الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

نباتات الزينة لمسات خضراء على الأمكنة المغلقة

نباتات الزينة لمسات خضراء على الأمكنة المغلقة
24 يناير 2011 20:27
تبقى جمالية نباتات الزينة الداخلية مرهونة بقدرة أصحاب المنازل على رعايتها والاهتمام بها لتظهر بالصورة الجذابة وتمارس دورها الفعلي في استكمل ديكور المكان، وكعنصر جمالي يعمل على نشر مفهوم الحياة بين الجدران والأركان الصامتة لتكون النبتة الخضراء الصغيرة أشبه بالتحفة الموضوعة بهدوء لتبهج ردهات المنزل. يتطلب الأمر طبعا وجود عنصر التنسيق الذي يستلزم بدوره مهارة فنية في انتقاء مجموعة من النباتات التي تتلاءم مع بعضها البعض لتكمل كل واحدة الأخرى، وتجمع في توليفة أنيقة جذابة، في أصص أو أحواض تلائم طبيعة الطراز ونمطه، لتكتمل اللوح والمشهد وفق الرؤية التي يضعها المنسق وبما يتماشي مع تفاصيل المكان ونمطه. يعرفنا منسق النباتات الزينة الداخلية والزهور حول عملية تنسيقها ونظم رعايتها. يقول المنسق الزراعي عماد الكردي: يفسر التنسيق على أنه فن تجميع الأشياء بطريقة أنيقة وجذابة، هذا الفن يعتمد بالدرجة الأولى على مدى إبداع وتذوق المنسق ومهارته في وضع الفكرة والخطوط الأساسية التي يرتكز عليها من خلال تفاصيل المكان وديكور، ومدى تناسقه مع الألوان أيضا. فالبيت الذي ينتهج الطراز الحديث يمكن أن ننتقي فيه الأصيص السادة وبما يتوافق مع لون الأثاث، منها الأبيض الأحمر الأسود، أو الزهري والبنفسجي، أو أحواض المرايا، والزجاج الشفاف الذي يعكس جمالية العمل من خلال ما يتخلله طبقات الرمل من أحجار ملونة الذي سنشير إليه لاحقا. أما الطراز والنمط الكلاسيكي، فيكون استخدام البورسلان أو الأصص الفخارية، المزدانة بنقوش وزخارف مستمدة من الألوان الترابية أو الألوان المحروقة. فعملية تشكيل وتنسيق الأصيص أو الأحواض يتطلب بداية انتقاء النباتات التي تنسجم مع بعضها البعض وتتوافق بيئيا، لتكتمل بها سيمفونية الجمال والتألق. فالأقنية أو الأحواض النباتية تشكل في نهاية الأمر لوحة جمالية خاصة نزين بها منازلنا، ويمكن أن نهديها إلى الآخرين في مناسباتهم المختلفة، حيث تقدم بطريقة تتلاءم مع طبيعة المناسبة من خلال إكسسوراته التي تعبر عن طبيعة الحدث. تحف حية يتابع عماد الكردي: هذه التحف الحية من نباتات الزينة الداخلية تعتمد على نوعية النباتات بطيئة النمو، فتحافظ التحفة النباتية على شكلها فترة من الزمن. ومن هذه النباتات نجد الصباريات بأنواعها، الهيدرا، الكلاثيا، كوردلينا، وبعض أنواع النخليات، كوردلينا، دراسينا والكثير من نباتات الزينة الداخلية التي لا حصر لها. وحول مراحل تنفيذ هذه التحف الحية، يشير الكردي: بداية نضع تربة بمقدار معين في أصيص زجاجي شفاف حتى يظهر تفاصيل العمل يشكل فني رائع، بعد أن أضفنا التربة السوداء الخاصة بالنباتات الداخلية، نسوي السطح جيدا ثم نضع الطحالب التي تحافظ على رطوبة التربة فترة من الزمن، كما أن وجودها يضفي قيمة جمالية من الشكل الذي يتخلل الزجاج ثم نضيف قدرا بسيطا من التربة السوداء ونلحقه بقطع من الأحجار الصغيرة الملونة الزاهية التي تنسجم مع لون الأثاث، ثم بعد ذلك نضيق قدرا من التربة السوداء مجددا ثم نبدأ بعملية تنسيق النباتات المنتقاة، فنضع النبتة الكبيرة في المنتصف والنبات الصغيرة على أطراف الأصيص الزجاجي ويفضل وضعها في مستويات مختلفة، ثم تسوى جيدا التربة، وتوضع الطحالب على سطح التربة، بحيث تمنحنا طابع ومنظر العشب، وفي نهاية الأمر نوزع الأحجار والإكسسورات والأصداف أو أي قطع من التحف الموجودة في المنزل، يمكن أن تبرز جمال وإطلالة هذه اللوحة وتكسب إيقاعا طبيعيا رائعا. فالأمر يتوقف أولا وأخير على ذوق المنسق في عملية توزيع هذه النباتات بطريقة فنية إبداعية. وهناك الكثير من الأفكار التي يمكن أن يستلهمها المرء من الطبيعة وعناصرها المحيطة بنا. يضيف الكردي قائلا: ينزعج الأفراد عندما يقتنون نبتة داخلية وتتدهور صحتها بسرعة، ولا يكتب لها البقاء فترة أطول، ولهذه الظاهرة أسباب أهمها: المكان الذي يوضع فيه النبات، فيجب معرفة الاحتياجات الضوئية لكل نوع من نباتات الزينة؛ حتى يمكن وضعه في الظروف الضوئية الملائمة، فنجد الأماكن المعرضة لضوء الشمس المباشرة خلال فترة النهار، إنما تناسب النباتات العصارية والصبارات، بالإضافة إلى بعض النباتات المزهرة مثل الجاردنيا والبيجونيا، وتعمل أشعة الشمس على تلوين العصارات بألوانها الطبيعية وتساعد النباتات المزهرة على إتمام عملية الإزهار؛ نظرا لكون عملية الإزهار تعتمد على فترة سطوع الشمس. ويستكمل حديثه قائلا: كما يمكن إخراج نباتات الزينة في الصباح الباكر وتركها فترة حتى تنتفع من إضاءة الشمس الباردة ثم تعاد إلى الداخل مرة أخرى. كما وتعتبر البيئة الرطبة من أهم عوامل نجاح نباتات التنسيق الداخلي، فيجب أن لا تقل نسبة الرطوبة عن أجواء المنزل الداخلي عن 30 %، وكلما ارتفعت نسبة الرطوبة ارتفعت معها نسبة نجاح نباتات الزينة الداخلية، وكلما انخفضت نسبة الرطوبة تبدأ أعراض دونو أجل النبتة تظهر عليها، حيث تتساقط أوراقها وتتحول حوافها إلى اللون البني ثم تموت النبتة. تجنب التغيير الفجائي يمكن تطبيق فكرة تنسيق عدة نباتات في أصيص واحد كبير نوعا ما، بحيث تكون ذات احتياجاتها للرطوبة متفاوتة، فهنا تعوض كل نبتة الأخرى أثناء قيامها بعملية النتح (وهو خروج قطرات الماء من مسام الورقة)، فيتم تعويض النباتات المنسقة في أصيص واحد، فكل واحدة تكمل احتياجات الأخرى. وفي الوقت نفسه يجب إجراء عملية التهوية، وذلك بتجديد الهواء حول النبات كي نحقق التوازن المطلوب بين النباتات، بعد أن قام أحد النباتات بعملية النتح، فوجب إعادة التوازن لها من خلال التهوية، وذلك بنقلها إلى الخارج في الصباح الباكر لفترة محددة، أو تعريضها للهواء من خلال فتح النوافذ. كما يجب تهوية التربة، وذلك بخربشة سطح تربة الأصيص بحذر شديد حتى لا نسبب أي أذى للجذور. هذه العملية مردها إلى تعبئة ثنايا حبيبات الرمل بالأكسجين حتى تتنفس الجذور. ويضيف الكردي: يجب أن لا تتعرض نباتات الزينة الداخلية إلى تغير فجائي في درجة الحرارة كصعود وانخفاض سريعان، الأمر الذي يؤدي حتما إلى تدهور صحتها وظهور أعراض المرض عليها، فتتحول حواف الأوراق إلى اللون البني، وتتساقط أوراقها وتموت، لذا ينصح بتغير درجة الحرارة بطريقة تدريجية حتى تتأقلم النبتة الجديدة على المكان والموقع الدائم لها. أما درجة الحرارة المثلى لنمو نباتات الزينة الداخلية هي ما بين 18 إلى 24 درجة مئوية. ويؤكد الكردي أن السبب الرئيسي التي على ضوئها تموت النبتة بسرعة شديدة هو عملية الري، فنجد مقتني نباتات الزينة الداخلية يحرصون على ريها وفي التعليمات والنصائح التي قد أخذوه، كأن يتم ري النبتة مرة واحدة أسبوعيا، أريد أن أشير أن عملية ري النبتة يتحكم فيها بعض العوامل كحجم الأصيص، وموقع النبتة ومدى تعرضها لأشعة الشمس أوللهواء الجاف، كل ذلك يؤدي إلى سرعة جفاف التربة، واحتياج النبتة للماء، فلا بد من تحسس التربة جيدا بأطراف الأصابع إذا وجدنا أن التربة ما زالت رطبة، فلا يفضل أبدا ريّها إلى أن تصل التربة إلى الجفاف التام حتى يعاد ريّها من جديد، وذلك بإضافة كوبين من الماء. كما يفضل تركها تجف لمدة يوم بين كل يومين متتاليين ونقوم قبل الشروع بريّها على تحريك التربة بواسطة عود صغير حتى نساعد على تهويتها. وأنوه مجددا إلى أن العامل المحدد لمعرفة حاجة النبات للماء هو بداية جفاف التربة على عمق 3 سم من سطح التربة مع العناية الدائمة بوجود صرف جيد للماء الزائد حتى لا تتعرض جذورها للتعفن. تسميد نبات الزينة حول عملية التسميد، يقول الكردي: بعد أن تعرفنا على وضع نباتات الزينة الداخلية من حيث العوامل المؤثرة وكيف يمكن التغلب على هذه الظروف يأتي الآن دور عملية تغذية النباتات التي تعيش في الوسط الترابي التي تحتوي على عناصر غذائية ومواد معدنية تمنح النبتة القوة والاستمرارية والنمو، ومن المعروف أن النبات يتغذى على عملية التمثيل الضوئي، ودور السماد ينصب على تشجيع النمو الجذري وعملية التزهير وتقوية الأفرع والسيقان وتتم عملية التمسيد مرة واحدة كل أسبوعين أو في الشهر، ويجب ري النبتة قبل تسميدها أو أن تكون التربة الرطبة نوعا ما، لأن الأسمدة الصلبة أو السائلة تعمل على حرق الجذور إذا كانت التربة جافة. وأيضا التسميد الزائد الذي يؤدي إلى حرق الجذور وموت النبتة، ففي حال تم إضافة كمية زائدة من السماد يمكن التقليل من تأثيرها من خلال إجراء ري متكرر مع وجود صرف متكرر أيضا للتخلص من الماء الزائد. وتبقى عملية تنظيف النباتات الداخلية التي لا بد أن تظهر متألقة لامعة فيضل استخدام قطعة قماش مبللة وتمسح بها الأوراق، والابتعاد قدرا ما من استخدام الملمعات التي تؤدي إلى إغلاق مسمات النبتة؛ مما يعيق من عملية التنفس، ولكن إذا أراد المرء استخدام الملمع فيفضل أولا استخدام الطريقة السابقة، وهي مسحها بقطعة قماش ثم رشها بالملمع. إضاءة الضوء غير المباشر صالحا لمعظم أنواع نباتات التنسيق الداخلي؛ نظرا لكونها استوائية الأصل، فهي تعيش تحت ظلال الأشجار في الغابات، ولكن هناك بعض نباتات الزينة الداخلية لا تقوى أيضا على تحمل الإضاءة القوية ويناسبها الإضاءة المنخفضة، لذا يفضل وضعها في أماكن بعيدة عن النوافذ أو فتحات الإضاءة الخارجية، من هذه النباتات نجد الشميدوريا الاجلونيا والسفندر والاسبدسترا وفي حال عدم معرفة المرء بطبيعة النبتة ودرجة احتياجها للضوء يمكن وضعها بالقرب من الاضاءة غير المباشرة ففي حال ظهرت عليها بقع بنية وتساقط أوراقها، تلتف وتذبل فيجب أخذها بعيدا إلى مكان خافت ومنخفض الإضاءة، وفي ما وجدنا أن النبتة قد أخذت منحىً آخر من الأعراض، حيث يبهت لونها ويميل إلى الاصفرار فالمشكلة تمكن في قلة الضوء.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©