الأربعاء 17 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ليس كل ما يتراءى في المنام «أضغاث أحلام» !

ليس كل ما يتراءى في المنام «أضغاث أحلام» !
24 يناير 2011 20:24
لا أحد منا يعلم علم اليقين الأسباب الحقيقية الكامنة وراء حلمنا خلال النوم. لكن علماء النفس يقولون إن خاصية الحلم من بين الخواص التي طورها الإنسان لمساعدته على البقاء، وإعانته على التكيف مع مشاق الحياة والتغلب على مصاعبها والقدرة فيما بعد على مواجهة تحدياتها. تقول ساندي جينسبورج، طبيبة نفسانية تشرف على جلسات جماعية للحلم بشكل أسبوعي: “كان الحلم موجوداً حتى في حقبة ما قبل التاريخ، وكان الإنسان القديم يتساءل في أحلامه عن كيفية الدفاع عن نفسه والنجاة من الوقوع فريسةً بين فكي النمر وأسنانه القاطعة؟” وتضيف “كانت الأخطار التي تحدق بالإنسان القديم تُخيم على أحلامه عند النوم، ونحن أيضاً تُراودنا أحلام يتمحور جلها حول الرغبة في البقاء والتغلب على ما يواجهنا من مصاعب”. ومن جهتها، تقول ديردري باريت، عالمة نفس سريري وأستاذة بكلية الطب في جامعة هارفارد، “قُرابة ثُلُثي الأشخاص الذين شملهم الاستطلاع قالوا إنهم تمكنوا عبر الحلم من حل إحدى مشكلاتهم”. وقد يكون ذلك راجعاً إلى كون الحلول التي تتراءى لنا على شكل صور في الأحلام تتفوق أحياناً على الدوائر المغلقة التي تُبحر فيها عقولنا ووعينا وتحليلاتنا المنطقية. ويحفل التاريخ القديم والمعاصر بالعديد من القصص التي تروي كيف يمكن أن يتحول الحلم إلى اكتشاف أو ابتكار أو حل لمشكلة عويصة قد تكون اقتصادية أو علمية أو اجتماعية، كما قد تكون ذات أبعاد استراتيجية تحدد مصير شعوب لسنوات مثل قصة العزيز والسنوات السمان والعجاف في تاريخ مصر الفرعونية. وفي التاريخ المعاصر، حدث هذا مع علماء مرموقين أقروا بأن الفضل في بعض اكتشافاتهم يعود إلى بعض ما راودهم من أحلام، والتي أضافت إلى قائمة خياراتهم خيارات أخرى لم تتبينها مداركهم إلا بعد رؤيتها في الحلم. ففي عام 1920، تراءى للطبيب النمساوي أوتو لوفي، الذي فاز لاحقاً بجائزة نوبل (عام 1936)، حلم حول تجربة ضفدع قاده فيما بعد إلى اكتشاف أن موجات السُيال العصبي تنتقل كيميائياً وليس إلكترونياً كما كان يُعتقد آنذاك. وقبل ذلك وفي عام 1864، اكتشف عالم الكيمياء الألماني فريديريتش كيكول بنية جزئية البنزين بفضل مشاهدته حلماً يُصور ذرات متساقطة تُشكل جسم حية متربصة تدور حول نفسها وتعض ذيلها، وهو ما ألهمه لاكتشاف الشكل الحلقي لجزيء البنزين، وهو ما مهد الطريق للعديد من الاكتشافات الأخرى في مجال الكيمياء العضوية الحديثة. عن “لوس أنجلوس تايمز”
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©