لم يحصل لاعب على لقب النجم بالإجماع، مثلما حدث مع ميركو فوسينيتش في الجولة الخامسة، لدوري الخليج العربي لكرة القدم، لأن ما فعله المهاجم أمر صعب، ولم يتخيله أحد قبل «كلاسيكو» الجزيرة والعين، ولو أطلق العنان لخياله، ربما يتهم نفسه بالجنون، ولم يتوقف تألق النجم المونتينيجري عند هز شباك «الزعيم» 4 مرات فقط، أو إهداء النقاط الغالية إلى «فخر أبوظبي»، الذي أصبح يحتل المركز الثاني في جدول الترتيب، لكنه كان مقاتلاً بمعنى الكلمة في اللقاء، يقوم بأدواره الدفاعية على أفضل ما يكون، وأيضاً يتقمص شخصية القائد لزملائه، في أغلب الأوقات، على أفضل ما يكون، ومحطة تهدئة اللعب، والتحكم في سير المباراة، وبالتالي استحق إشادة الجميع به، واعترافهم بأنه نجم من العيار الثقيل، ومن المعروف أن البرازيلي جرافيتي مهاجم الأهلي أحرز قبل موسمين 11 هدفاً في أول 5 جولات، بواقع «سوبر هاتريك»، و«هاتريك»، و«ثنائيتين، والغريب أن «سوبر هاتريك» جرافيتي وفوسينيتش في مرمى العين.
وتمثل الأهداف العشرة لفوسينيتش، ثلثي أهداف الجزيرة في البطولة، ومن طريقة تسجيله للأهداف، نشعر بأنه في نزهة، يسجل بكل الأوضاع، وهو يمشي، أو يركض، برأسه، وبقدمه، ومن ضربة الجزاء، ومن الزاوية واليسرى، ما أسهل الأهداف مع فوسينيتش، وما أصعبها مع غيره.
قال عايض مبخوت مدير الفريق الأول لكرة القدم بالجزيرة، إنه منذ 4 مواسم تقريباً، لم ينجح أي لاعب بالجزيرة في تسجيل «سوبر هاتريك»، والآن يفعلها فوسينيتش، ليؤكد للجميع أن الجزيرة يملك قوة ضاربة هجومية لا يستهان بها، وهو أول جزراوي في التاريخ ينجح في هز شباك العين 4 مرات في مباراة واحدة، وأعتقد أن آخر «هاتريك» سجله الجزيرة في مرمى العين، كان بأقدام باري، مشيراً إلى فوسينيتش على المستوى الشخصي، يتعامل باحترافية كبيرة في كل الأمور، ويملك عقلية رائعة يجب أن يستفيد منها اللاعبون الصاعدون، ولا مكان لـ «المزاح» في حياته، وقناعاته لا تعرف المستحيل، ويثق في قدرات نفسه جيداً، وأيضاً قدرات فريقه الذي يلعب له بشكل كبير، ويقاتل في الملعب دائماً حتى اللحظة الأخيرة، ويملك خبرات كبيرة من حياته الاحترافية في ليتشي، وروما، واليوفي، وكلها أندية كبيرة، لها مكانتها الرفيعة على الصعيد الأوروبي.
وقال فوسينيتش ليس مكسباً للجزيرة فحسب، لكنه يمثل إضافة للدوري بشكل عام، ونتوقع منه الكثير في المواجهات المقبلة، ونتمنى أن يستمر على المستوى نفسه، وأن يساعد الفريق في الوصول إلى كل أهدافه، سواء في البطولات المحلية أو في «الآسيوية»، ومن جانبنا نشكر إدارة نادي الجزيرة على التعاقد مع اللاعب، وسوف ندعمه بقوة، لأنه يضع مصلحة الجزيرة فوق كل اعتبار.
ويقول فوسينيتش نفسه أنه يقضي في الجزيرة أسعد أوقات حياته حالياً، وأن أكثر شيء يسعده، هو شعوره بأنه وسط أهله، وأسرته، وأنه سيظل يتذكر الجزيرة بأنه أفضل بداية له في أي مرحلة من مراحله الاحترافية، رغم أنه كان قلقاً منها جداً، لأنه يخطو أولى خطواته في منطقة الخليج، ولم يكن لديه خبرات كثيرة فيها، وأنه لن ينسى أن أول «سوبر هاتريك» في حياته، والذي سجله بقميص الجزيرة في مرمى العين، وثاني «هاتريك» في حياته بمرمى الإمارات بالجولة الثالثة، وأنه لا يشعر بقيمة التسجيل والأهداف، إلا عندما يفوز فريقه، وتخرج الجماهير فرحة بالانتصار.
وأضاف فوسينيتش: كنت أعرف أن مباراة العين صعبة، خاصة أنها جاءت في ظروف قاسية، بعد إهدار الفوز علي الظفرة في الجولة الرابعة، وكنت أتمنى أن نحقق الفوز بأي نتيجة قبل اللقاء، وشاهدت مباراة العين مع الهلال السعودي في دوري أبطال آسيا، وعرفت أننا أمام فريق قوي جدير بالاحترام، وأهدي أهدافي والفوز إلى إدارة الجزيرة، وجماهير النادي، وكل زملائي اللاعبين، بداية من المدافعين، وعلى رأسهم مسلم فايز، وجمعة عبد الله، ومروراً بلاعبي الوسط، وانتهاء بعلي مبخوت الذي يتحرك بشكل جيد، مما يفتح لي المساحات.
في السياق نفسه، يقول جمعه عبد الله إن فوسينيتش أهم إضافة هجومية للفريق في الموسم الحالي، وأنه اسم كبير على مستوى أندية أوروبا، وليس غريباً عليه أن يقدم هذا المردود في دورينا، لأنه تم اختياره بعناية، ويملك سيرة ذاتية مميزة تجعله مرشحاً لارتداء قميص أكبر الأندية الأوروبية.
وأضاف: لم نجد أي مشكلة في الانسجام سريعاً مع شخصية فوسينيتش، لأنه إنسان بسيط برغم جديته التي تبدو على وجهه، وهو متواضع رغم تاريخه الطويل والمشرف في الملاعب، وهو واثق من نفسه رغم «المطبات» الصعبة التي يواجهها أي فريق في مشواره مع الكرة، وأصبح واحداً منا، ودخل في المنظومة سريعا، ويشجع كل زملائه ويحثهم دائماً على تقديم الأفضل، فهو لا ينشغل بنفسه عن الآخرين، ويمنح لمن حوله خبراته ببساطة، ونحن سعداء بوجوده بيننا.
وسابقا عندما كان فوسينيتش في صفوف ليتشي الإيطالي، قال عنه مدربه التشيكي زدينيك زيمان في وجود فوسينيتش تأكد أن الفريق قادر علي التسجيل في أي لحظة، فهو خطر يتحرك دائماً في اتجاه المنافسين»، وفي روما قال عنه مدربه لوتشيانو سباليتي «ميركو لاعب رائع، يمكنه أن يلعب رأس حربة صريحاً، أو متأخراً، وفي الجناحين بالدرجة نفسها من الإجادة، وهو دائماً على الموعد مع الأهداف الحاسمة».
فيما وصفه مدربه السابق اليوفي أنطونيو كونتي بأنه نموذج للاعب الحديث، ووجوده دائماً يرفع من قيمة الفريق، ويملك القوة البدنية والذهنية، ويشعرك دائماً بأنه جائع للكرة، ويملك مواهب كبيرة فنياً وذهنياً، ويفهم كل الأمور بمنتهى السرعة، كما أنه قوي البنية، وسريع التحرك، ويوجد دائماً لمساعدة الفريق في أي وقت.
عدد اليوم
