ممدوح البرعي:
اندفع الليبرو رجب عبدالرحمن إلى الأمام متمرداً على مواقعه الدفاعية وأرسل الكرة الى سعيد عبدالله الذي مررها بدوره الى جاسم محمد فقام بالتحضير الخلفي للمندفع نحو حدود منطقة المرمى المنافس رجب عبدالرحمن فأطلق الكرة رصاصة استقرت في شباك المنتخب العماني·· إنه الهدف الذي لا ينساه الكابتن رجب ليبرو منتخب الإمارات وأبرز لاعبيه في كأس الخليج الثالثة لكرة القدم بدولة قطر ·1976
ورغم أن دورة قطر شهدت قمة تألقه على مدار مشاركاته في 4 دورات متتالية بكأس الخليج ابتداءً من الدورة الثانية إلا أن الهدف جاء في الدورة الخامسة خلال المباراة التي فازت فيها الإمارات بثلاثة أهداف على المنتخب العماني، حيث كان الهدفان الآخران من نصيب جاسم محمد وسعيد عبدالله·
يفتح الكابتن رجب حقائب الذكريات ويذكر نجوما تألقت في دورات الخليج وتركت بصمة واضحة أمثال محجوب جمعة وفتحي كميل من الكويت، وأحمد عيد من السعودية، وهادي أحمد من العراق·· ويشير الى ان هادي كان طرازا نادراً من اللاعبين الذين عايشهم في الملاعب العربية، حيث كان صانع ألعاب متميزا واستمر عطاؤه سنوات طويلة ظل خلالها نجما لا ينطفئ·· ايضا لا ينسى علي كاظم مهاجم العراق، وزملاء الملاعب في المنتخب الاماراتي: سالم بوشنين وأحمد عيسى وحمدون ويوسف محمد وجاسم محمد·
يقول: كان الحب يجمعنا، وكان الإخلاص والعطاء بلا مقابل ولا حدود هما شعارا ذلك الزمن البعيد·· صحيح ان النتائج لم تكن على المستوى اللائق، إلا ان الكفاح كان في أعلى درجاته قياسا بالامكانات، وكان سلاحنا الأوحد تلك الموهبة الفطرية التي تمتع بها نجوم الجيل القديم·· أما الآن فقد تطورت الكرة وتحولت الى خطط ولياقة وسرعة والتحام عنيف·
يقول رجب عبدالرحمن: كنت ألعب أساساً في مركز الليبرو وكان بعض المدربين يدفعون بي الى خط الوسط، سواء في نادي النصر أومع المنتخب، وكنت مع جميع لاعبي جيلي ننتظر كأس الخليج ونحتفي بها لأنها فرصة ذهبية للالتقاء بالأشقاء من كل الدول الخليجية·· وصحيح ان دورة قطر كانت افضل دوراتي لكن افضل مشاركة لمنتخب الإمارات كانت في الدورة الثانية·· وفي قطر اذكر ان النتائج جاءت سيئة، حيث خسرنا بخمسة أهداف أمام العراق و3/1 امام قطر، لكننا بذلنا ما في وسعنا وكانت الفرق الاخرى اكثر إعداداً وتنظيماً·
الثقة مفتاح الفوز
ينتقل رجب عبدالرحمن الى كأس الخليج المقبلة على أرض الإمارات ويقول: إن فرصتنا في الدورة كبيرة لأنها تقام على أرضنا وبين جماهيرنا ونحن في نفس الوقت نملك مجموعة من العناصر الطيبة لا تقل مهارة وكفاءة عن كل لاعبي دول المنطقة إن لم تكن تتفوق·
وأرى أن الثقة هي الشيء الوحيد الذي ينقصنا وهي المفتاح الحقيقي للفوز باللقب الذي طال انتظاره لأول مرة في تاريخ الكرة الإماراتية·· أعتقد أن لاعبينا في حاجة الى جرعة تدريبية ''سيكولوجية'' تماما مثل الجرعات الفنية والبدنية، حيث يكتسب لاعبونا الثقة ويواجهون الفرق المنافسة وبداخلهم شعور بأنهم على الأقل في نفس المستوى إن لم يكونوا الأفضل·· وأضاف أن الثقة ايضا تحتاج الى جانب هذا الاطار النظري اطارا عمليا موازيا وذلك بتعدد الاحتكاكات القوية الودية والرسمية مع فرق عالية المستوى وتحقيق نتائج طيبة وقد سعدت مؤخرا بمباراتي المنتخب التجريبيتين أمام بولندا وسلوفاكيا رغم الخسارة، لكنها تجارب قوية تصقل اللاعب وتمنحه خبرات عالية·
ويؤكد رجب عبدالرحمن ان المباراة الأولى في الدورة هي ثاني مفاتيح الاندفاع نحو النهائي، حيث ان الفوز في بداية المشاركة يمنح اللاعبين ثقة عالية ودفعة معنوية كبيرة تقود ''أوتوماتيكياً'' الى اداء قوي وعزيمة حديدية في المباريات التالية، لكن مع الحرص على تجنب الغرور والحفاظ على الجدية·· واذا وصلنا الى الدور نصف النهائي فاعتقادي أن فرصتنا ستكون كبيرة ولن تقل عن 70% في الفوز بالبطولة·
ويؤكد رجب عبدالرحمن على أهمية عاملي الأرض والجمهور، ويقول: إن البطولة القادمة فرصة ذهبية لتحقيق أمل الكرة الإماراتية في اللقب الخليجي وتحقيق أمل الجماهير في الفوز ولو بلقب واحد بدورات الخليج·
جدير بالذكر ان رجب عبدالرحمن نجم نادي النصر والمنتخب الأسبق اعتزل الكرة عام 1982 وانتقل الى مجال التدريب لمدة 13 عاما بالمراحل السنية بنادي النصر ومع الفريق الأول قبل العودة للمراحل السنية مرة أخرى ومنها الى حقل جديد بإحدى شركات الملاحة بعيداً تماماً عن الساحرة المستديرة التي لم يبق منها غير الذكريات·
عدد اليوم
