سنغافورة (ا ف ب) - يسعى الالماني سيباستيان فيتل إلى أن يصبح اصغر سائق يدافع عن لقبه بنجاح في بطولة العالم للفورمولا-1 عندما يخوض جائزة سنغافورة الكبرى على حلبة “مارينا باي”، المرحلة الرابعة عشرة من البطولة.
وحقق الالماني الشاب 24 عاما موسما خارقا حتى الآن على متن سيارة ريد بول رينو، إذ احرز لقب 8 سباقات من اصل 13، ويتصدر ترتيب السائقين برصيد 284 نقطة، متقدما على الإسباني فرناندو الونسو سائق فيراري 172 نقطة، والبريطاني جنسون باتون سائق ماكلارين مرسيدس وزميله الاسترالي مارك ويبر لكل منهما 167 نقطة.
ويأمل فيتل تحقيق ثلاثية بعد فوزه في سباقي بلجيكا وايطاليا الاخيرين، للمرة الثانية هذا الموسم بعد تتويجه في تركيا وإسبانيا وموناكو على التوالي. ويدرك فيتل أن عليه تخطي الظروف الصعبة في حلبة مارينا باي المتطلبة من حيث درجة الحرارة المرتفعة والرطوبة، بالاضافة الى المنافسة المنتظرة من باقي السائقين.
ويتقدم فيتل بـ112 نقطة على الونسو، ولكي يحرز اللقب عليه أن يتقدم بفارق 125 نقطة عن أقرب خصومه قبل خمس مراحل على نهاية الموسم. ويكفي فيتل الفوز وفشل الونسو في الصعود على منصة التتويج في جولة الاحد.
وقال ادريان نيوي المدير التقني لريد بول: “يريد سيباستيان أن ينال بطولة العالم عن جدارة، وهذا ما أظهره في مونزا. وما هو مميز لديه انه لا يرتكب الخطأ عينه مرتين. العام الماضي، قيل انه رائع اذا تصدر السباق وانه لا يعرف كيف يتخطى السائقين. لن نسمع هذا القول مجددا بعد ما جرى في السباقات الأخيرة”.
اما الونسو، الفائز مرتين في سنغافورة، اخرهما العام الماضي، فقد عبر عن رغبته تأجيل تتويج فيتل لاسبوع آخر على الاقل، كما ينوي ثنائي ماكلارين المؤلف من باتون ومواطنه لويس هاميلتون المتوج في سنغافورة منذ عامين، البقاء في دائرة المنافسة.
وتوقع مارتن ويتمارش مدير ماكلارين أن يكون السباق “مكهربا” نظرا لاستخدام السائقين نظام “دي ار اس” خلال الخطوط المستقيمة: “لحسن الحظ لدينا سائقون لا يحبذان البقاء وراء باقي السيارات، لكن اضافة دي ار اس تعني اننا قد نشهد سباقا مكهربا الاحد المقبل، الحلبة عريضة كفاية لتحمل المنافسة القريبة وامل أن نرى التجاوزات”.
اما هاميلتون بطل العالم السابق فقال: “لن استسلم أبدا وسأقود للفوز كما جرت العادة”. وسيكون السباق المقبل الرابع في العصر الحديث على حلبة سنغافورة، ويتوقع أن يجلب عددا كبيرا من الجماهير في مدينة استضافت اول نسخة من السباق عام 1961.
ويقام سباق الاحد تحت 1500 ضوء كاشف بقوة اربعة اضعاف من اي حدث رياضي آخر. وسيكون سباق سنغافورة الاول بين سلسلة طويلة خارج القارة الاوروبية، اذ تتنافس الفرق بعدها في اليابان وكوريا الجنوبية والهند وأبوظبي قبل اختتام الموسم في البرازيل.
من ناحية أخرى يسعى فريق مكلارن لمواصلة الضغط بقوة في السباقات الستة المقبلة على الرغم من هيمنة فريق ريدبول وسائقه الألماني سيباستيان فيتل على مجريات البطولة حتى الآن.
ويبتعد ثنائي مكلارن جنسن باتون ولويس هاميلتون بفارق 117 و 126 نقطة على التوالي عن متصدر البطولة فيتل، في حين تنفرد ريدبول بصدارة بطولة الصانعين بفارق 126 عن فريق ووكينج.
وتمكن الثنائي من إحراز أربعة انتصارات للمكلارن هذا الموسم، مع تعرضهما للكثير من الأخطاء القيادية أو الميكانيكية أدت الى ابتعادهم عن البطولة.
وأعلن المدير الإداري في مكلارن جوناثان نيل أنه على الرغم من الوضع المخيب للآمال، إلاّ أنّ الفريق لن يوقف تطوير السيارة، معترفاً بإصرار فريقه على المنافسة بحماس في السباقات الأخيرة من البطولة.
وقال: “نحن نتطلع إلى السباقات الستة المقبلة كفرص إضافية لإحراز الانتصارات. نحن هنا لأننا نريد الفوز بالسباقات وحتى بالبطولة، ولا زال من المبكر جداً الانسحاب من المعركة بشكل كليّ”.
من ناحية أخرى أكد الألماني سيباستيان فيتل حامل لقب بطولة العالم لسباقات سيارات فورمولا -1 أنه لا يشعر بأي نوع من الضغط لإحراز لقب بطولة العالم لهذا العام الأحد المقبل في سباق الجائزة الكبرى الليلي بسنغافورة، وذلك رغم أهمية هذا السباق في إطار سعيه لتحقيق إنجاز تاريخي.
وقال: “يتمتع السباق بنفس القدر من الأهمية التي يتمتع بها باقي سباقات بطولة العالم التي تمكننا من الفوز بالبطولة”. وأضاف: “لا أشعر بأي ضغوط إضافية لكي أفوز بلقب بطولة العالم هنا.. دائما ما نواجه جميعا الضغوط نفسها”.
وأكد فيتل أن هدف فريقه النمساوي ريد بول قبل المشاركة في الموسم الحالي من بطولة العالم لسباقات فورمولا -1 كان الحفاظ على اللقب وأنه “يجب علينا فقط أن نذكر أنفسنا بهدفنا من بداية الموسم.. يجب أن نتسابق ونقوم بعملنا التقليدي”.
وأضاف: “الى الآن، لم نفز بأي شيء” محافظاً على تواضعه حول فرصه في إحراز لقب السباق السنغافوري الأحد. ومع سعيه لإحراز لقبه التاسع بالموسم، يتصدر فيتيل الترتيب العام للسائقين بهذا الموسم بفارق 112 نقطة أمام أقرب منافسيه الإسباني فيرناندو ألونسو سائق فريق فيراري.
واعترف ألونسو، الفائز بسباق سنغافورة عام 2010، بأنه لم يعد يؤمن بوجود فرصة لديه لانتزاع لقب بطولة العالم من فيتل هذا العام. وقال: “لقد قدم السائق الألماني (فيتيل) عروضاً مذهلة، ولم يقع في أي أخطاء”. وأضاف: “نعرف أننا لا يمكننا أن ننافس على لقب التور”، متيمناً باسم أشهر سباق دراجات في العالم “تور دو فرانس”. ومع ذلك فقد بدا ألونسو حريصاً على الأقل على تأجيل تتويج فيتل باللقب مؤكداً أنه ما زال يريد الفوز ببعض السباقات.
وجمع فيتيل حتى الآن 284 نقطة قبل السباقات الستة الأخيرة بالموسم مقابل 172 نقطة لألونسو. وسيكون على السائق الإسباني “30 عاما” أن يفوز بأربعة ألقاب على الأقل إلى جانب جمع 13 نقطة من كل من السباقين الأخيرين من أجل الفوز بلقبه الثالث ببطولة العالم لسيارات فورمولا -1. ولكن الأمر لا يتوقف عند هذا الحد، حيث سيكون من الضروري أيضا أن ينهي فيتيل جميع السباقات الستة الأخيرة بالموسم خارج جدول النقاط.
ويقام السباق تحت الأضواء الكاشفة ويضم 61 لفة على مضمار طوله 5073 متراً متضمناً 23 انحناءة، ويعد واحداً من أطول سباقات بطولة فورمولا -1.
إلى ذلك أكّد الاتحاد الدولي لرياضة السيارات استخدام منطقة واحدة فقط لتفعيل الجانح الخلفي المتحرك خلال جائزة سنغافورة الكبرى نهاية هذا الأسبوع، وحدد الاتحاد الدولي المنعطف الرابع لتحديد الفارق بين السيارات، وتشغيل الجانح الخلفي المتحرك بعد الخروج من المنعطف الخامس الذي يشهد خطا مستقيما طويلا.
ويأمل الاتحاد الدولي أن تساعد القوانين الجديدة في عملية التجاوز على حلبة عرف عنها صعوبة التجاوز بسبب نوعية المسار الضيقة.
تجدر الإشارة الى أنّ الاتحاد الدولي استخدم منطقتين مستقلتين لتفعيل الجانح الخلفي خلال السباق الأخير في مونزا.
ومن المتوقع أن يشهد السباق طقسا متقلبا اعتبارا من اليوم، فقد سبق وأن هطلت الأمطار بغزارة هذا الأسبوع في سنغافورة، ويتوقع هطول المزيد من الأمطار مع اقتراب السباق الرابع على التوالي التي تستضيفه مارينا باي في بطولة العالم لسباقات الفورمولاـ1.
وأعرب السائقون في السنوات السابقة عن مخاوفهم إزاء هطول الأمطار في السباق الليلي وتأثيره بشكل واضح على الرؤية، مع الأضواء الساطعة التي تعكس على أرض الحلبة، كما أن الحلبة تجف بشكل بطيء جداً بسبب الرطوبة العالية، علاوة على أن الضباب يجتاح سماء سنغافورة جرّاء الحرائق المشتعلة في إندونيسيا.
كلينسمان معجب بـ «لياقة الفورمولا ـ 1»
أبدى مدرب المنتخب الألماني السابق لكرة القدم يورجن كلينسمان إعجابه باللياقة البدنية لسائقي الفورمولا ـ1 وقال كلينسمان الذي فاز ببطولة العالم مع المنتخب الألماني عام 1990 “إنه أمر غريب عندما تنظر لتدريبات سائقي الفورمولا- 1. نظام تدريبهم لا يقارن بتاتاً بكرة القدم”. وأضاف كلينسمان قائلاً: “يمكن للاعبي كرة القدم تعلم الكثير من سائقي الفورمولا- 1 الانضباط، التركيز بشكل لا يصدق، والاهتمام بالأساسيات”. تجدر الإشارة إلى أنّ سائق الفورمولا- 1 كسيباستيان فيتل يتدرب 35 ساعة أسبوعياً، مقارنة مع 10 ساعات في الأسبوع للاعب كرة القدم المحترف.
عدد اليوم
