الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

إحباط هجمات متزامنة لـ «القاعدة» في اليمن

10 سبتمبر 2012
عقيل الحـلالي (صنعاء) - كشف الرئيس اليمني الانتقالي، عبدربه منصور هادي، أمس الأحد، عن إحباط السلطات الأمنية “مخططاً إرهابياً وجهنمياً” لتنظيم القاعدة، كان يستهدف تفجير ثلاث سيارات مفخخة، في وقت واحد، في أماكن عامة في العاصمة صنعاء ومحافظتي عدن وحضرموت. وقال هادي، لدى استقباله بالقصر الرئاسي بصنعاء أعضاء مجلس الشورى، وهو مجلس استشاري يضم 111 عضوا معينين بمرسوم رئاسي، إن المخطط كان يستهدف تفجير ثلاث سيارات مفخخة، بشكل متزامن، في حي “باب اليمن”، المكتظ بالمارة والباعة، وسط العاصمة صنعاء، ووسط حي “كريتر”، بمدينة عدن (جنوب)، وأمام “دار المصطفى” التعليمي الديني في مدينة تريم بمحافظة حضرموت، جنوب شرقي البلاد. وأضاف الرئيس اليمني، المنتخب نهاية فبراير لولاية انتقالية مدتها عامان: “لو أن هذه السيارات انفجرت في وقت واحد .. كيف ستكون صورة اليمن في الخارج وفي الداخل، وما هو الانطباع والتصور الأول لدى كل شخص عند سماعه مثل هذا النبأ الدموي الإرهابي الفظيع”. وذكر أن تنظيم القاعدة “أثر على سمعة اليمن في الداخل والخارج، كما أثر على اقتصاده” المتدهور منذ سنوات على وقع أزمات سياسية وأمنية واجتماعية يعاني منها هذا البلد، الأفقر في المنطقة، مشيرا إلى أن 34 شركة دولية كانت تنقب عن النفط والمعادن في اليمن “قد تأثرت” بالحرب المفتوحة بين صنعاء وتنظيم القاعدة. لكنه أكد أن بلاده ستقف “بالمرصاد” لتنظيم القاعدة، الذي خسر، منتصف يونيو، معاقله الرئيسية في محافظتي أبين وشبوة الجنوبيتين، إثر هجوم واسع للجيش اليمني عليه هناك. وطالب جميع القوى السياسية والاجتماعية وعلماء الدين، إلى “استشعار هذا الخطر الإرهابي الشرير”، و”الوقوف ضد هذه الأعمال الإرهابية الفظيعة التي باتت تأثيراته تنعكس على أوجه الحياة الاقتصادية بكل صورها”. وحذر هادي من استراتيجية “القاعدة” التي قال إنها تستهدف “التأثير على صغار السن” لضمهم إلى صفوف التنظيم، الذي درج، منذ سنوات، على مهاجمة منشآت يمنية اقتصادية ومراكز أمنية، بعد أن كانت هجماته مقتصرة، خلال الفترة من 2000 و2008، على أهداف غربية ومنشآت دبلوماسية في اليمن. وقال: “لا نريد أن نكون ضحية أخرى للإرهاب أو العنف، ولا بد من تغليب النظام والقانون وفتح صفحة جديدة”، مبديا تفاؤله بإمكانية حل كافة “المشكلات والقضايا العالقة” التي يعاني منها اليمن، عبر مؤتمر الحوار الوطني، المزمع إطلاقه أواخر نوفمبر القادم، بموجب اتفاق لنقل السلطة ترعاه دول مجلس التعاون الخليجي، لمنع انزلاق هذا البلد إلى أتون حرب أهلية، على وقع احتجاجات العام الماضي، التي أجبرت الرئيس السابق، علي عبدالله صالح، على التنحي مطلع هذا العام. وفي لقاء منفصل، رحب الرئيس اليمني بالاستثمارات الأميركية والأوروبية في بلاده، خصوصا في مجال التنقيب عن النفط والغاز والمعادن. واستعرض هادي مع وفد شركة “باور انيرجي جروب” الأميركية، فرص هذه الشركة في الاستثمار في مجال التنقيب عن النفط والغاز، إضافة إلى “بناء محطة كهربائية بطاقة خمسمائة ميجاوات في مدة زمنية لا تتجاوز العشرين شهرا”، حسبما ذكرت وكالة الأنباء اليمنية “سبأ”. ووعد مانحون دوليون، التقوا الأسبوع الماضي في العاصمة السعودية الرياض، بتقديم مساعدات لليمن بقيمة 6.4 مليار دولار، بهدف إخراج هذا البلد من أزمته الاقتصادية المتفاقمة منذ يناير 2011. إلا أن الأكاديمي والخبير الاقتصادي اليمني طه الفسيل، استبعد قدرة اليمن على جذب استثمارات خارجية أو الاستفادة من وعود المانحين”دون تحقيق الأمن والاستقرار”، في ظل استمرار تعرض خطوط أنابيب النفط والغاز في هذا البلد لأعمال تخريب متكررة منذ أكثر من عام. وقال الفسيل، وهو مسؤول حكومي سابق، في تصريح لقناة تلفزيونية يمنية، أمس الأحد: “بمجرد توفير الكهرباء والمشتقات النفطية فإن عجلة التنمية ستبدأ بالدوران”، داعيا الأطراف السياسية المتصارعة إلى “الترفع” عن المكايدات الحزبية، و”تغليب المصلحة الوطنية العليا”. وبدأت فرق فنية تابعة لوزارة النفط والمعادن، أمس الأحد، بإصلاح أنبوب نفطي في محافظة مأرب، بعد أيام من تعرضه للتفجير من قبل مجهولين. من جهة أخرى، أقر البرلمان اليمني، أمس الأحد، استجواب وزيري الدفاع والداخلية، السبت القادم، بشأن “اختلالات أمنية” شهدتها البلاد مؤخراً. وكان نواب طالبوا باستجواب وزير الدفاع، اللواء ركن محمد ناصر أحمد، وقيادات أجهزة المخابرات بشأن غارة جوية أودت بحياة 13 مدنياً، مطلع الأسبوع الماضي، في بلدة “رداع”، جنوب شرق صنعاء، فيما دعا آخرون إلى استجواب وزير الداخلية، اللواء عبدالقادر قحطان، في ملابسات محاولة اغتيال أمين عام الحزب الاشتراكي، ياسين سعيد نعمان، أواخر الشهر الماضي، وسط العاصمة اليمنية. وأمس الأول، اعتذر وزير الداخلية عن حضور جلسة السبت، بسبب عدم اكتمال التحقيق في بعض “الاختلالات الأمنية”. إلى ذلك، انتقد نائب يمني، أمس، حضور عدد كبير من النواب برفقة ميليشيات قبلية مسلحة إلى مقر البرلمان، في حي “التحرير”، وسط العاصمة صنعاء. وقال النائب، نبيل الباشا، إن “أكثر من 3000 مسلح يحاصرون مقر البرلمان” أثناء انعقاد الجلسات، محذراً من تبعات هذه الحشود المسلحة على أمن وسكينة الأحياء السكنية المجاورة للبرلمان. وأبدى سكان في حي “التحرير” مخاوفهم من اندلاع مواجهات مسلحة بين تلك الميليشيات، المدججة بأسلحة رشاشة ثقيلة، على خلفية صراع دائم بين نواب مناهضين وموالين للرئيس السابق علي عبدالله صالح، في إشارة إلى نائب رئيس البرلمان، حمير الأحمر، شقيق زعيم قبيلة “حاشد”، الشيخ صادق الأحمر، والنائب محمد الشايف، نجل زعيم قبيلة “بكيل”، الشيخ ناجي الشايف.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©