لم تذهب توقعات الروماني أولاريو كوزمين مدرب الأهلي، والذي توقع بخوض فريقه مواجهة صعبة أمام الفجيرة، في الجولة الخامسة لدوري الخليج العربي لكرة القدم أدراج الرياح، بل أصاب حديثه خلال المؤتمر الصحفي الذي سبق المباراة «كبد الحقيقة»، حينما تعرض «الفرسان» لهزة جديدة بالتعادل أمام 1-1 أمام الوافد الجديد، ليفقد «حامل اللقب» نقطته السابعة بنهاية الجولة الخامسة، ويكتفي برصيد نقاطه الثماني من فوزين على الشارقة 1- صفر، والوصل 5 - 1، مقابل الخسارة في مباراة الجولة الثالثة أمام الشباب 2- 4، وتعادلين على التوالي مع عجمان من دون أهداف، والفجيرة 1-1.
وهي المرة الأولى منذ موسمين التي يهبط فيها حاجز نقاط الأهلي إلى أقل من عشر نقاط خلال الجولات الخمس الأولى من عمر منافسة دوري المحترفين، بعد أن حصد الفريق 10 نقاط موسم 2012- 2013، مقابل «العلامة الكاملة» في الموسم الاستثنائي السابق بـ15 نقطة.
وعلى الرغم من محافظة الأهلي على قوام أغلب عناصر تشكيلته السابقة والاستقرار الفني بوجود الروماني كوزمين، في قيادة المنطقة الفنية للموسم الثاني على التوالي، علاوة على صفقات التدعيم المتميزة على مستوى اللاعبين المواطنين، بضم حبيب الفردان، عيسى سانتو، ونواف مبارك، بجانب الروماني ميريل رادوي، والتعاقد مع التشيلي كارلوس مونوز الذي عوض الغياب القسري لغياب نجم الفريق البرازيلي سياو بداعي الإصابة، بعد مباراة الجولة الأولى، إلا أن مسيرة الفريق خلال انطلاقة الموسم لم تحقق التطلعات المرجوة لجماهيره.
وأقر عبد المجيد حسين مشرف الفريق الأول لنادي الأهلي، عقب التعادل أمام الفجيرة في المباراة الماضية، بصعوبة مهمة فريقه في المحافظة على اللقب، في ظل الأداء الحالي للاعبين، مؤكداً أهمية اللعب بروح قتالية أكبر، وعدم الاعتماد فقط على المهارات والفنيات التي لا تجدي سبيلاً طالما لم تواكبها الروح.
من جانبه، قال راشد عامر مشرف مراكز التدريب باتحاد الكرة والمحلل الفني بقناة دبي الرياضية، إن «جانب الفرسان خارج النص خلال الموسم الحالي»، مؤكداً أن مستوى أداء الأجانب هو أحد أهم الأسباب الرئيسية في اهتزاز مستوى حامل لقب في انطلاقة مشواره الحالي في المسابقة، وقال عامر «احتاج الأهلي إلى تدعيم صفوف أجانبه عقب نهاية الموسم الماضي، خاصة في ظل تراجع أداء جرافيتي، نظراً لعامل السن على خلاف مواسمه الماضية، والتي ظهر فيها بمستوى متميز للغاية، وكان أحد الأوراق الرابحة في كتيبة «الفرسان».
وأشار إلى أن إصابة البرازيلي سياو في مستهل مشوار الفريق أيضاً تسببت في إرباك الاستراتيجية الفنية للمدرب كوزمين، في ظل الاعتماد الكبير على اللاعب المتميز في خلخلة دفاعات المنافسين، حيث مثل سياو مركز الثقل الفني في تشكيلة الأهلي، بجانب إسماعيل الحمادي على أطراف الملعب، مؤكداً أن الأهلي ما زال يبحث التعويض الأنسب للاعبه الموهوب، وأوضح أن الخسارة أمام فريق الشباب في الجولة الثانية أسهمت بدورها في اهتزاز الثقة، خاصة بعد تقدم الفريق بهدفين خلال المباراة، قبل أن يقبل الخسارة الأولى على ملعبه.
وأضاف عامر أن ارتفاع مستوى المنافسة خلال الموسم الحالي، في ظل الأداء الجيد لأغلب الفرق، وخوضها المواجهات أمام الأهلي بدوافع أكبر لعرقلة حامل اللقب أسهمت أيضاً في تراجع نتائج «الفرسان» مقارنة بالموسمين الماضيين، منوهاً إلى أن مجموعة من فرق الدوري قدمت مردوداً جيداً خلال الجولات الخمس الأولى مثل الوحدة والجزيرة إضافة إلى العين، الأمر الذي ينبئ باحتدام المنافسة بشكل كبير خلال الموسم الحالي.
وحول الحلول الفنية اللازمة لعودة الأهلي إلى مساره الصحيح، رأى أن الفريق قادر على تصحيح أوضاعه والعودة لسباق التنافس بقوة، شريطة ارتفاع المستوى الفني لجميع اللاعبين، ونوه إلى أن الجهاز الفني للفريق سيكون باستطاعته تلافي أوجه القصور التي لازمت الأداء، باستغلال فترة التوقف الحالية لمنافسة الدوري، علاوة على استفادة الفريق من عودة بعض لاعبيه الغائبين أمثال ماجد حسن، والذي قدم بدوره مستويات جيدة في الموسم الماضي، حيث كان لدوره المؤثر في وسط الملعب إسهام واضح في النتائج الإيجابية للفريق.
في المقابل، اتفق منذر عبد الله المحلل الفني لقناة أبوظبي الرياضية مع أغلب النقاط التي تمت إثارتها سابقاً حول أسباب تراجع الأهلي، موضحاً أن حامل اللقب عادة ما يعاني في بداية الموسم التالي، لأنه يكون مطالباً باللعب على ذات الوتيرة التي أنهى بها موسمه السابق، مما يتسبب في المزيد من الأعباء النفسية على اللاعبين.
وأشار إلى تغير ظروف المنافسة للفرسان خلال الموسم الحالي، في ظل غياب عدد من أعمدة الفريق الأساسية أمثال البرازيلي سياو، ولاعب خط الوسط ماجد حسن بداعي الإصابة، مؤكداً أن دور اللاعبين البدلاء لم يكن على ذات المستوى رغم المحاولات الجادة، ولفت إلى الحوافز الكبيرة التي تلعب بها الفرق المنافسة في مواجهة الأهلي فريقاً بطلاً وحاملاً للقب علاوة على الحذر الكبير الذي يشوب أداء دفاع المنافسين في مواجهة هجوم الأهلي المعروف بقوته التي برهن عليها الموسم الماضي من خلال الوصول بعدد أهدافه إلى 56 هدفاً في الدوري كأقوى خط هجوم.
ونوه منذ عبد الله بأن الجهاز الفني للأهلي يدفع ثمن تميز نجومه، خاصة خلال فترات توقف المنافسة لفترات قصيرة لتجمعات المنتخب، لأنه لا يستطيع العمل مع كل عناصر الفريق، في ظل تواجد أكثر من خمسة لاعبين في قائمة المنتخب الوطني الأول.
وأضاف «رغم أن هذا الوضع يجمع الأهلي مع أندية أخرى، مثل العين، الجزيرة والوحدة بنسب متفاوتة، إلا أنه يبقى عاملاً مؤثراً خاصة فيما يتعلق باستراتيجية الجهاز الفني لتلافي الأخطاء والاستعداد بشكل أفضل للجولات المقبلة».
ورأى أن الذخيرة الجيدة من اللاعبين في فرقة الأهلي تمكن الفريق من تجاوز آثار نتائجه السلبية في الوقت الحالي، والعودة بقوة لسباق المنافسة، وقال «بالتأكيد شكل المنافسة في الموسم الحالي تبدو أصعب عن سابقاتها، ولكن يبقى الأهلي دائماً أحد المرشحين بقوة للمنافسة».
عدد اليوم
