الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الألوان..مرآة تعكس الحالة النفسية لمرتديها

الألوان..مرآة تعكس الحالة النفسية لمرتديها
7 أكتوبر 2014 20:30
يتفق خبراء أزياء على أن الموضة لا تتعلق بكل ما يصدر حديثاً في عالم الأزياء، لكنه يرتبط بشكل وثيق بما يليق بالفرد، لذا فإنه إذا كان اللون مهماً في استقرار الإنسان نفسياً؛ فإنه من الضروري أن يكون ملائماً للمرحلة العمرية وطبيعة عمل المرء، لكن اللافت في هذا العصر أن الرجل أصبح ينافس المرأة في كثير من الأحيان في ارتداء ملابس زاهية وأنيقة ترفع معنوياته، وتجعله يشعر بذاته في المجتمع. فما السر الخفي في جاذبية الملابس، التي تمنح أفراد المجتمع مشاعر البهجة؟ وما السر أيضاً في تلك الألوان القاتمة التي تعكس الكآبة والحالة النفسية السيئة والمزاج غير المعتدل؟ سيكولوجية الألوان حول مدى توافق أفراد المجتمع من الناحية النفسية والاجتماعية، تقول الاستشارية الأسرية الدكتور غادة الشيخ «هناك ما يسمى بسيكولوجية الألوان، ومن يحاول الاقتراب من مفهومها تتحقق لديه عملية الانسجام الكلي مع طبيعة الملابس التي تناسب الصباح والمساء وبيئة العمل، وكذلك الرحلات الترفيهية وما إلى ذلك من مواقف حياتية وارتباطات ومناسبات عامة وخاصة؛ فالألوان المبهجة توضح أن صاحبها يشعر بقيمة الحياة ويقبل عليها ويحاول أن يكون إنساناً مفعماً بالثقة والحيوية، أما هؤلاء الذين يميلون للألوان الداكنة مع عدم الاهتمام بهندامهم، فقد يكون بعضهم يعاني حالات اكتئاب، أو يتعرض لمشكلات أسرية، وكذلك في محيط العمل. وتذكر الشيخ أنه من المهم أن يذهب الفرد لشراء ملابسه، وهو في حالة نفسية جيدة، حيث يتمكن من اختيار ملابس تتماشى مع مرحلته العمرية، وفي الوقت نفسه تتسم بالبهجة، كما أن هناك دلالات للألوان ذاتها وهو ما يعني أن لكل لون سمة معينة، لافتة إلى أنه ليس كل من يرتدي ملابس لا تتوافق مع مرحلته العمرية هو نكوص كما هو معروف في علم النفس، والذي يعني الارتداد إلى مرحلة عمرية أقل؛ إذ إن هناك أناساً لديهم إقبال على الحياة بصورة إيجابية وعلى قدر مستوى توافقهم النفسي يلبسون أزياء تتسم بخطوط ألوان زاهية، ومعبرة في الوقت نفسه عن مدى السعادة المجتمعية. كندورة بيضاء من بين الذين يضعون ميزانية شهرية لشراء بعض الملابس التي تتمتع بألوانها المتميزة محمد السهلي، الذي يدرس في الجامعة، ويحاول أن يذهب إلى المحاضرات، وهو في حالة نفسية عالية حتى يكون مستوى فهمه أوسع وعلاقاته بزملائه جيدة. ويورد أنـه على الرغـم مـن أنـه معظـم ملابسه من الكنادير، إلا أنه ينوع أحياناً ويرتدي بعض البزات الأنيقة والقمصان المشجرة، وحتى يشعر أن نمط حياته متجدد دائماً. ويشير إلى أنه يختار الكنادير بعناية فائقة، وإن كان في الغالب يميل في الصباح إلى ارتداء الكندورة ذات اللون الأبيض المشع؛ فهي تمنحه الشعور بالسعادة وتضفي عليه التألق، وتجعله في حالة من الانسجام مع الآخرين. أما في المساء، فهو يرتدي فيه بعض الكنادير التي تحمل ألواناً هادئة تتسم مع أجواء الليل والسهر، ويؤكد أن الألوان تلعب دوراً مهماً في حياته، وترفع كثيراً من حالته المعنوية. ولا تنكر هيا برهام أنها تستمد ثقتها من مظهرها الذي تحرص على أن يكون أنيقاً، وفي الوقت نفسه يتوافق مع طبيعة العادات والتقاليد. وتشير إلى أن نشأتها في سوريا، حيث الطبيعة الخلابة جعلتها تهتم بأن تكون خطوط ملابسها مستمدة من أشكال الأزهار والألوان الخضراء، وهو ما يجعلها تأخذ وقتاً طويلاً في اختيار الملابس الجديدة خاصة حين تقرر الذهاب إلى الشراء، مؤكدة أنها لا تذهب مطلقاً لمراكز التسوق إلا وهي في حالة نفسية جيدة حتى تستطيع شراء ما يناسبها في العمل أو في الحياة بوجه عام، وتشير إلى أنها ترى في أعين غيرها مدى احتفائه بها بسبب عنايتها الفائقة باللون المعبر الجميل، فهي على حد قولها تنفر من الأشخاص المغرقين في الكآبة بسبب ملابسهم التي تعبر عن الحزن وعدم الاستقرار النفسي. ملخص ارتداء الألوان الجذابة يمنح المرء الشعور بالسعادة ويعطي للآخرين انطباعات جيدة، فالألوان تلعب دوراً مهماً في حياتنا وتنقلنا من حالة كئيبة إلى حالة مبهجة بحسب ما يقرر الفرد ارتداءه كل يوم خصوصاً وأن الألوان التي تحمل في طياتها الفرح تعزز ثقة الإنسان بنفسه وتجعله يقبل على العمل بروح منتعشة، وهو ما يترك في نفسه أثراً إيجابياً نحو بيئة العمل والحياة بشكل عام. لون صارخ تقول ميثاء المنصوري، الحاصلة على جائزة أفضل مصممة أزياء إماراتية في مسابقة تلفزيونية، إن الألوان لها دور في الشعور بالانتشاء والسعادة، وهي تنعكس مباشرة على الشخصية بخاصة تلك الألوان التي تأتي في سياق طبيعي، وتتداخل مع أخرى من دون أن يظهر لون صارخ. وتلفت إلى اللون الأبيض له حضوره الطاغي، وتأنس به العين، وكذلك الأزرق السماوي والأخضر الفاتح، وهذه الألوان تمنح الفرد الشعور بأنه في حالة نفسية رائقة، ولديه الشعور بالثقة في النفس. حالة نفسية يعترف إبراهيم عفيفي أن ملابسه تنعكس بصورة واسعة على حالته النفسية. ويذكر أن حالات نفسه المتقلبة تظهر بوضوح من خلال ما يرتديه في كل صباح. ويلفت إلى أنه مر بأزمة نفسية أسرية، فكان يأتي إلى العمل من دون أن يشعر بملابس غير مهندمة وبزات سوداء وقمصان قاتمة نوعاً ما إلى أن لفت انتباهه أحد زملائه في العمل أنه منذ أسبوع وملابسه داكنة وغير متناسقة. ويشير إلى أنه بعد ذلك بدأ في تغيير هندامه، ما انعكس عليه إيجاباً، وساعده في أن يفكر بجدية في حل مشكلاته.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©