاءاته على الكثير من الأسئلة التي تدور في أذهان أصحاب العمل قبل توظيفهم للشخص من ذوي الاحتياجات، مشيرة إلى أنه تم التأكيد على ضرورة تشغيل أحدهم في الوظيفة التي تناسب قدراته وإمكاناته. ونوهت إلى أن الوزارة تعمل على توعية أصحاب العمل والمدراء وأصحاب القرار، بأهمية توظيف المعاقين، ومساعدتهم على اتباع خطوات وإجراءات التوظيف التي تضمن نجاح هذه العملية، وتكيّف الشخص المعاق في بيئة العمل. وفي سياق متصل، بدأت الوزارة، في تنفيذ برنامج يستمر حتى نهاية العام الجاري، لتدريب موظفي خدمة العملاء والاستقبال في الجهات الحكومية الاتحادية والمحلية، على تقديم خدمات للمعاقين، وتحقيق أعلى مستويات التميز والكفاءة في خدمة هذه الفئة. وقالت سليمان: إن «الوزارة بدأت أيضاً في تأهيل الأشخاص المعاقين العاملين في مختلف مؤسسات الدولة، على التميز المؤسسي في بيئة العمل والولاء الوظيفي وتوفير كل أنواع التأهيل والتطوير أسوة بالموظفين العاديين». وأوضحت أن هذه تتنوع إلى قسمين، يقدم أولهما في الوقت الراهن للقطاعات الحكومية حول التعامل مع المعاقين وتقديم خدمات حكومية مساوية لجودة نظيرتها المقدم للمتعاملين، مشيرة إلى أن الوزارة تعتزم تقديم مثل هذه البرامج التدريبية في القطاع الخاص بالدولة. وذكرت أنه يتم تدريب موظفي خدمات المتعاملين بالجهات حول آليات وطرق التعامل مع المعاقين المستفيدين من شتى الخدمات، لتحقيق أعلى مستويات التميز والكفاءة في تقديم الخدمات لهم في مواقع خدمة العملاء والاستقبال. وأشارت سليمان، إلى أن النوع الثاني من التدريب يقدم للمعاقين أنفسهم العاملين في الجهات الحكومية، ليتم تأهيل وتطوير قدراتهم، من خلال تدريبهم على التميز المؤسسي في بيئة العمل والولاء المؤسسي، كما هو حال الدورة التدريبية التي تم نظمتها الوزارة مؤخراً بالتعاون مع الإدارة العامة لشرطة دبي، والتي استهدفت الموظفين المعاقين في الشرطة. وأكدت سليمان، أن نوعي التدريب اللذين تنفذهما حالياً الوزارة يأتيان في إطار استراتيجية نحو الشراكة المؤسسية مع مختلف مؤسسات القطاعات الحكومية الاتحادية والمحلية والخاصة، ومن أجل تسهيل سبل التواصل مع الأشخاص المعاقين سواء كانوا من الموظفين أو المستفيدين من الخدمات التي تقدمها مختلف الجهات. وذكرت مديرة رعاية وتأهيل المعاقين، أن الهدف من هذه الدورات هو تحقيق الاستقرار المهني لذوي الاحتياجات في بيئات العمل، وضمان إبداعهم وتميزهم، عن طريق تعزيز مقومات انتمائهم المهني والتنظيمي، وبالتالي الاندماج المجتمعي. وقالت سليمان، «يتم تزويد المعاقين بآليات مواجهة العقبات أثناء العمل، وطرق التواصل مع الزملاء والرؤساء، وأهمية الالتزام بالأنظمة والتعليمات، وفي نفس الوقت الانطلاق إلى عالم الإبداع والتميز في بيئة العمل». وشددت على أن كل إعاقة من الإعاقات تحتاج إلى وسيلة في التعامل خاصة بها، حتى لا يشكل الأمر أدنى حساسية للمعاق الذي يتقدم للاستفادة من الخدمات، ويعزز من ثقته بذاته أثناء التعامل مع المجتمع.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©