السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

انتخابات النرويج... فوز يمين الوسط

17 سبتمبر 2013 22:26
للمرة الأولى منذ عام 1990، يقود حزب المحافظين البرلمان النرويجي مع وعود بخفض الضرائب وبيع أسهم في شركات النفط المملوكة للدولة وزيادة عمليات التنقيب عن النفط. وقد منح الناخبون النرويجيون، الذين يشعرون بالإرهاق بعد مضى ثمانية أعوام في ظل حكومة ذات توجهات يسارية، فوزاً ساحقاً للائتلاف اليميني، مما يمهد الطريق لفوز أول رئيس وزراء من حزب المحافظين برئاسة الحكومة منذ عام 1990. وقد أسفرت الانتخابات عن حصول ائتلاف يسار الوسط بقيادة، ينس ستولتينبيرج، زعيم حزب العمل، على 72 مقعداً من إجمالي 169 مقعداً في البرلمان ليمهد بذلك الطريق لإرنا سولبيرج، زعيمة حزب المحافظين، لتصبح رئيسة وزراء النرويج القادمة. وحصل حزب العمل الحاكم على 8,30 في المئة من الأصوات في ثاني أسوأ أداء له منذ عام 1927. أما المحافظون فقد سجلوا عودة تاريخية من عام 2009 وتمكنوا من تحقيق قفزة بنحو عشر درجات مئوية ليحصلوا على 26,8 في المئة مما يعد أكبر تقدم يحصل عليه الحزب مقارنة بأي وقت مضى. وبذلك فقد فاز الائتلاف، الذي يضم أيضاً الحزب التقدمي اليميني، والحزب الديمقراطي المسيحي والأحزاب الليبرالية، بأغلبية 96 مقعداً. وقد قدم ستولتينبيرج التهنئة للسيدة سولبيرج وأعلن أنه سيقدم استقالته بعد أن تقدم الحكومة الحالية ميزانيتها في الرابع عشر من أكتوبر. ومن المتوقع أن يبدأ المحافظون، الذين تولوا منصب رئاسة الوزراء في عام 1990، مفاوضات ائتلافية مع الأحزاب غير الاشتراكية. والاحتمالات الأرجح تدور حول تشكيل ائتلاف مكون من حزبين مع الحزب التقدمي، أو حكومة ذات أغلبية من اليمين الوسط تضم الحزب التقدمي، والحزب الديمقراطي المسيحي والأحزاب الليبرالية. ولكن ثمة أسئلة لا تجد إجابة فالديمقراطيون المسيحيون، الذين أقاموا حزبهم على القيم، قد يترددون في تولى الحكم جنباً إلى جنب مع الحزب التقدمي المناهض للمهاجرين. وهناك خيار ثالث يتمثل في تشكيل حكومة أقلية محافظة تتولى فيها سولبيرج الحكم منفردة بدعم من الأحزاب الأخرى في البرلمان، بدون تشكيل ائتلاف رسمي. «هذا هو السؤال الكبير ولا أحد منا يعلم حقاً ما ستكون عليه النتائج، ولا يمكننا استبعاد أي شيء في هذه المرحلة» هذا ما قاله يوهانس بيرج، أحد كبار الباحثين في معهد البحوث الاجتماعية بأوسلو. وأضاف بيرج أنه على رغم أن الملامح الدقيقة لحكومة النرويج الجديدة لم تتضح بعد، فإن التحول السياسي إلى اليمين قد لا يؤدي إلى تغييرات جوهرية. ويتفق كل من حزب العمل وحزب المحافظين على عدد من القضايا مثل إقامة دولة رفاه واسعة. وقد صرحت سولبيرج خلال اجتماع مع عدد من الصحفيين الدوليين الأسبوع الماضي: «نحن حزب محافظ ليبرالي، ولا نقوم بثورات. ففي بلاد صغيرة كالنرويج، تكون لديك بعض المناطق الرئيسية التي تتفق عليها». ولكن المحافظين يعدون بإحداث تغييرات، حيث إنه من المتوقع أن يزيدوا من مشاركة القطاع الخاص في عدة مجالات مثل بناء الطرق والرعاية الصحية بالإضافة إلى وعود بتخفيض الضرائب وخصخصة المزيد من الشركات المملوكة للدولة مثل شركتي ستاتويل وتيلينور واعتماد استراتيجية أكثر فاعلية للتنقيب عن النفط في المياه المحيطة بجزر لوفوتين على رغم حساسيتها البيئية، الأمر الذي كان محظوراً عند الحكومة الحالية. وعلى صعيد السياسة الخارجية، تتوقع سولبيرج «المزيد من التركيز على الشأن الأوروبي» حيث إن حكومتها لن يكون لديها «صعوبات داخلية» بشأن اتفاقية المنطقة الاقتصادية الأوروبية، كما هو الحال مع الحكومة الحالية، وفقاً لما جاء على لسان سولبيرج. ومن الأسئلة المطروحة أيضاً: هل سيصبح بإمكان الحزب التقدمي الدفع بموازنة أكثر إسرافاً. لقد أعرب الحزب عن رغبته في الإنفاق خارج نطاق القواعد التي تم وضعها في عام 2001، والتي تحد من إنفاق الموازنة من صندوق الثروات السيادية لهذه الدولة الغنية بالنفط. ويرغب الحزب التقدمي في إنفاق 2-5 مليارات دولار سنوياً على مشاريع البنية التحتية. ويخشى خبراء الاقتصاد من أن زيادة الإنفاق قد تؤدي إلى مزيد من الضغوط على عملة النرويج، الكرون. ويقول زعيم الحزب التقدمي كيتل سلوفيك -أولسين إنا «ندرك خطر الضغوط التضخمية. ولكن إذا كنت ستجعل المشروع كبيراً بحيث يمكنك ضمان المزيد من الطاقة الإنتاجية للنرويج، فستعطي اهتماماً كافياً لهذه المشكلة. ولكن مرة أخرى، تتعين إقامة استثمارات مربحة في شبكة الطرق». أما الحزب التقدمي، الذي ضم ذات يوم في عضويته الإرهابي أنديرس بيهرينج، فسيظهر لأول مرة في الحكومة إذا ما قررت سولبيرج ضمه إلى ائتلافها الحكومي. وقد جاء الحزب في المرتبة الثالثة وحصل على 29 مقعداً ليفوز بذلك بثالث أفضل نتيجة له. ويعد ظهور حزب الخضر البيئي لأول مرة في البرلمان بعد حصوله على مقعد واحد تحولاً آخر في انتخابات هذا العام. فقد نجح الحزب في خطف الأصوات من الأحزاب البيئية التقليدية الأخرى مثل اليسار الاشتراكي الذي وصل بالكاد إلى نسبة الـ4 في المئة اللازمة لتأمين المزيد من المقاعد. ويعتقد رامسوس هانسون، الممثل البرلماني المنتخب حديثاً لحزب الخضر، أن اليسار الاشتراكي قد خسر أصوات الناخبين بعد أن قرر العام الماضي أن يصبح حزباً اشتراكياً أكثر يسارية ويركز على العمل بدلاً من التركيز على البيئة. فايري كريسيون أوسلو ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©