لا تحزني وقد أنصفك الإسلام يوم أن جعلك البنت المصونة، والأخت الغالية، والزوجة المكفولة، والأم الحنون، والجدة الموقرة، واعلمي أن هذه المنزلة العالية، والمكانة المتميزة لم تكن تمنح لك لولا أنك أمينة على أبنائه، وحافظة لكيانه، فلا تفرطي في أداء هذه الأمانة العظيمة، واحتسبي ما تبذلينه من جهد ووقت في ذلك عند الله جل جلاله، فهو الذي لا يضيع عمل عامل من ذكر أو أنثى·
لا تحزني وأنت تعلمين أن الحسنة بعشر أمثالها وأن السيئة بمثلها ولا تنسيْ أن الله تعالى يعفو ويتجاوز عن عباده بفضله ورحمته وكرمه· لا تحزني وأنت ملازمة لبيتك، محافظة على أداء واجباتك، قائمة بما افترضه الله تعالى عليك من العبادات والطاعات، واعلمي أن عدم الاختلاط بالفارغات واللاهيات والملهيات نعمة كبيرة لا تقدر بثمن، إذ أن في البعد عن هؤلاء راحة للبال، وهدوء للخاطر وسلامة للنفس· لا تحزني وانت محافظة على ذكر الله تعالى ملازمة للاستغفار، فإن في كثرة الاستغفار وملازمة الإنسان له ارتياحا من الهموم وسلامة من الغموم ووسيلة لطلب السعادة وراحة البال·
شيخة الصريدي