الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حملة هيلاري.. أسباب الفتور

15 سبتمبر 2015 22:33
تكثر التكهنات فيما يتعلق بمرشحي الرئاسة الأميركية من «الديمقراطيين»، هناك من يرى أن «بيرني ساندرز» ينطلق، أو ربما حان الوقت لـ«جو بايدن»، وهناك من يتساءل: هل يترشح جون كيري مرة أخرى؟ وماذا عن «آل جور»؟ ومع نهاية صيف من السخط، يتجه «الديمقراطيون» بكآبة إلى الخريف قبل إجراء انتخابات ولاية أيوا. لقد وضعوا كل آمالهم على هيلاري كلينتون، ويخشون الآن من تراجع نتائجها في استطلاعات الرأي. إن حملة كلينتون لم تعد مطمئنة ولا مثيرة بالنسبة لـ«الديمقراطيين»، وهذا يرجع لخمسة أسباب: أولاً، الديمقراطيون لا يستميتون من أجل الرئاسة. لقد احتفظ «الديمقراطيون» بالبيت الأبيض لفترتين رئاسيتين كاملتين تقريباً، وليس لديهم نهم للسلطة كما كانوا، على سبيل المثال، بعد الفشل الذريع لإدارة جورج دبليو بوش أو المنفى الطويل خلال ثلاث فترات رئاسية متعاقبة لـ«الجمهوريين»، والتي سبقت انتخاب بيل كلينتون عام 1992. ولا أحد، بما في ذلك كبار قادة الحزب «الجمهوري»، يعلم أن سيطرة «الجمهوريين» على البيت الأبيض والكونجرس ستؤدي إلى نتائج جيدة. (ولا يدري «الجمهوريون» حتى ما إذا كانوا سيبقون على استمرارية الحكومة الشهر المقبل). لكن تهديد سيطرة «الجمهوريين» لا يزال بعيداً بما فيه الكفاية لدرجة أن الكوابيس «الديمقراطية» لا تزال في مراحلها الأولى، وتفتقر إلى الوحشية التي ستكتسبها بعد عام من الآن. ثانياً، إن فريق هيلاري كلينتون لا يتوق إلى الرئاسة. فالكثير من القيادات العليا لدى كلينتون شهدت لذة فريدة ودفعة العمل المربح الذي يتمثل في حملة رئاسية ناجحة. ولن يكون الأمر أكثر سحراً من توجيه حملة رئاسية ضخمة للمرة الأولى كي تستقر في 1600 شارع بنسلفانيا، موقع البيت الأبيض. وبغض النظر عن البيانات الاقتصادية والعلمية، تتطلب الحملات الناجحة العنصر البشري للتنفيذ. والموظف الذي يعمل 17 ساعة يومياً ثم يذهب إلى منزله ليفكر في حل لمشكلة شائكة، وهو يرقد على سريره ربما يكون غير موجود في حملة كلينتون الثالثة من أجل الوصول إلى البيت الأبيض. هؤلاء المخضرمون يجلبون الخبرة والدهاء، لكنهم على الأرجح يغفون عندما تطأ رؤوسهم الوسادة. ثالثا، بعض «الديمقراطيين» لا ينسجمون مع آل كلينتون. فليس كل «ديمقراطي» يحب بيل أو هيلاري. وبعضهم لم يحب أبداً الزوجين في السلطة. كما أن العديد من النشطاء السياسيين «الجمهوريين» الذين عاشوا خلال تسعينيات القرن الماضي كانوا يستاءون من القصص الشخصية لكلينتون أثناء وجوده في البيت الأبيض وسئموا من الدفاع عن الزوجين ضد الهجمات التي يتعرضان لها. فإذا كان الجمهوريون أكثر صدقاً وأقل شراً في تتبع آل كلينتون في تلك السنوات، لربما لمسوا كراهية الديمقراطيين للزوجين. وربما تكون ورطة البريد الإلكتروني بمثابة تذكير مثير للغضب بمثل هذه النقاط السلبية. وعلى عكس مشكلة بنغازي وغيرها من المشكلات التي تعرضت لهجوم من الحزبين، فإن استخدام هيلاري لحسابها الشخصي على البريد الإلكتروني يعد نوعاً من السلوك يفضل الكثير من «الديمقراطيين» عدم الدفاع عنه. وإذا أثبتت المشكلة أنها أكثر خطورة مما تشير إليه الحقائق حالياً، فإن الأنصار من «الديمقراطيين» سيغضبون من المطالب التي يمتصونها مرة أخرى ويعفون عن خطيئة كلينتون. رابعاً، «الديمقراطيون» مختلفون بشأن مرشحيهم. «الديمقراطيون» بوجه عام لا يؤكدون مرشحيهم بسهولة. وعلى سبيل المثال، كان «آل جور» يواجه مضايقات من «بيل برادلي»، وكان يتعين على جون كيري تخطي «هوارد دين». أما طريق كلينتون إلى الترشح، فيبدو سهلًا بدرجة غير معقولة منذ البداية. بيد أن «الديمقراطيين» سيجعلون حياتها أكثر تعقيداً عن طريق مغازلة «بيرني ساندرز»، أو أن يتمنوا لو كانت تشبة كثيراً «بيل» أو «باراك» أو «اليزابيث» أو أي لاعب سيتم ترشيحه فيما بعد. خامسا، هيلاري من النوع الممل. فهي تعتبر ابنة مطيعة للحزب، وهي كثيرة التفكير ومجهزة تجهيزاً جيدا وامرأة موثوق بها في السياسة. وهناك الكثير من النساء المتخصصات يحببنها. بيد أن هيلاري كلينتون لم يكن لها أبداً مذاق خاص. كان بيل كلينتون شخصاً متهوراً يشبه «روبرت كريج»، وكان باراك أوباما يصفه البعض بأنه أشبه بـ«ظهور آخر للمسيح»، لكن هيلاري ليست متهورة ولا إله. إنها محبوبة بما فيه الكفاية، وهذا ما سيجلب لها الترشيح. فرانسيس ويلكينسون ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©