إذا كنت قد تنقلت بين القوافي شاعراً متحدثاً في موضوعات شتى، فما سمعته أذناي وما رأته عيناي جعلني أنحّي الشعر جانباً ، وأترك العنان لقلمي كي يسجل خواطر قلبي ، وإن كنت أشفق عليه من صعوبة المهمة.?
?فما قاله سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي من أبيات شعرية توزن بماء الذهب وجدير بالتوقف والتأمل، حيث لم يترك للشعراء شيئاً حين قال في حق أخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وما جرى لشهدائنا باليمن: ?
? من جرح سبع الفلا يتحمله
والأسد إذا انجرح صار امخطور
?الشهامة فشعبنا متأصله
ديرة الشجعان وافين الشبور
?فكلمات سموه التي لامست الحقيقة تعني الكثير وهو الخبير بمعدن وشهامة أخيه سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ويدرك تماماً سموه وندرك جميعاً نحن أبناء الإمارات أنه إذا تحدث صدق وإذا وعد أوفى.?
?لقد وعد القائد أبناءه بالثأر للشهداء، ولم تمض ساعات حتى كان صقور الجو من أبناء الإمارات يدكون مع أخوانهم في قوات التحالف العربي معاقل المتمردين الحوثيين ومن يقف معهم باليمن.?
?هذا هو القائد الذي وعد فأوفى، والذي حرص على زيارة أبنائه الجرحى في المستشفيات مقبّلاً رؤوسهم بكل حب وحنان وأبوة وأخوّة صادقة في صورة يندر تكرارها.? ?لقد أثبت أبناء الإمارات أن المحن تظهر المعدن الأصيل للشعوب، حيث تتجلى مبادئها التي تربت عليها، وفي الشدائد تتفجر طاقتها الإبداعية الكامنة، لتقدم لوطنها ما لم تره عين أو تسمعه أذن ومالا يتخيله عقل أو يخطر على قلب بشر. ?
?ولقد أثبت أبناء الإمارات أيضاً أن الفرح يمكن أن يخرج من رحم الأحزان، وأن الدموع يمكن أن تعطي ثماراً يانعة، وأن خيوط الفجر الجديد يمكن أن ينسجها ليل دامس. ? ?تلك هي الحقيقة التي حيّرت الباحثين وعلماء الاجتماع وهم يسجلون مشاعر أبيّة لشعب.. وعطاءات سخية لقيادته.. ليسجلا معا ملحمة تاريخية وسيمفونية رائعة صاغ كلماتها زايد الخير «رحمه الله» ويقودها ربان ماهر هو صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله».?
?فما لمسناه على أرض إماراتنا الحبيبة أكبر من أن يصاغ شعراً أو يكتب نثراً أو ينظم في قصيدة أو يوثق في كتاب.. (إنه أعظم من ذلك كثيراً)..?
?لقد تسامى الوطن على جراحه، وارتفع فوق أحزانه، ليضرب أروع الأمثلة للعلاقة بين القيادة والشعب، وهي علاقة يتوقف عندها المؤرخون مليّاً وهم يرون أبناء الشهداء وآباءهم وهم يتقبلون التهاني – لا العزاء – في مصابهم الذي هو مصاب الوطن، بل يتمنون أن يكتب الله لهم الشهادة أيضاً، ويرون الجرحى وهم يعاهدون قائدهم على العودة لميادين الواجب والشرف باليمن مرة أخرى تلبية لنداء الواجب، وللأخذ بثأر أخوانهم الذين ضحوا بأرواحهم لتبقى راية الوطن خفّاقة ومبادئه مصانة ومكانته مهابة.?
?وإذا كان أبناء الإمارات قد ضربوا أروع الأمثلة في التضحية والعطاء من أجل الوطن، فإن قيادتنا الرشيدة أعطت القدوة والنموذج على ما ينبغي أن يكون عليه من يتحمل مسؤولية قيادة السفينة ليصل بها إلى بر الأمان. ?
?وما شهدناه وشهده القاصي والداني في زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة وإخوانهما حكام الإمارات لأسر الشهداء يؤكد أن ملاحم وطنية تتجسد في كل زيارة وأن البيت سيظل بإذن الله موحداً، وسيظل شعب الإمارات واقفا خلف قادته ويشد من أزر جنوده ويشاركهم معنوياً في كل لحظة وهم في الخطوط الأمامية.. هذه هي إمارات زايد الخير .. وها هو زرعه قد أثمر ملاحم بطولية يسجلها التاريخ بحروف من نور ويتغنى بها الأبناء جيلاً بعد جيل.?
?ستظل الإمارات بسمو مبادئها وحب أبنائها وإخلاص قيادتها مرفوعة الهامة.. قوية العزيمة.. مهابة الجانب.. وسيبقى جنودها الأوفياء نموذجاً يحتذى في العطاء في ميادين الشرف والبطولة.?
?الشاعر محمد بن النوه المنهالي ?
عدد اليوم
